أخر الأخبار

دكتور هاني احمد تاج السر يكتب : النزاع الداخلي بالنيل الازرق

الاحداث الدامية بالنيل الازرق مؤشر خطير لغياب هيبة الدولة وضعف المؤسسات العامة وهشاشة قواعد القانون ٠
مايحدث في ولاية النيل الازرق كارثة انسانية وعلامة فارقة ومنقصة في جبين الوطن ووصمة عار في تاريخ السودان الحديث ودلالة علي ضعف الدولةوتفشي القبلية بين النخب السياسية ومحاولة الاحتماء بها بعد سيادة حكم الغاب وغياب سيادة حكم القانون ٠
هذه النزاعات القبلية دليل علي انهيار السودان الامني وضعف اللحمة الاجتماعية وتكريس مفاهيم اخذ الحق بالقوة لضعف الاليات القانونية وضعف النصوص في حسم النزاعات في زمن وجيز بعدان اصبحت الاجهزة العدلية غير قادرة علي اداء مهامها وضعف ادائها العام حتي اصبح الناس ياخذون حقوقهم عنوة واقتدارًا بعد ان يئسوا من نصرة الحق بالقانون ورد الحقوق المدنية والجنائية لأهلها ٠
علي الموسسة العسكرية فرض هيبة الدولة وحسم كل اشكال الهوان وطرد كل اجهزة المخابرات العالمية والسفراء المتجاوزين لحدود مهامهم وفرض حالة الطوارئ واعلان حكومةكفاءات وطنية مجردة ٠
فضلا عن اصلاح الاجهزة العدلية واصدار مراسيم جمهورية بانشاء محاكم ميدانية تضبط التفلتات والفوضي الممولة من سفارات تريد حريق السودان ومن ثم فرض وصايتها بالكامل .
ان قضية النزاعات القبلية حالة موجودة داخل الشعوب سواء كانت لاسباب موضوعية او لاسباب النعرات القبلية النتنة او صراع حول اطماع ويصبح فيما بعد مهددًا حقيقيا لتماسك الدولة ووحدتها٠
ان اخطر اسباب الانهيار والتصدعات التي تصيب الدولة في سلامتها هو صراع الادارات الاهلية والتكتلات القبلية ٠
المسألة الجوهرية هل تتفرج الدولة علي اتساع نطاق التكتلات القبلية وإطلاق التحذيرات القبلية من قبل بعض النظار والعمد دون تحرك ساكن ٠
الوضع الراهن ينذر بكارثة انسانية وحروب اهلية في ظل تدخلات خارجية تأجج نيران الصراع وتزكي الفتن القبلية والاصطفاف القبلي حيال القضايا القومية التي تقتضي وحدة ألشعب السوداني ٠
ان دور الدولة متعاظم تجاه الحفاظ علي النسيج الاجتماعي وايجاد اليات عمل فعالة ونشطة للقيام بالدور المطلوب حتي يتم ابعاد النعرات القبلية والعنصرية ٠

والله من وراء القصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى