محمد خبير يكتب : محلية ودالماحي.. السلام يمشي بين الناس..!

عاشت أرض السلطنة الزرقاء أياماً عصيبة وساد التوتر والقلق والخوف والذعر الأهالي في أرضها جراء الأحداث الدموية التي نشبت مؤخراً والتي أودت لمقتل المئات وخلفت العديد من الجرحى والمصابين.. وكانت أخبار الموت وتقارير تجدد الإشتباكات في أرض السلطنة الزرقاء على نشرات الأخبار لوكالات الأنباء العالمية والعربية والمحطات المحلية..!
ذكرت أرض السلطنة الزرقاء لجهة أن مفردة إقليم النيل الأزرق لم تجلب لناسوى الدمار وهتك النسيج الإجتماعي عوضاً عن رتقه وتماسكه.. كذلك أستقيتها من المك أبو شوتال أثناء مؤتمره الصحفي ووجدت هوى في نفسي وشيئا من حتى وتحفظي على المسمى جورا سلام جوبا ذاك الإتفاق الذي مزق أوصال المجتمع السوداني وجلب الإحتراب و شرارة الفتنة إلى حواضر المدن بدلاً عن أدغال وأحراش الغابة..!
بحمدالله عادت الحياة وساد الهدوء الحذر أرض السلطنة الزرقاء وبدأت الحياة تدب في أوصال أرض المكوك والسلاطين..!
ولطالما تحدثنا عن الإستقرار النسبي للأوضاع الأمنية في بحر أزرق حري بنا أن نشيد باللحمة والتماسك القبلي والتعايش السلمي الذي شهدته محلية ودالماحي سيما بعد مقتل إثنين من مواطنيها بمنطقة أم درفا.. ومنها إنطلقت شرارة الفتنة والأحداث إلى قنيص شرق والرصيرص..!
وبرغم القتل الذي تم إستطاعت الأجهزة الأمنية والنظامية في فرض هيبة الدولة وبسط الأمن والأمان في المحلية ونشطت المبادرات المجتمعية على غرار مبادرة مجتمع ودالماحي الواعد ومبادرة المدن الثلاث وتحركات الإدارة الأهلية ودونكم الإجتماع الشهير الذي إنعقد بقاعة المحلية والذي ترأسه الأستاذ زكي عبدالله مدني المدير التنفيذي بالإنابة والذي كان حضوراً فيه مشايخ القبائل في المنطقة والشباب الواعي والمستنير وقادة الأجهزة الأمنية والشرطية وأتفق الجميع على تفويت الفرصة للمتربصين وتحكيم صوت العقل وننشر خطاب ودعم التعايش السلمي وجنت المحلية ثمرات ذاك الإجتماع..!
أثناء تطوافنا وتسيير قافلتين من ديوان الزكاة للنازحين من قنيص شرق إلى مدن (1_2_3_4) وجدت الناس يمارسون حياتهم اليومية والطبيعية.. ذاك راعيا يتوكأ على عصاه ويهش بها على غنمه.. وله فيها مآرب أخرى.. وهناك تاجرا سمحا يساوم زبائنه.. وذاك مزارعا يغدو صباحا صاحيا قبل الطير والدنيا خريفاً..يحمل على كتفه طورية وجراية يحرث الأرض..! النساء يحملن منتبابا..كورة فيها زادهن من ماء وطعام..! الأطفال والصبية يلهوون بشليل وينو.. شليل وين راح.. السماكة والصيادين ينصبون شباكهم ومراكبهم تعبر عباب البحر.. ويصيدون صيدا ثميناً.. أصوات الطواحين تئن من كثرة طحينها..!
المارة في الطرقات يتقابلون بالسلام.. السوق مكتظا بالناس.. ضجة.. وضحكة وباعة يفترشون الأرض بحثاً عن لقمة العيش والرزق الحلال..!
الناس هناك هداوة بال ورهق الترحال..! لا مظاهر عسكرية ولا إجراءات أمنية مشددة..!
الناس هناك في وئام وسلام تساموا فوق نعرات القبيلة واللونية والعرقية أواصر المحبة والمودة تجمعهم..!
الناس هناك أرسوا وسعوا لأجل أن يكونوا كتلة واحدة وجسدا واحداً إذا إشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى..!
محلية ودالماحي السلام يمشي بين الناس..!
محمد خبير 25/7/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى