أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (الجنرال عبد الرحيم) … من أرتقاشا إكرفي ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
مع أهلنا النوبيين إذا لم تتقن لهجاتهم فلابد لك أن تستعين بصديق وإلا يفوت عليك الكثير ، وأذكر في زيارة لمحلية حلفا القديمة في عهد الحكومة السابقة مرافقين لنائب الرئيس وقتها حسبو محمد عبد الرحمن كان المعتمد يدخل في نقاشات جانبية مع الحضور بالرطانة في لقاء للفعاليات وعندما يندهش نائب الرئيس يقول له بعدين بعدين نترجم ليك ..! ، مع الأسف غادرنا وأصبحنا طرش في الزفة ..! حتي الآن لا نحن ندري ولا النائب يدري ماذا قيل ..!.
ولكن حتي لا تذهبوا بعيدا فإن هؤلاء النوبيون حيث موطن الجنرال عبد الرحيم محمد حسين إبن السودان قائد الأمان والإعمار الذي مكن للجيش من الطلقة حتي القمر الصناعي وللشرطة وللمجتمع تنمويا وخدميا ، هم متمسكون جدا بثقافتهم، هم ملوك وأهل حضارات لأكثر من ألفي عام قبل الميلاد ، وقد وقفنا ميدانيا علي الدفوفة ومجمع كرمة للحضارات حيث قضي فيها المنقب عالم الآثار السويسرى (شارلس بونيه) أكثر من (43) عاما وقال بشأنها (إنها حضارة أسطورية غير معروفة بما فيه الكفاية ..!) ،وقال قولته المشهورة التي ألبت عليه أشقاءنا في شمال الوادي ، قال فى حفل تكريم له بالسودان (افتخروا ببلدكم ، فإن مصر ليست أفريقيا ، والسودان هو سر أفريقيا ، وأصل الحضارة النوبية ..!) .
بلاشك أن عالم الآثار شارلس بونيه قد أدرك بنفسه ثقافة وحياة الملوك عن تجربة عملية عاش وسط حفدتهم لأكثر من (40) عاما بالجلابية السودانية والعمة والطاقية والمركوب ، يأكل طعامهم مكتسبا ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم الراسخة وقطعا سيكون قد أصبح خبيرا في عالم اللجهة النوبية أو قل اللغة النوبية إن شئت ولذلك إنها شهادة عن تجربة عملية وآثار تعود للماضي التليد ..!.
نحن في كرمة البلد حيث مولد الجنرال عبد الرحيم محمد حسين وفي جارتها كرمة النزل وفي أرتقاشا حيث مكان اللقاء الجامع في محلية البرقيق (550) كلم شمال الخرطوم في الولاية الشمالية جئناها عبر طريق شريان الشمال الذي أحدث تحولا بالمنطقة ولازالت الذكريات تراوح مكانها مع قوز أبو ضلوع وقهوة أم الحسن والتمتام والملتقي والدبة والقولد (أيها الصديق) ودنقلا درة المدائن ومهد الحضارات والسليم (الفول ماركة مسجلة ..!) والطريق يمضي حتي حلفا القديمة (سكرفي ..!) ، ولكننا عرجنا شمالا لندخل البرقيق (إكرفي)، وبالطبع لأهلنا بالولاية الشمالية ذكريات وذكريات مع هذا الطريق الذي إختصر الزمن مابين (دنقلا – الخرطوم) من يومين بالتمام والكمال إلي (4 – 5) ساعات تشعر بالأمن والأمان لا يعكر صفوها إلا بعض الحفر التي ربما نتجت بسبب الحمولات الزائدة لكثرة المركبات القادمة من الشقيقة مصر ..!.
كان إستقبالنا حافلا في عدة مواقع علي طول الطريق شيمة الملوك والمكوك حتي دخلنا كرمة البلد مسقط رأس الجنرال عبد الرحيم محمد حسين حيث تسكن الأسرة الكبيرة ، دخلنا بيوتها وسلمنا علي كبيرة العائلة عمنا عكاشة (عم الجنرال) والأسرة الكريمة والأرباب عطا المنان وبقية العقد الفريد وهم أهل كرم وضيافة ، وهم يتسابقون في خدمتنا كبارا وصغارا رجالا ونساء حتي الكهول منهم إنهم أصحاب أصول وأهل حضارات حقا ، فوجدنا كرمة لا تقل نظافة ولا ترتيبا ولا تنظيما عن قصور الملوك ، تجولنا في شوارعها فلم نجد أي (كوش) أو نفايات مكدسة أو أي مظاهر لا ذباب ولا باعوض لا نخاف من شيئ إلا العقرب التي قضيت عليها بنفسي عندما هرب بعض الزملاء المتبندرين (جمع بندر) .
(الجنرال عبد الرحيم … من أرتقاشا إكرفي ..!) ، (أرتقاشا) هذه جزيرة والكلمة معناها (الجزيرة المدللة) وكلمة (إكرفي) السلام عليكم ، دا طبعا حسب المترجم مأمون الذي ظل مرافقا للجنرال عبد الرحيم (4) سنوت في ولاية الخرطوم ولذلك إستعنت به مترجما ولكنه ذات نفسه إستعان بصديق فكان قائد السيارة خير مترجم . ! ، كان المنشد قرشي الطيب فكاهة هذه الرحلة التي جمعتنا مع نفر كريم أبو شوك ومصعب وآخرين رحلة غير مملة تخللتها الأناشيد التي إنتفض معها الجميع وكل يقول ياليت تلك الأيام تعود يوما ..!، بينما كان يبدو الجنرال نمر يتأمل ويراقب الموقف بحذر شديد ..!.
بلا شك أن الجنرال عبد الرحيم إبن من أبناء السودان ولذلك لم تقتصر مناصرته لإطلاق سراحه علي أسرته الصغيرة وليس أهل كرمة البلد موطنه أو كرمة النزل ولا محلية البرقيق أو الولاية الشمالية أهل المناصرة الشعبية وليست الدفوفة وأهل حضارة كرمة فحسب ، بل جاء الدكتور الجزولي واليسع من الخرطوم وجاء الضو الماحي من القضارف وجاء أبو شوك من المناقل وجاء الدكتور فضل الله من دارفور وجاء الحويج من نهر النيل وجاء الجنرال الجداوي من القوات المسلحة ، مثلما شكل نوبة الجبال حضورا أنيقا بتراثهم مناصرة للجنرال قائد الأمان والإعمار وجاء غيرهم كثر ، وقالوا أن الجنرال عبد الرحيم هو إبن لكل أهل السودان وكفي ..!.
مع الأسف الشديد من أسوأ إفرازات هذا الظلم والكيد السياسي في عهد القحاتة وفي عهد اللادولة ، أن لجأ الناس في كل مكان لمناصرة أبنائهم قبليا أو جهويا وعنصريا ضد هذه العدالة العرجاء كيدا وتشفيا سياسيا ، وبعضهم ركب هذه الموجة عرا ، مثلما تناقلت الوسائط أن ناظر الرزيقات قال مناصرا قائد الدعم السريع الجنرال دقلو (حميدتي خط أحمر ..!) تماما كما أعلن أهل نوبة الجبال أن الجنرال كباشي وأردول خط أحمر ..!، وعلي ذات المنوال إحتمي محمد طاهر إيلا بأهله وقد إستقبلوه إستقبالا تجاوز التوقعات ..!، ويقال أن صلاح قوش أيضا في الطريق وسينزل مروي قريبا ..!.
فيما تستعد الحملة الشعبية المركزية لإنطلاقة تدشين مناصرة الجنرال بكري حسن صالح 19 نوفمبر الجاري ، وقطعا ستشهد الولايات حملات لمناصرة أبناءها المعتقلين ظلما ..!، والكل يسمع ويرصد التدخلات الخارجية في السيادة الوطنية والتسويات الثنائية ومناصرات حقوق الإنسان بذات إزدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين ..!، واعتقد ليس هنالك حلا إلا أن تأخذ العدالة مجراها ويقول القضاء كلمته فالعدالة لنا ولسوانا ..!.
الرادار .. الخميس الثالث من نوفمبر 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى