أخر الأخبار

محمد إدريس يكتب : المبادرة الارترية و(طريق اللفة)..!!

الخرطوم الحاكم نيوز

وعلى خلفية عودة قيادات أهلية وسياسية من شرق السودان أمس الأول من معبر( اللفة) على الحدود السودانية الارترية كانت يفترض أن تشارك في مؤتمر لطرح مبادرة من الجانب الارتري حول أزمة شرق السودان،ففي العام ١٩٩٥ استضافت العاصمة الارترية اسمرامؤتمر القضايا المصيرية، الذي شاركت فيه جميع القيادات السياسية والنقابية والعسكرية حينئذ للتجمع الوطني /الأدهى والأمر أنه منذ ذلك التاريخ وحتي الآن (عشرون عاماً ونيف) ظلت قضايا مؤتمراتنا ترواح مكانها (شكل الحكم خلال الفترة الانتقالية /إحلال السلام /حق تقرير المصير،ثم وقعت اتفاقية اسمرا ٢٠٠٦ بين الحكومة السابقة وقيادات جبهة الشرق..!!

 

إذن الإهتمام الارتري بقضايا شرق السودان قديم ويمليه مسلمات التداخل والامتدادات، بين الشعبين الشقيقين وتأثير الأوضاع في كلا البلدين،ولكن الجديد هو ضعف حلقات الترتيب
لطرح المبادرة الارترية التي شابها الغموض واكتنفتها جملة من الأخطاء بسبب قلة خبرة القائمين على الملف واستعجالهم على طريقة (دفن الليل آب كراعا برة).. وهو استعجال تبدي في رفض السلطات السودانية منح إذن المغادرة للمشاركين لعدم الإخطار من الطرف الارتري غض النظر عن الحصول على الموافقة المبدئية.. كما ظلت تفاصيل المؤتمر وجدول أعماله وموضوعاته غائبة ومضروب حولها سياج من السرية ..هل هو مؤتمرحصري على الإدارات الأهلية.. أم يشمل الأحزاب السياسية بشرق السودان.. أم هي محاولة لإعادة بعث إتفاقية اسمرا التي إنتهى قيدها الزمني قبل سقوط الحكومة السابقة؟!

 

بمعنى أن الخلاف ليس حول( المبادرة) بل في الطريقة التي لم تأت بالباب بل اتخذت (طريق اللفة)،فهي جاءت في توقيت مهم ومن البديهي أن تقوم الجارة إريتريا بجهد حيال أزمة شرق السودان،هاهو فولكر القادم من البعيد.. من( بلاد تموت من البرد حيتانها) يطرح مبادرته الأممية ويحذر ويتدخل في تفاصيل التفاصيل في الأزمة السياسية،أما عن سفارات العرب والعجم فحدث ولاحرج بعضها تأوي المتظاهرين وأخرى تقدم الدعم والسند وتذرف دموع التماسيح على ماتسميه عنف ضد المتظاهرين، رغم اللغة الحاسمة لقيادات الدولة لوقف ذلك العبث..!

 

كانت ستسلك المبادرة الطريق الواضح إذا اتبعت الإجراءات المعمول بها، بعد زيارة الوفد الارتري الرفيع المستوى الذي قدم إلى الخرطوم في شهر رمضان، وكان يفترض بلورة فكرة المؤتمر بإبلاغ الخارجية والأجهزة الأمنية
وحكومات ولايات الشرق عبر الحكم الاتحادي بمحتوى المؤتمر وموضوعاته والمشاركين فيه ولاضير من مؤتمر صحفي يعكس ذلك فقد إنتهى عصر العمل بنظرية خفافيش الظلام تلك (العالم أضحى غرفة)..!

 

كانت ستحقق المبادرة البعد المفقود إذا دعت جميع الأطراف الأهلية ولم تتجاوز أي طرف، ومادامت دعت اسمرا قادة الأحزاب السياسية الرافضة لمسار شرق السودان كان بالمقابل من باب أولى دعوة أسامة سعيد وخالد شاويش إلى المؤتمر للنقاش حول آفاق الحلول لأزمة شرق السودان،فاي طاولة نقاش موضوعي يجب أن لاتغفل أهمية حضور جميع الأطراف الفاعلة، حتى لايضيع ملف الشرق بين أنهار جوبا ومرتفعات اسمرا!!

 

وفي الاخر يمكن أن تطرح مبادرة اسمرا مرة أخرى بعد معالجة خلل التنسيق الذي تعامل (باللامبالاة).. كانت نتائجه ماحدث في معبر اللفة الحدودي نهار الخميس الماضي من ربكة لسبع ساعات .. حتى يتثني للأطراف مناقشة مضمون المبادرة وتشكيل موقف حيالها رفضاً أو قبولاً وهل هو حل للأزمة السياسية ام محاولة لخلق منبر تفاوضي جديد أم هو تقوية مجموعة وإضعاف أخرى باللعب على أوراق التناقضات والتيارات في الإقليم المضطرب..!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى