أخر الأخبار

ابراهيم عربي يكتب : (محلية التضامن) … الأمن مسؤولية الجميع ..!

الخرطوم الحاكم نيوز

أعلنت وزارة الداخلية نهاية الإسبوع الماضي عن إنشاء إدارة خاصة للشرطة المجتمعية في وقت تعددت فيه الجرائم المجتمعية وقد أودت بعضها بحياة منتسبين للشرطة وغيرها وليست تلك بعيدة عن ملابسات إحتجاز ضابطي شرطة داخل مركز شرطة الترتر في محلية التضامن في ولاية جنوب كردفان من قبل مواطنون غاضبون كادت أن تودي بحياتهما وذلك إحتجاجا علي إختفاء متهم من داخل المركز في ظل ظروف غامضة ، قال اللواء قمر محمد أحمد مدير شرطة ولاية جنوب كردفان أن التحريات لازالت مستمرة بشأنها بشفافية وحيادية بقيادة عقيد شرطة تم تكليفه للقيام بالمهمة .
بلاشك أن (الشرطة المجتمعية) تأتي ذات أهمية بمكان كذراع مهم للشرطة لحفظ الأمن والإستقرار وتنفيذ القانون ، لا سيما وأنها الأقرب للمجتمع في ظل تفشي وتطور عالم الجريمة والحاجة الماسة لخدمات الشرطة المجتمعية أسوة بدول العالم .
ولذلك تصبح الحاجة فعلية للشرطة المجتمعية لتحقيق تلكم الأهداف والغايات المجتمعية لأن تلعب دوراً مهماً في نشر الثقافة الأمنية بين أفراد المجتمع والمصالحات ومعالجة آثار الجرائم المجتمعية التي تفرزها الحروب والنزاعات وتلك التي تتطلب معالجتها مجتمعيا وفق العرف والإرث والتقاليد المحلية دون اللجوء للفصل فيها بالعقوبات حفاظا علي تماسك وترابط المجتمع .
إذا نظرنا لملابسات مشكلة الترتر نجدها قضية ذات شق مجتمعي بسبب إختفاء متهم في قبضة الشرطة في ظروف غامضة وسط شكوك وتعود حيثياتها لقضية نهب مسلح راح ضحيتها (4) أشخاص أدت لمحاصرة مواطنون غاضبون لمركز الشرطة ومحاصرة ضابطي شرطة بداخله لثلاثة أيام كادت أن تودي بحياتهما ، نجح اللواء قمر في إمتصاص الغضب وإنهاء حالة الإحتقان وفك الحصار ونزع فتيل الأزمة بالتعاون والتنسيق مع الإدارة الأهلية والشباب ونفر من الأعيان وهذا دور مطلوب في مجال تحقيق الأمن مسؤولية الجميع ، أكد سعادة اللواء أن المعالجات جارية وأن القضية قيد التحري في مواجهة منتسبين للشرطة لأجل تحقيق العدالة للجميع .
فيما كشف الأمير عبدالله عبدالباري الأمين الحسن أمير عموم إمارة الكواهلة بالمنطقة أن جذور المشكلة تعود لحادثة نهب مسلح تمت بموجبه سرقة ذهب تحت تهديد السلاح بمنطقة وكرة بداية يونيو الماضي وكان مخبأ داخل جوال ليمون ضمن شحنة لوري محلي مابين (وكرة – كوستي) تتجاوز قيمته (80) مليون جنيه (مليار بالجديد) مما يؤكد بأن هنالك عناصر أخري زودت الجناة بالمعلومات.
إلا أن الجناة الإثنين (المتهم الرئيسي وصاحب اللاندكروزر) هربا وكان المتهم الرئيسي معروفا لدي الناس بسوابق متعددة ، قادت الحادثة لمواجهة أهلية أدت لمقتل (4) أشخاص ، حتي تم القبض عليه بالفشقة بالحدود الشرقية مع الحبشة وتم تسليمه الي شرطة العباسية في جنوب كردفان وبدورها سلمته لشرطة الترتر في محلية التضامن ، قال الأمير المتهم سجل إعترافا مسجلا بمحضر الشرطة وكشف عن متورطين منهم أثنين بطرف الشرطة الآن وثالث لم يتم القبض عليه ، إلا أن المواطنين تفاجأوا بإختفاء المتهم من المركز دون رد مقنع من قبل الشرطة .
فيما كشف عبد القوي دفع الله ممثل الشباب أن المتهم الرئيسي الهارب تم القبض عليه عقب جهود مضنية قام بها الشباب بالتنسيق مع السلطات الحكومية من خلال تعقب مكالمات المتهم من خلال (36) شريحة وتم تسليمه لمركز شرطة العباسية والتي سلمته بذات الكيفية قبل أكثر من إسبوع لمركز الشرطة بالترتر مكان فتح البلاغ  ، وقال أن عملية إختفائه بتلك الكيفية من مركز الشرطة يثير شكوكا لدي الشباب بتهريب المتهم من قبل أيادي لها المصلحة في ذلك .
