صوت الحق – الصديق النعيم موسى – إلى آل دكتور جعفر حسن بمنطقة الكرو !

siddig2227@gmail.com

قبل عشرة أعوام تقريباً سكنت بمنطقة المعموره مربع 71 تعرفت فيها على أبناء الحي وأذكر جيداً وأثناء خروجي من المنزل وجدت بعض الإخوة ( محمد جعفر وأحمد طارق ) أمام الطريق ألقيت عليهم السلام وسألتهم : ( يا شباب في ميدان كوره قريب ؟ قالو لي في ميدان جم المسجد ) خلال هذه الفترة الجميلة تعرفت فيها على شباب المنطقة وكان من ضمنهم الإخوة الأعزاء ( محمد ، معاذ ، مقداد ) أبناء الرجل الكريم دكتور جعفر حسن بادي . وبعد عامين وتقريباً في الخامس عشر من يونيو 2014 وبكرمهم الفيّاض أتاحوا لنا الفرصة لزيارة الولاية الشمالية ويا له من كرم يعجز عن كتابته قلمي المتواضع ومن باب من لا يَشكُر الناس لا يشكًر الله أتمنى من الله أن يوفقني لأكتب عن جزء مما رأيناه من كرمٍ يُدرّس وليس غريب ليهم ذلك فهم أهلُ له ، تحركنا للولاية الشمالية قاصدين منطقة الكرو الأثرية حيث مسقط رأسهم وفي الظهيرة وصلنا إلى الدار وكُنا مجموعة من الشباب ( محمد جعفر ، أحمد براون ، مقداد الخضر ، صلاح ربيع ، شخصي الضعيف ) وعند مدخلنا لدارهم المبارك تعرّفنا فيه على الأهل والعشيرة ، قابلنا الأخ العزيز أحمد حسن بادي هاشاً باشاً طيباً متواضعاً وبعد تناول وجبة الغداء تجوّلنا داخل مزارع التمر والفواكه بالقرب من النيل العظيم ، وفي مساء ذلك اليوم تشرّفنا بمقابلة الأخ إلياس حسن بادي تجاذبنا معه أطراف الحديث وعرّفناه بأنفسنا وكانت سعادتنا الكُبرى بلقاء الحاج حسن بادي ( نسأل الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار ) وخلال الأربعة أيام التي مكثناها معهم تعجّبنا من هذا الكرم ولعمري هذا نهج ديننا الحنيف ، ذهبنا لجبل البركل وصعدنا لقمته وإلى الآثار الخالدة في منطقة الكرو حيث بعانخي وفي اليوم الذي يليه زُرنا سد مروي . وكما يقول المثل السوداني : ( شق الديار عِلم ) لقد تعلّمنا منهم كل جميل . قابلنا الأستاذ حسن وراق الرجل الباسم والأستاذ صلاح الدين الحلبي ، تمنينا ألا تنتهي هذه الأيام لِما رأيناه من تحنان وتواضع قلّ ما نشاهده في زماننا هذا وطيبة طبيعية طيبة بلا تكلّف . حتى عُدنا للخرطوم وكانت هذه أيام صادقة لمعرفة كنوز الرجال .
وفي يناير 2020 زرنا منطقة الكرو مرة أخرى وكان في معيتنا ( محمد ، معاذ ، مقداد ، ومجتبى مصلح وشخصي الضعيف ) ومثلما فارقناهم في العام 2014 وجدناهم كما هم مِثالاً للمعدن الأصيل وفي هذه المرة ذهبنا لجزيرة الكاسنجر السياحية وبعض المناطق الجميلة .
ويوم الخميس الماضي 21/7/2022 كنا في معية الدكتور جعفر حسن وأسرته الطيبة إلى الكرو لعقد قران الأخ العزيز معاذ جعفر نسأل الله أن يبارك لهما ويجمع بينهما على خير وهذه ثالث مرة نزور فيها منطقة الكرو وكما أسلفت في كرهم المعهود وبشاشتهم وطيبتهم .
أقرّ الإسلام العلاقات الإجتماعية بين الناس لِما فيها من حِكم كثيرة ، ولقد بيّن النبي الكريم سيدنا محمد رسول الله صل الله عليه وسلّم هذا الأمر وطبّقه على أرض الواقع فتحدث الدين عن مؤاخآة المهاجرين والأنصار غنيهم وفقيرهم فكان النبي مِثالاً وقدوةً في معاملاته مع أصحابه رضوان الله عليهم فنزل محكم الله تعالى في سورة الحجرات : { یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَـٰكُم مِّن ذَكَرࣲ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَـٰكُمۡ شُعُوبࣰا وَقَبَاۤئلَ لِتَعَارَفُوۤا۟ۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ خَبِیرࣱ } طبّق سيدنا رسول الله هذه الآية بين أصحابه وبفضل ذلك إنتشر الإسلام بسماحته ولينه بين الناس .
صوت أخير :
خلال سنوات حياتي زرت ولايات السودان المختلفة شرقها وغربها جنوبها وشمالها و وسطها ، للحقيقة والأمانة لم أرى في عمري مِثل طيبة أهل الكرو وشهامتهم وصِدق نواياهم وبياض نياتهم وكما ذكرت : من لا يشكُر الناس لا يشكُر الله ” عبر هذه الزاوية أتقدم بأحر التحايا والإحترام لأسرة الرجل الخلوق دكتور جعفر حسن وإخوانه بالكرو إلياس وأبناءه محمد وأحمد وأسرة الأخ أحمد حسن ، وإلى العم صلاح الدين الحلبي وأبناءه حسام الدين ومحمد ومهند بالسعودية وعباس وإبراهيم والأستاذ حسز وراق وإبنه محمد ، وإلى أهل المطقة الأخ محمد أحمد . يمتد الشُكر للإخوان مجتبى ومصطفى مُصلح . وتحية خاصة للحبيب والصديق العزيز محمد جعفر بارك الله لهما وجمع بينهما على خير .
عشرة أعوام مضت من عُمرنا تعرّفنا فيها على معادن أصيلة نادرة تركت في النفس السرور نسأل الله أن يديم عليهم الأفراح والسعادة والإخاء ، وما زالت في ذاكرتي تلك الأيام الخالدة التي قضيناها بينهم .
ختاماً : تمر الأيام سُراعاً وتبقى ذِكراها وصداها في حنايا القلب الشكر لله أولاً وأخيراً ثم الشُكر الجزيل للرجل الحبيب الخلوق دكتور جعفر حسن محمد بادي وتحية صادقة لصديقي ورفيقي العزيز المقداد جعفر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى