عبدالله مسار يكتب : أزمة القرار الوطني (2)

بسم الله الرحمن الرحيم

قلنا في مقال ازمة القرار الوطني (1)
ان السودان دولة ذات تاريخ قديم وقامت فيها حضارات سابقة اصيلة منذ الاف السنين واخري من الهجرات التي قدمت للسودان بعضها بالدين واخري بالتجارة
ثم دخل السودان في حقبة الاستعمار الذي ضرب افريقيا وقلنا بعد دخوله السودان استفاد من مكونات قبلية واخري دينيه دعمها وكذلك اسس اخري وخلق كيانات قبلية ودينيه وبيوتات مالية واخري نخبوية ومجموعات مثقفاتية واخرين اجانب
وقلنا ان هذه المجموعات خلقت فئة وسيطة بين المستعمر والشعب وصارت جزء من المنظومة الحاكمة. و من النظام الاجنبي الحاكم
وهي التي كتبت التاريخ في وقت من الاوقات ولذلك تاريخ السودان مشوها حرف ودس فيه ما رفع اقواما لا قيمة لهم وحط اقواما اصحاب مجد بازخ حتي المناضلين في السودان جعلهم خونة وجعل الخونة ومخبرين ابطالا
لذلك صار القرار الوطني داكن اللون ومغبرا و مغبشا وحتي هذا رغم مافيه كان اقل قتامة من الان
حيث انه الان صار القرار الوطني غير موجودا مطلقا وكل القرارات تطبخ في السفارات الأجنبية وبعض دول اوروبية وعربية ولها سماسرة سودانيون يقومون عليها بالنشر والترويج والتنفيذ. وان لم يكن اهل السلطان جزء من المنظومة الخارجية وهذا الامر جعل التدخل الاجنبي في البلاد امرا حتميا له مؤيدين ومريدين ومشجعين و صار ابناء الوطن حكاما بالوكالة وصار كثير من ساسة السودان وحكامه حضورا دائما لهذه السفارات لذلك غاب القرار الوطني وصارت البلاد محكومة بالخارج جهارا نهارا مفتوحة علي مصرعيها دون حياء ولا استحياء وصار العميل يتباهي بذلك وذبح القرار الوطني وصارت العمالة شرفا عليه ومات الوطن او قتل حتي صار الوطنيون من ابناء السودان في شك من امرهم هل هم علي الحق ام الاخرين
ولذلك دخلت البلاد وقرارها الوطني في ازمة وقسمت البلاد وابناء البلاد وجعلت بعض الساسة وبعض الاحزاب رهن اشارة دولا ومنظمات ومجموعات خارجية واثر ذلك علي القوانين وقيم واخلاق المجتمع السوداني بل حتي علي العقيدة والدين ودخلت البلاد في كارثة وماساة وجعلت الصراع وصل تفكيك الموسسة العسكرية بحجة ان الجيش مسيس وان الدقن تحت الكاب وجاءنا من وراء البحار المثلين والشواذ جنسيا ومنظماتهم وقوانينهم ولبسهم وحلاقتهم وطباعهم وطبائعهم حتي تشبه الشباب بالشابات وانتشرت المخدرات وغاب الوازع الديني وتكونت منظمات نسوية طالبت عدم ولاية الاب
ان السودان الان في اخطر مرحلة في تاريخه بغياب القرار الوطني ولذلك مطلوب من المجتمع المحافظ وقفة من الوطنيين من ابناء السودان التصدي لهذه الهجمة الخارجية وخاصة الغربية التي تفرض علينا سلوكها وقيمها ومثلها واخلاقها ولذلك مطلوب منا التكاتف والتعاضد من اجل احياء القرار الوطني وبعثه من جديد لمقاومة هذا التدخل الاجنبي السافر والمد العلماني الليبرالي المصدر الينا من الخارج ولنستفد من الصراع الروسي. الاوكراني لتوطين قرارنا المحلي الوطني لان العالم الغربي مشغول بنفسه والقطبية الاحادية في طريقها الي الزوال
اذن العمل علي بعث القرار الوطني ضرورة لحياة سودانية اصيله واحياء القيم السودانيه
تحياتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى