افادات مهمة لدكتور جبريل في الجزء الثاني من حواره مع الانتباهة

رئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية جبريل إبراهيم لــ (الإنتباهة) (2ــ2( :
على المجلس المركزي للحرية أن يكون واقعيا “قبل أن يفوته القطار”
إذا لم تتوافق القوى السياسية المستقبل “مجهول” وقد يحدث ما لا يحمد عقباه
على الجميع التواضع والتنازل للوصول إلى حكومة كفاءات وطنية
الآلية الثلاثية فشلت لعدم حيادية الأمم المتحدة
محاولة قوى الحرية والتغيير احتكار السلطة “وهم كبير” لن يتحقق
مركزي”الحرية والتغيير” لا يتعامل بواقعية مع حجمه الطبيعي ويعتمد على “الأجنبي”
إذا نفذ اتفاق جوبا بصورة صحيحة لن يحتاج الناس إلى حمل السلاح
المحبون للحركة اعترضوا إشفاقا على تولي وزارة المالية باعتبارها (محرقة)
حوار : محمد جمال قندول
جدل كثيف أحاط برئيس حركة العدل والمساواة ووزير المالية د.جبريل إبراهيم خلال الآونة الأخيرة، الرجل برز كأحد أهم قيادات المرحلة الراهنة سياسيا واقتصاديا ، الأولى لكونه من الموقعين على حركة سلام جوبا والثانية لتقلده حقيبة وزارة المالية في توقيت حرج وظرف سياسي واقتصادي معقد جعله تحت مرمى النيران الذي يتعرض لها كانتقادات وأخرى اتهامات راجت خلال الأيام الماضية.
(الإنتباهة) أجرت مقابلة مع وزير المالية د.جبريل ووضعت على منضدته الكثير من الاتهامات الموجهة إليه وطافت معه على قضايا الراهن السياسي والاقتصادي وملف سلام جوبا، فإلى تفاصيل الجزء الثاني من الحوار :

*هل هنالك آليات تحمي اتفاق سلام جوبا من خطر أن يلحق باتفاقيات سلام مماثلة خلال السنوات الأخيرة ؟
= في السودان تجارب مرة مثل نقض العهود في اتفاقيات السلام أرجو أن لا يحدث هذا مع اتفاق جوبا والمطلع الحصيف يجد أن اتفاق سلام جوبا خاطب جذور الأزمة السودانية واجتهد في مخاطبتها لو تم تنفيذه بصورة صحيحة لا يحتاج الناس إلى حمل السلاح ولا الخروج على الدولة لمقاومته ولذلك اعتقد أنه من المهم أن يتفق السودانيون أن السلام هو الخيار ويعمل الجميع من أجل بناء السلام وإلحاق الذين لم يلحقوا به .

*في الآونة الأخيرة طرحت أكثر من مبادرة وطنية لحل الأزمة ما تعليقك عليها ؟
= بيان القائد العام رئيس مجلس السيادة في الثالث من يوليو الماضي أدى إلى حراك سياسي كبير بغض النظر عن فهم الناس، بعضهم فهم أن المكون العسكري انسحب بالكامل من الساحة السياسية والبعض الآخر أن المكون العسكري لا يريد أن يدخل بالحوار بصورة مباشرة مع المكونات السياسية وإنما يريد منهم أن تصل لشكل من أشكال الحوار وتدير المرحلة الثانية بالحوار مع المتفقين حولها ويجب أن يصل الناس لشكل من أشكال التواصل لإدارة البلد بعيدا عن العسكر والذين حسب فهمهم سيكونون في الثكنات هذا أدى إلى كمية من المبادرات والكل شاعر أن التحول الديمقراطي مهم والحكومة المدنية مهمة كيف نصل لهذا الهدف كل يسعى لطريقته ولكن اعتقد بأن كثرة المبادرات ظاهرة مفيدة ونحن في كل الأحوال ساعون لجمع كل هذه الأطروحات في مبادرة واحدة إن أمكن أو في مبادرات محدودة ونكون جسما يتولى إدارة الحوار مع المكون العسكري للوصول للصيغة النهائية لتشكيل حكومة .

*على كثرة المبادرات ولكن ما زال هنالك تباعد في المواقف بين القوى السياسية خاصة مجموعة الحرية والتغيير المجلس المركزي والذي ما زال يتمترس بالرفض لأي أطروحة ويتهمونكم بأنكم ناصرتم العسكر ؟
= إخوانا في قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي لسه ما فاقو بالقدر الكافي ولا يتعاملون بواقعية ولم يعلموا حجمهم الحقيقي حتى الآن ومعتمدين بصورة كبيرة جدا على الأجنبي بفرض الأجندة على المجتمع السوداني وهذا لن يكون ويتم ، المفيد بالأمر أن الأطراف الأخرى لا تسعى الى إقصاء المركزي ولكن المركزي هو الذي يرفض الآخرين ويسعى لإقصائهم واحتكار السلطة عندهم وهذا وهم كبير لن يتحقق لهم وبإذن الله تعالى لا عودة لاحتكار المجلس المركزي للسلطة وبالتالي اعتقد بأن على قوى المركزي أن يكونوا أكثر واقعية قبل أن يفوتهم القطار .

*ما هي أفق الحل بالنسبة لكم بحركة العدل والمساواة ؟
=نحن نعتقد أن الحل الأمثل بانتخابات حرة ونزيهة ويحصل فيه طرف على تفويض من الشعب ويتولى إدارة شأن البلاد لفترة معلومة ولكن قبل ذلك الانتقال يحتاج إلى وقت وأيضا لو قلنا سنجري الانتخابات غدا فنتحدث عن أمر غير واقعي والانتقال يجب أن يتحمل الناس بعضهم البعض والشراكة مع العسكر وقبول الآخرين الذين يختلفون في الرأي كلنا نحتاج أن نتواضع ونتنازل للوصول إلى حكومة كفاءات وطنية تدير الانتقالية وتوصلنا إلى انتخابات ومن غير ذلك المستقبل مجهول وقد يؤدي الصراع إلى ما لا يحمد عقباه والقوى السياسية لو حريصة على مستقبل الأجيال تحتاج إلى التواصل وقبول الآخر والتواضع وتقدم تنازلات للوصول إلى الانتقال الذي نسعى إليه.

* الأزمة في السودان هل أزمة نخب ؟
= بالتأكيد لأن المواطن في أقاصي الشرق أو جبال النوبة ليس طرفا أساسيا في هذا الصراع الذي هو صراع نخب لا تريد أن تقبل البعض باستمرار وفينا قدر كبير من الأنانية كما تحدث الراحل د.منصور خالد ويبدو أن الآفة والفيروس ما زالا موجودين في دواخل النخب التي تحتاج إلى مراجعة نفسها وتعيد ترتيب رؤيتها للوطن للخروج من الدائرة الضيقة والمصالح التنظيمية أو الشخصية المحدودة لمصلحة الوطن .

*هنالك بعض القوى السياسية طالبت بمراجعة بنود اتفاق السلام ومن ضمنهم قوى المجلس المركزي ؟
= ما في زول بقول الاتفاق دا كامل الكمال لله سبحانه وتعالى ولكن يعتبر من أفضل الاتفاقيات التي وقعت بالسودان ،انا أخشى أن تكون كلمة حق أريد به باطل يريدون الآن يفتون في عروة الاتفاق عروة عروة بفكرة المراجعة وأنا اعتقد أن تنفيذ هذا الاتفاق بكلياته سيعود بعائد أكبر للسودان من أي مراجعة تحدث او منافع تحقق من مراجعات قد تؤدي الى نتائج وخيمة وأنا لست مع مراجعة الاتفاق لكن غاية ما استطاع المفاوضون ان يصلوا إليه وأنا اعتقد ان تنفيذ هذا الاتفاق هو الذي يأتي بخير وليس العكس.

*السفير الأمريكي وصل الى البلاد وقدم أوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة كيف تقرأ العلاقات السودانية الأمريكية من هذا المنظور وتقييمك لها ؟
= نحن نرحب بالسفير الأمريكي جون غودفري ونقدم له التهانئ بقبول ترشيحه للسودان بواسطة الكونغرس الأمريكي ونتمنى له إقامة طيبة ومساهمة فاعلة بترقية العلاقات بين البلدين ونرحب بكل السفراء ببلادنا والسفير جون لديه تجربة واسعة وعمل في المنطقة الأفريقية ونأمل ان يستفيد من تجربته بتطوير العلاقات بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية التي رفعت مستوى التمثيل الدبلوماسي ليكون لديها حضور أكبر بالساحة السياسية السودانية من جهة ولكن ايضا بخلفية الصراعات القائمة الآن بين قوى سياسية ومكونات سياسية كبيرة بين روسيا وأمريكا والصين والولايات المتحدة والزحف على أفريقيا ومحاولة تجسيدها دائرة النفوذ اعتقد بأن الأمريكان شعروا بأنهم بحاجة الى أفريقيا عموما ودول كبرى فيها مثل السودان لضمان نفوذهم بالمنطقة الأمر الذي يستدعي مراجعة مواقفهم السابقة ومراجعة العلاقات مع دول ليس فقط السودان ومتوقع أن يتموا مراجعاتهم مع دول أخرى للحصول على نفوذ وعدم ترك هذه المساحات للصين وروسيا.

*مراقبون اعتبروا أن تقديم السفير الأمريكي أوراق اعتماده للبرهان وبيانات سابقة للترويكا والقوى العظمى بانه بمثابة انتزاع اعتراف بالأمر الواقع بالبلاد ؟
= الغربيون عموما والأمريكان بصورة خاصة واقعيون وفي النهاية لتكون أمريكا فاعلة بالساحة السياسية السودانية محتاجة الى سفير معتمد والسفير لا يعتمده إلا رئاسة الدولة الموجودة الآن ولذلك قرروا أن يتعاملوا مع الأمر الواقع وهذا ليس ما كان يتمناه بعض الأطراف في بلادنا والذين كانوا يتمنون خلاف ذلك ولكن لأمريكا حساباتها وليس بالضرورة ان تتطابق مع أهواء أطراف سياسية سودانية.