خطورة الأمر أن المتهمين الرئيسي والثاني صاحب السيارة المستخدمة في الجريمة هما (أولاد عمومة) وأن السيارة (لانكروزر بوكو حرام) ، تم القبض عليها موجودة معروضات بمركز الشرطة ، كشف اللواء قمر أن الخطورة الكبيرة أن صاحب السيارة المتهم هارب وحاول إختطاف السيارة أكثر من مرة عبر قوة مسلحة ، وكانت هنالك قوة مسلحة تنتظر عن قرب تطور الإحتجاجات لإحداث عمليات نهب واسعة وتصفيات جسدية لبعض الشخصيات .
قال ممثل الشباب أن الإجتماع المشترك لمجتمعات المحلية خرج بمذكرة تم تسليمها لمدير الشرطة بالولاية إشتملت علي عدة مطالب من بينها نقل الضابطين في الحال ومساءلتهما عما حدث وتحميلهم المسؤولية وتحديد مدير جديد للشرطة بالمحلية والمركز وتنقلات واسعة وسط أفراد الشرطة بعضهم ظل لأكثر من (20) عاما وتغييرهم بآخرين وإستيعاب أبناء المنطقة في الشرطة والقبض على المتهم الأساسي الذي إختفي من المركز والآخرين الهاربين .
غير أن مدير الشرطة بالولاية كشف عن إجراء ومعالجات فورية إستجابة لبعض مطالب المذكرة ، تم بموجبها إستبدال مدير شرطة المحلية ومركز الترتر ونقل (10) شرطي علي الفور مع البدلاء و(5) يتم نقلهم لاحقا من قبل المدير الجديد ، غير أن اللواء قمر أشاد بأفراد وضباط الشرطة بالمحلية وقال أنهم مارسوا أعلي درجات ضبط النفس رغم الإستفزازات المجتمعية والإساءات ولو لا ذلك لحدثت كارثة دموية لا سيما وأن القوات هناك مسلحة في وقت يتواجد فيه متفلتين مسلحين عن قرب بالمنطقة .   
وكشف مدير شرطة الولاية عن أسباب قال إنها ساهمت في تأزيم المشكلة وعلي رأسها غياب الجانب الإداري وقال أن المدير التنفيذي للمحلية غير مستقر ويدير عمله من العباسية بسبب خلافات بينه ولجان المقاومة بالمحلية ، بجانب الخلافات المجتمعية وضعف إمكانيات مراكز الشرطة الثلاثة بالمحلية في كل من (الترتر ، وكرة ، الخيرات) مقابل وعورة الطرق وضعف البنية التحتية وتفشي جرائم النهب المسلح بالمنطقة الغنية بمناجم التعدين والثروة الحيوانية والمنتجات الزراعية والغابية وغيرها وعزوف شباب المنطقة عن التجنيد للشرطة حسب خطة الشرطة التركيز علي أبناء المنطقة مع المحافظة علي  قومية الشرطة .
غير أن عبارات الشكر والثناء تبادلت بين مدير شرطة الولاية والناظر شاكرين مدير شرطة رشاد العميد محمد القوم لسرعة الإستجابة والقوات المسلحة بالزرافة وجهاز الأمن بالمحلية وقوات الشرطة التعزيزية التي وصلت المنطقة والإدارة الأهلية والشباب والمرأة وبعض الأعيان لجهودهم التي أسهمت في محاصرة المشكلة دون تطورها ودون وقوع خسائر .
علي كل محلية التضامن أنشأت 2012 من رحم محلية أبو جبيهة وهي المحلية الوحيدة بجنوب كردفان لم يدخلها التمرد رغم التربص بها بفضل نسيجها المتعايش وإدارتها الأهلية ناظر عموم و(9) عموديات و(4) وحدات إدارية وهي محلية غنية بالتعدين الذهب وغيره والثروة الحيوانية والغابية من صمغ عربي وصمغ لبان وغيره من منتجات الغابات فضلا إنها منطقة زراعية غنية ولكنها رغم ذلك مع الأسف الشديد تفتقر للطرق والبني التحتية والمشروعات التنموية والخدمية ويظل الأمن مسؤولية الجميع .
الرادار .. السبت 13 أغسطس 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى