الرادار : إبراهيم عربي : (أسرى المسيرية) … خسرت يالحلو ..!.

مع الأسف الشديد لازالت الحركة الشعبية (الحلو) تماطل تقدم كراع وتؤخر أخري دون أن تطلق سراح أسري أبناء المسيرية حتي لحظات كتابة هذا المقال ، وبل ظلت تطمئن الوسطاء وأهالي الأسرى من خلال مكالمات هاتفية معهم بإنهم موجودين بطرفها بالمنطقة الغربية (جلد) ، وأن إطلاق سراحهم بات وشيكاََ ..! .
غير أن المصادر كشفت عن خلافات وتباينات بين قيادات الحركة في كل من (كاودا وجلد وطاسي) بشأن إطلاق سراح الأسري وبعضها تريد منها تحقيق مكاسب خاصة وبعضها تريدها مكاسب للحركة ولازال الجميع في إنتظار وفد الحركة الشعبية من كاودا يحمل البشريات وربما ايضا متاريس وشروط تخاطب حاجاتها .
ولكن في إعتقادي أن الحركة الشعبية – شمال (الحلو) بفعلتها هذه أضاعت علي نفسها والمدافعين عنها فرصة كبيرة جاءتها في طبق من ذهب ، كانت ستبيض بها وجهها المسود بجرائم القتل والسلب والنهب المسلح والإعتقالات والأسر التي لم ينجو منها المواطنين في كافة مناطق الجبال في ولاية جنوب كردفان وفي المناطق المتاخمة لها في توأمتها غرب كردفان بسبب التمدد الناعم لجيشها الذي إستغل حالة اللا سلم واللا حرب إزاء وقف إطلاق النار غير المكتوب بين جيش الحركة الشعبية والجيش السوداني .
من الواضح أن الحلو لم يقرأ الواقع جيدا ولم يستدرك آثار وتبعات تلكم الجرائم التي ظلت ترتكبها حركته والتي تحول جيشها إلي قطاع طرق ونهب مسلح مروع للمواطنين لا سيما تلكم الجريمة الأخيرة النكراء البشعة من قبل منسوبين لها بمنطقة السماسم جنوب الدلنج في جنوب كردفان والتي راح ضحيتها (إثنين) من فلذات أكباد المسيرية وأسر (تسعة) آخرين وسلب (ثمانين) رأس من الأبقار منذ (12) يوما .
بالطبع لم تكن الحادثة الأولي وليست الوحيدة وربما لن تكن الأخيرة من قبل الحركة فلا زال تيم التحصين المكون من (6) أشخاص منهم ثلاثة نساء بطرف قواتها في مناطق طاسي وربما كاودا منذ أكثر من (6) أشهر بعلم كومرت الحلو وكومرت جقود وربما فشلا في تحريرهم من قبضة منسوبيها مما يؤكد أن جيش الحركة إنفلت من قبضة الحلو بسبب تطاول أمد الحرب وبل تحول لعصابات وجماعات إرهابية معزولة ، فيما لازالت أبقار أهالي الفرشاية (70) من الأبقار والتي يعلمون حتي من إختطفوها ولازالت بطرف الحركة في مناطقها الغربية (جلد) والتي أصبحت وكرا للمجرمين وقطاع الطرق، وكثير من جرائم القتل والإختطاف والنهب المسلح هنا وهناك لا يسع المجال لذكرها ..!.
بلاشك كشفت حادثة إحتجاز أبناء المسيرية أن الحلو لم يعد قادرا علي التحكم في جيشه كما يتصور الجميع بل أثبتت الحادثة أن هؤلاء مجرد عصابات إرهابية ولذلك كسر هؤلاء خاطر الرئيس سلفاكير وهو من أكبر المدافعين والداعمين للحلو وقالها الرجل من قبل عشية الإنفصال (لن ننساكم ..!) رغم شكوكنا بأن الحركة لازالت لها إرتباط بشكل أو بآخر مع الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان ، وبذلك كسروا أيضا خاطر نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) ضامن إتفاق الفرقاء في جنوب السودان .
وليس ذلك فحسب بل كسروا خاطر عضو مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي مسؤول ملف ولايات كردفان الكبري ورئيس وفد التفاوض الحكومي بشأن المنطقتين إبن المنطقة وعبره كسروا خاطر قيادات الغلفان والنمانج والمسيرية والحوازمة وغيرها وبل قيادات بالحركة ظلت تجد إحترام وتقديرا من الناس ، تماما كما كسرت خاطر قيادات مبادرة (7+7) المشتركة وخاطر العديد من المكوك والأمراء والنظار والحكماء والعمد المقربين من الحلو الذين ظلوا يهرعون إليه في كاودا بمجرد رفع أصبعه للنداء وبل كسر خاطر قيادات سياسية وإجتماعية كثر ولها مكانتها توسطوا لدي الحلو ، مع الأسف كسر الحلو خاطر كل هؤلاء ربما لأنه فقد التحكم والسيطرة علي جيشه وجماعاته وإلا لكل حدث حديث ..!.
علي كل تباينت المعلومات بين كل هؤلاء ، ويقال بأن الحركة الشعبية تذرعت بضبط بطاقات للدعم السريع والدفاع الشعبي بحوزة المختطفين ، وتلك حالة طبيعية ملازمة لكافة الرعاة لا سيما العابرين للحدود ، ولكنها بلا شك تصبح مخاوف وشكوك لدي أهالي الأسرى وهم يعلمون أساليب الحركة وتحايلها ، وبالتالي ترتفع تلك درجات المخاوف لأن يصبح مصير أبناءهم مثل مصير تيم التحصين (6) أشهر ولم يجدوا مجرد تعاطفت من تلكم المنظمات الحقوقية التي نسمع لها ضجيجا هنا وهناك ولكننا لم نسمع لها طحينا ولا دقيقا إزاء محن أهل كردفان ، بل ظلت تصك آذانها حيال كافة تجاوزات جماعات الحلو التي تحولت لعصابات نهب مسلح تهدد وتروع المواطنين .
علي أي حال نحن نحيط المجتمع الدولي والأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والإيقاد والمنظمات الحقوقية والإنسانية ورئيس البعثة فولكر بيرتس خاصة والسفير الأمريكي الذي وصل البلاد بعد أكثر من ربع قرن من المقاطعة والإتحاد الأوربي وكافة الدول والحكومات ، نحيطهم جميعا علما ونحمل الحركة الشعبية والحلو شخصيا مسؤولية حياة الأسرى وبل كافة مآلات أبناء المسيرية وتيم التحصين معا ..!.
ولكن ليس بعيدا وربما يفعلها الحلو فهل ستجد حقا هذه النداءات أذنا صاغية لديه فيطلق سراح أبناء المسيرية الأسرى لديهم ، وبالتالي يجبر خاطر كل هؤلاء ويكسب الجولة بضربة واحدة ..!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى