ابراهيم عربي يكتب: (المبادرات) …الطريق إلي توافق ..!

صحيح أن أي مبادرة منفردة لا تحل لوحدها الأزمة السودانية المعقدة ، ولكن اعتقد مجرد التفكير لتجميع الكتل والأحزاب والكيانات والقوي السياسية السودانية والمتباينة في توجهاتها وحصرها في (5) مبادرات قد تزيد أو تنقص ذلك دليل عافية ويؤكد أن البلاد تمضي خطوة في الإتجاه الصحيح للقبول بالآخر وتقديم المزيد التنازلات لتقريب وجهات النظر للتوافق حول رؤية موحدة متفق عليها تحكم الفترة الإنتقالية وتصبح حلا للازمة السودانية المتطاول أمدها.
وصحيح أيضا لا توجد حتي الآن رؤية نهائية موحدة محددة يمكن أن تكون حلا متفق عليه بين الجميع ، ولكن مجرد أن سادت الساحة نداءات وعمليات تبادل خواطر بين الكتل وبعض القيادات السياسية وتناديها أن تعالوا جميعا إلي كلمة سواء لإعلاء راية الوطن وإنتشاله من المأزق الراهن ، دليل عافية يمكن البناء عليه .
في اعتقادي أن تلك التنازلات الكبيرة والقبول بالآخر الذي إتسمت به المائدة المستديرة لنداء أهل السودان للتوافق الوطني والتي جمعت بينهم مبادرة الشيخ الطيب الجد ود بدر دليل عافية ويمكن أن تكون نموذجا لبقية المبادرات فقد جمعت هذه المبادرة بين أكثر من (200) حزب ومكون وأكثر من (40) مبادرة وبالطبع ليست متفقة فيما بينها ، ولكن قدم فيها المشاركين تضحيات وتنازلات كبري لتقريب وجهات النظر والقبول بالآخر لتخرج سهلة قابلة للتوافق مع المبادرات الأخري لأجل حل الأزمة السودانية ، وقد فوضت المائدة لجنة للتواصل مع الآخرين وفقا لمخرجات المائدة المرنة والتي تقبل الجميع .
من الفأل الحسن أن المبادرة نفسها زادت إيقاع الحراك الذي ظلت تشهده الساحة السياسية السودانية ، وأصبح هنالك تسابق واسع بين الجميع وبالطبع دليل عافية وخطوة صحيحة نحو الحل ، حيث لازالت بعضها تقدم التنازلات تضيق وتتسع بين الكتل الواحدة نفسها ، فيما تقترب العملية التوافقية نفسها ذراعا وتبتعد ذراعا آخرا .
علي كل تباينت المواقف داخل المبادرات نفسها المطروحة بالساحة ، فيما وصلت المفاوضات ببين مجموعة الحرية والتغيير (التوافق الوطني) وتحالف الحرية والتغيير (المجلس المركزي) لطريق مسدود بسبب الموقف من إتفاقية جوبا للسلام ، إلا أن المجموعة والتي تضم إلي جانبها في تحالف واسع ، تحالف الحراك الوطني ، قد حسمت أمس الجدل حول بيانها بشأن الإعلان السياسي عقب تباينات بين مكوناتها خرجت بموجبه باكرا تنسيقية شرق السودان من التحالف ، أجازت بيانها السياسي بتحفظ مكتوب من قبل تحالف الحراك الوطني بشأن الموقف من تسليم المطلوبين إلى المحكمة الجنائية الدولية ، مع الموافقة علي توسيع قاعدة المشاركة .
بينما لازالت تتواصل عمليات الحذف والإضافات الجديدة علي الوثيقة الدستورية المجمدة بإعتبارها حققت مكاسب كبري لشركاء الكفاح المسلح ، ولا زالت هذه المجموعة تلعب علي حبلين..!، مع شريك الامس الحرية والتغيير (قحت) ومجموعة مبادرة الشيخ ود بدر التي تراها ضمت مطالبه لا سيما وأن تحالف الحراك الوطني أصلا جزء رئيسي في المائدة المستديرة لأهل السودان للتوافق الوطني .
فيما كشف تحالف الحرية والتغيير (قحت) المركزي عن شروعها في إتفاق سياسي بناء علي ورشة المحاميين التي شهدت (كوماج) ، قالت القيادية بالتحالف مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي أن الاتفاق المقصود قد لا يكون الأفضل ولكنه يعبر عن إرادة واسعة وسيقود الناس إلى الأمام ، غير أن مصادر كشفت تناقضات وتباينات داخل قحت بشأن الطبخة الدولية التي تعمل لإعادة الدكتور حمدوك للمشهد ، فيما كشفت مصادر أخري عن إتصالات تحت الطاولة لازالت مستمرة بين قحت والعسكريين عبر وساطات للعودة للشراكة لفترة إنتقالية لمدة جديدة .
غير أن الرؤي والمواقف لا زالت ضبابية داخل مجموعة التغيير الجذري والتي تضم أذرع الحزب الشيوعي ، فقد رفضت هذه المجموعة أي تقارب مع أي من المبادرات في الساحة وقالت إنها تدعو (لتنظيف الملعب ..!) خلال الفترة الإنتقالية مما يعني إنها مجموعة دموية إقصائية تريد الإنفراد بالحكم لوحدها حتي لو علي شلالات الدماء مثلما يتهمها البعض بإنها السبب في إشعال المظاهرات عبر أذرعها جماعة غاضبون بلا حدود وملوك الإشتباك وغيرهم من المكونات الدموية ، حسب معلومات أن هذه المجموعة تعد لإعلان سياسي ودستور خاص بها لحكم الفترة الإنتقالية .
الرادار .. الثلاثاء 16 أغسطس 2022 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى