صوت الحق – الصديق النعيم موسى – النفاق في الخدمة المدنية !

siddig2227@gmail.com

‏النفاق في اللغة العربية هو إظهار الإنسان غير ما يبطن ، وأصل الكلمة من النفق الذي تحفره بعض الحيوانات كالأرانب وتجعل له فَتحتين أو أكثر فإذا هاجمها عدوها ليفترسها خرجت من الجهة الأخرى ، وسمي المنافق بهِ لأنه يجعل لنفسهِ وجهين يُظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه . ويعرف المنافقون بأكثر الصفات الملازمة لهم، وهي أنهم إذا حدثوا كذبوا، وإذا وعدوا أخلفلوا، وإذا أؤتمنوا خانوا، فقد روى عن أبِي هريرةَ – رضى الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»، رواه البخاري ومسلم .
تناولت في أعدادٍ سابقةٍ حلقاتٍ عن تدهور الخدمة المدنية في السودان وفصّلنا الأسباب الرئيسة و وضعنا الحلول الجذرية لنهضتها ، نتناول اليوم قضية من الضرورة بمكان التوقّف عندها وهي : النفاق في المكاتب الحكومية وأثره الكبير في تدهور القطاع المهم ، وكل من يقرأ هذا المقال ويعمل في مؤسسات الدولة يتذكر المنافقين الذين يخوضون فساداً في الوزارات ويوقعون بالفتن بين الناس إبتغاءً لمصالحهم الشخصية يضرون الآخرين ويسعون في المؤسسات فساداً وظلماً ( جاءتني رسائل عبر البريد من موظفين في مؤسسات الدولة المختلفة يشكون حال وزاراتهم والإنتقام الذي إستشرى فيها ) هناك موظفين حياتهم الكذب والنفاق والفتنة ولقد نهى الإسلام عن الفتنة وحذّر منها ومن النفاق وهو مرض خطير يُصيب الإنسان والمنافقين لهم عذابُ أليم قال جل وعلا في سورة النساء { إِنَّ ٱلۡمُنَـٰفِقِینَ فِی ٱلدَّرۡكِ ٱلۡأَسۡفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمۡ نَصِیرًا } ولخطورة هذا الأمر هم في الدرك الأسفل من النار وما أكثر المنافقين في بلادنا وما أكثر المنافقين في الخدمة المدنيه وما أكثر المجرمين والمُفسدون .
إنَّ إحدى أسباب إنهيار الخدمة المدنية النفاق والتطبيل في الوزارات الأمر الذي عكس سوء الأداء و وصلنا لما نحن فيه الآن تخبّط في كل شئ إنهارت الدولة إقتصادياً بسبب ضعاف النفوس ( المنافقين ) همهم الأول مصالحهم ومُستحقاتهم فقط ( إلاّ من رحم الله ) ينالون الحوافز ويمتطون السيارات ويفشلون في أداء مهامهم فألدولة بسبب ( الكفوات ) عاجزة عن النهضة والتطوّر فأنشغل المسؤولين بتصفية الحسابات وتفرّغت المؤسسات للتشفي والإنتقام ظهر ذلك جلياً في المحاكم التي ذهبوا لها ، فعادت المحسوبية مرة أخرى وجميعكم يشاهد حالة ( اللا دولة ) والصراع السياسي الذي إنعمس في الوزارات ، ذمَّ الله المنافقين في كتابه الجليل قال تعالى: (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) .
لن تقوم للبلاد قائمة في ظل التردي المتواصل للخدمة المدنية ، وهي أساس النهضة الفعلية ولكن المُشاهد عكس ذلك تماماً ؛ تأتيني رسائل متعددة في البريد من موظفين حكوميين يشكون ما يعيشونه . تفرّغ بعض المُدراء لإستماع القال والقيل وتركوا الإصلاح الحقيقي وأخبرتكم من قبل بقصة والد صديقي أطال الله عمره تم فصله تعسفياً قبل أكثر من عشر سنوات لأنه لم يُسلّم على المدير العام مثل بقية الموظفين ( بالله شوفو الزول وقت يغتر بالسُلطة ) في مكتبه وتطوّر الأمر رويداً رويدا حتى تم فصله وأعادته المحكمة العليا بعد ثلاث سنوات من الفصل والكثير من القضايا التي أسمعها ، لابدَّ أن يعلم موظفي الخدمة المدنية أنَّ الوزير و الوكيل و المدراء العاميين ورؤساء الأقسام ما هم إلاّ موظفين لخدمة البلاد والعباد والوظيفة أمانة أمام الله وستُحاسب في كل صغيرة أو كبيرة ؛ يوم القيامة لا توجد ( واسطات ) قال تعالى { یَوۡمَئذࣲ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِیَةࣱ } فما تفعله في هذه الدنيا تُحاسب عليه وهي رسالة لكل من ولاّه الله أمر المسلمين إيّاك والظلم وإيّاك والنفاق وإيّاك والمنافقين الذين قد يُدخلونك في خصومات مع الموظفين وأنت لا تعلم فألسعيد من إتقى الله في السُلطة .
النفاق الوظيفي ليس وليد اللحظة وإنتشر كثيراً في بلادنا والموظفين يعلمون ما أقول وكما أسلفت تَرك الكثير مهامهم وأصبحوا مرصاداً للآخرين حياتهم ومجالسهم ماذا فعل فلان وماذا قال علان وإن سألتهم ماذا قدمتم نظير الوظيفة لن تجد شيئاً إلاّ ما رحم الله .
صوت أخير :
رسالتي لكل من ولاّه الله المناصب في بلادي ( المفجوعة ) إتقوا الله في المنصب الذي تجلسون عليه وإبتعدوا عن المنافقين المجرمين المفسدين أؤلئك أشر الناس عند الله ، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. سيبعد عنك المنافق وتصبح أنت خصماً أمام الله بسبب قرار جائر وحينها لا ينفع الندم .
ختاماً :
الكثير من المسؤولين يُساعدون في كثرة المنافقين والكاذبين ( يقول ليك المسؤول العلاني عندو رادارات ، وهو مخلي شغلو الأساسي ومتفرّغ للقال والقيل )
ولنا عودة بمشيئة الله .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى