siddig2227@gmail.com
هاتفتني إحدى موظفات الشركات الحكومية قبل فترة قصيره بأنَّ إدارة شركتهم بأحدى فروعها بالولايات أسندت إدارة الفرع لأحد الموظفين وهناك من هم أقدم منه في الشركة ولكن المحسوبية طغت على القانون ؛ وهذا المدير الذي أخذ إجازة بلا أجر عاد ومُرفّعاً لدرجة أكبر بصورة تخالف القوانين المُنظّمة للعمل . تحدثت معي لأكثر من نصف ساعة ( تحكي بألمٍ على مرارة الظلم ) هذه الشركة ليست وحدها بل هناك الكثير من الوزارات والمؤسسات والشركات والهيئات الحكومية التي طالها الفساد الإداري وهو السبب رئيس لنكسة الدولة وإنهيارها .
عمدت وزارات كثيرة أن تخالف القوانين واللوائح وزراء و وكلاء وهلمجر من المسؤولين لم يستحوا من دعوات المظلومين ودائماً ما أستدل بفصل والد صديقي من إحدى الوزارات قبل إحدى عشر عاماً وبعد ثلاث سنوات من التقاضي عبر المحاكم المختلفة تم إنصافة وإعادته إلى العمل ؛ حدث كل ذلك بسبب طغيان المسؤول الذي يرأسه ولكن إرادة الله حاضرة أنصفته بعد ثلاث سنوات وهذا نموذجاً واحداً فقط .
إحدى الرسائل المحزنة وصلتني بالإيميل من إحدى الموظفات بوزارة إتحادية عريقة تقول فيها : الأخ الكريم صديق النعيم ،، السلام عليكم ،، بعد التحية :
لتعلم إنني من المتابعين لأي مقال يُكتب عن تدني الخدمة المدنية أو كشف الفساد الإداري إذ أنَّ المالي مؤكّد لا محالة ؛ إذا أردت أن تعرف خفايا يشيب لها الولدان عن سوء إدارة بعض الوزارات وكيف تتلاقى وتتقاطع المصالح والمُحزن أن يتم ذلك الفساد عن طريق الوزير والوكيل إذاً عندما يرى الموظف المغلوب هذا من كان راس الوزارة هو المفسد وهو الذي يحمى الشُله أنا أدعوك للولوج إلى دهاليز وزارتنا فهي المفترض أن تقود عَجلة التنمية والمفترض أنَّ الموظف المختص بكافة مخصصاته أن يكون ذا قيمة ومكانة وأن يكون وضعه المعيشي يتناسب ومكانته الإجتماعية والعلمية ولكن العكس هو الصحيح .. نحن كوزارة نأتي في ذيل قائمة الوزارات ؛ لا أريد أن أطيل عليك ولكن أطلب مِنك التطرق للفساد الإداري في الوزارة وهو أحد أسباب تخلّف القطاع وعدم القيام بمهامه وكيف هي شخصية المُدراء العاميين وكيف يتم تعيينهم وهم عديمي كفاءة ( طبعا بعد الثورة كل هذا الفوضي ) كما يمكنني أن أحدثك كيف يكون للمحسوبية والعلاقات الشخصية للمدراء مع الموظفين وكيفية شراء الولاءات وظلم الأكثر خبرةً وتاهيلاً . إذا أردتني مساعدتك في هذا الإستطلاع القنبلة ؛ وكشف الحقائق وأسباب الصراع بين الموظفين مما ترتب عليه إهمال المهام الاساسية للوزارة كوزارة إتحادية .
صوت أخير :
في هذا الصدد أيضاً هاتفتني إحدى الموظفات تعمل في وزارة إتحادية كبيرة أخبرتني أنَّ ملف التدريب حصري على وجوه مُعينة وفي أحيان كثيرة يتدخل الوكيل والوزير في عملية الإختيار وهذا الأمر طبيعي ليس في هذه الوزارة فقط وإنما جميع مرافق الدولة ( إلاّ ما رحم الله ) وهذه المحسوبية هي التي تقود البلاد الآن لا ينكر ذلك إلاّ مُكابر .
في سلسلة مقالاتي المتواصلة عن الخدمة المدنية تحدثت عن غياب القوانين بنسبة كبيره ، لو أخذت خمس وزارات كعينة عشوائية وأجريت إستطلاع عن الفساد الإداري ستجد ارقامه قياسية ؛ والفساد الإداري هو سبب الفساد المالي وسب للتجاوزات التي تتم داخل أروقة المؤسسات ؛ أما الدورات الخارجية بلا شك هي حِكراً على مجموعاتٍ مُعينة ومعروفة ؛ يقول أحد الأصدقاء أنَّ مجموعة من الموظفين السودانيين يكثرون السفر في التدريب فسألهم إحدى الموظفين في الخارج ( معقوله ماف غيركم ) هناك غيرهم ولكنّهم لا يحترمون القانون ويسيطرون على كل شئ .
نهضة البلاد لن تأتي إلاّ بإستقامة مؤسسات الخدمة المدنية التي تُعاني من ضعف الأداء الواضح وهو بلا شك بسبب الأزمات السياسية وتداخلها وتدخّلها ( السافر ) في كثيرٍ من المواطن ولو أردنا نهضة للبلاد يجب في المقام الأول إبعاد السياسة من الوزارات المدنية والعسكرية ؛ فدخول السياسة للوزارات يعني وجود الشُلليات الحزبية المُتناقضة في أفعالها وأقوالها وممارسة السياسة داخل الوزارات تعني الصراع على الكراسي والصراع يُفضي إلى عدم الإستقرار وعدم الإستقرار يولّد الإنتقام والتشفي وفي هذه النقطة لن يتفرّغ الموظفون للعمل ولكنهم يبحثون عن كيفية الدفاع عن نفسهم فقط .