ونحن على بعد أيام من استضافة الخرطوم اجتمعات الوحدة الاقتصادية العربية التي تناقش انفاذ برامج الغذاء العربي الخاصة في السودان …
افسح المجال لاخي وصديقي شريف حسن شريف صاحب الباع في مناقشة مثل هذه الموضوعات ….
كيف يكون السودان سلة للغذاء العربي؟
شريف حسن شريف.
تعليقا على سؤال المنبر الاعلامى لاجتماعات الوحدة الاقتصادية العربيه التى تستضيف الخرطوم دورة انعقادها رقم(١١٤) خلال الأسبوع الثانى من شهر ديسمبر المقبل، السؤال المطروح، على واقعيته كسؤال استهلالى مقبول ورغم انه من نوع الأسئلة المغلفة ، اى التى تقبل فقط الإجابة بنعم أو لا… وبماان الإجابة على هذا السؤال معروفة بداهة ، وهى نعم، فمن المؤكد ان السودان بمقدوره واستطاعته ان بكون هذه السلة والتى قد تفيض عن مجرد تأمين غذاء سكان الوطن العربي…
اذن ينبغى ان ننتقل للإجابة على السؤال الأهم على هذا الصعيد … وهو بالطبع امر لن يغفله القائمون على المنبر والسؤال هو … كيف *يكون* السودان سلة للغذاء العربي؟
والإجابة على هذا السؤال بقدر تحمل اهل السودان شعبا وحكومة، مسؤولية الإجابة عليه فيما يليهم، بقدر مايتحمل الحكام والمؤسسات العربية ذات المستوى من المسؤليه.
فكيف ، سؤال يتطلب الإجابة عليه، برنامج طويل ومتشعب وسيناريو معقد بتداخل فبه المحلي الاهلي (المواطنين العوام ) واهل السلطة والقرار على مستوى امتلاك الموارد والثروات المؤهلة للاضطلاع بهذا الدور ،ويعرف الكل متطلبات ترتيب البيت الداخلي، من حيث الإجراءات والتعديلات القانونية وتغعيلها بما يمكن من توفير المناخ الجاذب للاستثمارات ورؤس الأموال الأهلية والعربية والاجنبية عموما ،ولا يخفى على احد المعوقات الداخلية لدينا على هذه الاصعدة ،ويضاف إلى توفير هذه البيئة الداخلية الجاذبة وعي الكل بأهمية تحقيق الاستقرار الأمنى والسياسي، بنبذالعنف والاقتتال، والتوافق على كيفية أدارة وحكم الدولة، عبر التداول السلمي للسلطة. وكذلك لابد من فرض سلطة وهيبة القانون وجاذبيته للمستثمرين بتسهيل الإجراءات عبر نافذة واحدة وتوفير الحماية للمستثمر خاصة من ظواهر اعتراضات الاهالي فيما يتعلق بمشاريع الانتاج الزراعي بشقيه الزراعي والحيواني، (حيث ادعاءات ملكية الأرض )
وعلى صعيد العلاقات الخارجية فالسودان يحتاج لبذل جهود جبارة لاعادة اندراجه فى منظومة المجتمع الدولي، بدعم من الدول الشقيقة والصديقة، من المنظمات الإقليمية والدولية، من أجل رفع العقوبات، التى تحول دون إعفاء الديون، والحصول على المنح والقروض، وتشجيع رؤوس الأموال الخارجية على ولوج حلبة الاستثمار بالسودان.
بتحقيق اشتراطات هذه المطلوبات ثلاثية الأبعاد، للإجابة على سؤال المنبر المفترض، بكيف هل !!! يكون السودان سلة للغذاء العربي، بتوفر هذه المطلوبات فقط يمكن لبلادنا ان تحقق الحلم العربي .
وبالطبع بتمكن الوطن العربي من تأمين غذاء شعوب المنطقة سيكون لذلك انعكاسات وارتدادات ايجابية أخرى، خاصة على مستوى استقلالية القرار السياسي ووحدة الأهداف على مختلف الاصعدة، مما يجعل من الوطن، بما يملكه من موارد وثروات طبيعية وبشرية، ان يشكل قوى عظمى وتكتل قوي عصي على الاختراق ومحاولات إعادة الاستعمار والاستلاب.
ودمتم
وكان الله في عون الجميع