* كيف تقيم تجربة الآلية الثلاثية في العملية السياسية بالبلاد حتى الآن ؟
= أكون صريحا معك اعتقد أن الآلية الثلاثية ما استطاعت تحقيق الاختراق المطلوب لأن قيادة هذه الآلية مثل الأمم المتحدة في تقدير كثير من الأطراف لم تكن محايدة وأصرت على إعادة الأوضاع الى ما قبل 25 أكتوبر وهذا أعاق عمل الثلاثية ولم تتمكن من إنجاز شيء يذكر والمجتمع السوداني مرحب بكل وسيط ومسهل وحتى الآن الناس يقبلون دور الآلية الثلاثية ولكن الأصل في هذا الحوار ان يكون سودانيا سودانيا ومن المؤسف ان يضطر أهل السودان للجوء الى طرف خارجي للتوسط لديهم بالخرطوم وحتى ليس خارجها الآن نرحب بما تقوم به الآلية بشكل من أشكال التسهيل ولكن لا تملي اي شكل من أشكال الرؤى والشروط للمتحاورين السودانيين ويجب على أهل السودان ان يبحثوا عن آلية وطنية لإدارة الحوار والتوثيق بين المبادرات التي خرجت من أطراف مختلفة بدلا من الاعتماد على أطراف خارجية .

* حينما تم ترشيحك لوزارة المالية ألم تخش من هذا المنصب الذي برز كأحد أعقد المواقع بالفترة الانتقالية ؟
=كثير من المحبين اعترضوا عندما كانت هنالك شائعات بأن رئيس حركة العدل والمساواة سيتولى ملف الاقتصاد بالبلاد الغالب كانوا ضد هذا الرأي إشفاقا على الحركة معتبرين أنها محرقة يجب ان تتجنبها الحركة ولكن نحن قادمون من محرقة ولابد ان يتولى هذا الملف شخص ونحن نعتقد بانه ينبغي علينا ان نسعى أن نعمل جهدنا والباقي عليه سبحانه وتعالى .

*في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية ألا يسهم الذهب بتقديم حلول مع العلم بان هذا القطاع يعاني من إشكاليات متمثلة بالتهريب ؟
= السودان دولة غنية جدا بالمعادن وليس الذهب وحده المعدن الذي حبانا به الله سبحانه وتعالى ولكن تصادف ان ظهر الذهب على السطح وتمكن الإنسان البسيط ان يقوم بالتعدين وهذه البداية كانت جزءا من مشاكل الذهب بان المعدنين الأهليين أعدادهم بالملايين والتحكم في هؤلاء الملايين فيه صعوبة كبيرة يمكن ان يتسرب الذهب والذهب المنتج فيه صعوبة حقيقية ولذلك نسعى بالتعدين الصناعي المنظم بمنح امتيازات لشركات كبيرة لديها خبرات يقينا شرور المواد المستخدمة بالتعدين الأهلي الذي تحتوي على مواد سامة تضر بالإنسان والبيئة والحيوان وكل شيء وفيه خطورة كبيرة على المعدنين أنفسهم مئات الأرواح ذهبت في هذا التعدين ولا أحد يحسب لها حسابا ولذلك نحن حريصون على تنظيم التعدين والحمد لله رغم ان عائداته ليست على مستوى الطموح ولكن هذا العام أعلى بكثير بالنصف الأول من العام السابق بنحو 300 مليون دولار ونتوقع مزيدا من الجهد من وزارة المعادن بالتنسيق مع الجهات المعنية ان ترتفع عائدات الذهب ونحن نجتهد لإنشاء بورصة للذهب..

*أخيرا …ماذا تبقى من الحظر الأمريكي وهل ترجمت فعليا استئناف التعاملات العالمية البنكية وغيرها ؟
=الحظر الأمريكي رفع بصورة رسمية من وزارة التجارة الأمريكية ومن “الأوفاك” ونشر بالمواقع الرسمية على مستوى العالم ولكن من الناحية العملية هنالك حتى الآن تخوفات ليس من أمريكا ولكن من دول أخرى سبق ان خافت من العقوبات الأمريكية خاصة عندما عاقبت أمريكا بنكا فرنسيا بمبلغ أكثر من 9 مليارات لتعامله مع السودان ، الناس صاروا يخشون ذلك والحل اعتقد رفع الحظر من الناحية العملية وليس من الناحية القانونية أن تم ذلك وسيتم لأن هنالك شركات أمريكية كبيرة متقدمة بعروض للعمل بمجال البترول والكهرباء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى