من أعلى المنصة – ياسر الفادني – حسبو الشتت قصبو !!

يحكي أن بطل هذا المثل السيد حسبو أتى من مزرعته راكبا حماره ويحمل فوقه قصبا ، صادفته وهو في طريقه ( حفلة كاربة) و(الدلوكة مدورة ) فأخذته هاشمية( العرضة) ، نزل من حماره سريعا وهاك ياشغل ! لم يفطن حتي لربطه ، حماره (طبعا ماصدق) ! ، ولي هاربا بسبب الصوت الفخيم لمكبرات الصوت و(علالة) جماعة (الزنق) ! وزحمة المكنات ! و غبارهم قد علا فوق ساحة الهجيج ! وبعد أن رأي أن صاحبه حمل عصاته وأصبح كبير المهججين واشتعلت عصاته رقصا ثم اشتعل ! ، المهم في الأمر أن الحمار ولي دبره وقصب الزعيم حسبو تشتت آحادا بعد أن كان مجتمعا !

ما أكثر الأحزاب السياسية التي إتخذت منهج حسبو في فقد حماره و تشتيت قصبه ، الحزب الشيوعي بذكاءه طلع في الكفر بعد الثورة المسروقة واستحوذ علي مفاصل الدولة ومواطن أخذ القرار وعاث فيها ماعاث إلي أن جاء اليوم الذي حل عليه شؤما و(رماده كل حماده) ! وازيح من الحكم هو ومن يجرهم ، الشيوعي حماره قد ادبر وتشتت قصبه لأنه وجد فرصة تاريخية له أن يحكم حين صدفة لكنه لم يستثمر هذه السانحة التي أتيحت له وفقد حماره حين عرضة وذهبت ريحه قصبا من الحسرة مُشتَتَا !

حزب الأمة له خبرة لا تضاهيها خبرة في تشتيت القصب وفقد الحمير ! ، في كل حقبة يشتري حمارا جديدا ويحمل عليه قصبا ، كان له قصب لين في عهد البشير شتته بمجرد أن حس أن نظام البشير يسير نحو الزوال وركب حمارا أخرا لكي يلحق سوق القصب السياسي الذي سيطرت عليه كتلة الحرية والتغيير ودخل سوق أم دفسوا الذي شيخه آنذاك كان حمدوك ومجموعة من المنادين بمكبرات الصوت ترويجا لبضاعة القوقو السياسي ، حزب الأمة معلم في تشتيت القصب وتدويره مرة أخري وهكذا هي طريقة عيش منسوبيه ومن( خلي عادتو قلت سعادتو) !

أكبر ظاهرة لتشتيت القصب هذه الأيام هي الورشة التي عقدت لتقييم فترة الحكم الإنتقالي الذي فكر في هذه الفعالية هو يتسم بدرجة عالية من الغباء السياسي ولا يعرف ، ا ، ب ، ت في الأبجدية السياسية ، لم يختار لها الوقت المناسب ولا الأشخاص المناسبين ، الورشة كانت بمثابة كشف المستور وتعرية الذي كان مخفيا ودق طار لإظهار الفشل وهي بالأحرى تذكري بالمثل الذي يقول : ( طبز عينو باصبعوا وفيهو شطة ) !

أشهر محفل لتشتيت القصب السياسي تجده هنا في بلادي وبلا منازع ولوكان هنالك جائزة للنبوغ في تشتيت القصب لتكرر عليها السياسيون في السودان بلا منافس! ولو عمك (جينس) ! فتح في موسوعته أكثر مشتت للقصب السياسي سوف يكون سودانيا !

نحن في واقع سياسي غريب لا تستطيع من كثرة زحمة السياسين وكثرة الضجيج السياسي أن تفرز من يكون الراشد السياسي ؟ كلهم يدعون ذلك ولا راشد ، بل هم من جنس قبيلة حسبو ! وحتي حسبو لو رأهم لصفق لهم (تصفيقة) عالية ومعها صيحة منه تقول : إنتو طلعتوا معلمين والله !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى