صوت الحق – الصديق النعيم موسى – أوقفوا خطاب الكراهية !

siddig2227@gmail.com

هناك تعريفات كثيرة لمفهوم خطاب الكراهية وبما أننا في السودان نعيش فترة بالغة التعقيد ليس على الوضع السياسي فحسب ولكن على المجتمع ككل ودونكم ما تشاهدونه الآن من صراعات قبيلية تتجدد ما بين الحين والأُخرى وأستحضر جيداً أنني تحدثت في إحدى مقالاتي عن : عدم قبولنا للآخر وآثارها على المجتمع .
نتناول مفهوم خطاب الكراهية على أنه : كل قول أو عمل من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات” والتمييز على أنه “كل تفرقة أو تقييد أو إستثناء أو تفضيل بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو المِلة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني .
أزمة السودان تأخذ طابعاً خطيراً بسبب خطاب الكراهية المشؤوم الذي ضرب البلاد وجميعكم شاهد الموت الذي وقع على دارفور وكسلا والقضارف وسنار وكردفان والنيل الأزرق قبل أيام ، هذا الأمر يعكس حالة الإحتقان التي تعيشها الدولة السودانية ، شاهدنا مأسآة كرينك والعدد الكبير للموتى ولقد تحدثنا عن خطورة القبلية وها هي تتجدد في عدد من الولايات وإعلان حالة الطوارئ في بعضها بسبب الصراع القبلي .
إلى متى الموت ؟
إلى متى القتل ؟
إلى متى يستمر خطاب الكراهيه ؟
صِدقاً وقولاً هذا الأمر سيعصف ما تبقى من الدولة السودانية لو لم يتوقف ( وأسأل الله ألا يحدث ) كم من قتلٍ وتعدي كان بسبب خطاب الكراهية ، تتناحر القبائل مع بعضها البعض فيموت المئات بسبب خطاب الكراهية وغالباً ما يأتي من شخص واحد أو مجموعة صغيرة فينتشر إنتشار النار في الهشيم وعلى إثره يحدث الموت الكثير وللأسف ( الشديد ) الدولة عاجزة . فتشاهد معنا وتتفرج على زيادة خطاب الكراهية ( القبلي ) والشاهد في الأمر لم نسمع ولو مرة واحدة محاسبة مفتعلي الفتن بين القبائل ؛ محلية كرينك دفعت الثمن غالياً نتيجة القبلية فما بين ليلة وضُحاها قُتلوا مائتي شخص ( أطفال ونساء ومعلمين ) كلهم لم يسلموا من القبلية في حُرمة الشهر المبارك آنذاك ونحن نتساءل هل تم تطبيق القانون على المجرمين أم ما زالوا آمنيين ؟ .
نتناول خطاب الكراهية القبلي من منظور القبلية الضيقة ( اللعينة ) التي أصبحت تهدد المجتمع وفي المقابل هناك تجاهل رسمي للدولة وهو ما ساعد في إنتشارها ، منصات التواصل الإجتماعي تحمل سموم خطيرة ( ونحن شعب بحب الإشاعات والشمارات ؛ في دقائق تلقى خطاب الكراهيه وصل كل بقاع السودان ) القبلية اللعينة تُمثّل الخطر الأكبر الآن في بلدنا ومما يساعدها على الإنتشار الحكومة نفسها نعم هي الحكومة وليس سواها ، وعدم تجريم هذا الأمر الخطير وسَن قوانين ( هو مُساعدة ) و سيعصف بالنسيج الإجتماعي . ضعف السُلطات وصمتها عن هذا الأمر له آثار وتداعيات على المواطن والأمن القومي للدولة السودانية ، يجب ردع خطاب الكراهية عبر قوانين صارمة وليس إدانات وحديث فقط ( دايرين بيان بالعمل ) وأخشى أن يأتي يوم ويُقال هناك دولة إسمها السودان تقاتلت قبائلها في ما بينها ، أخشى أن ينفلت الأمر لو لم يجد التحرك السريع .
يجب أن تعترف الدولة أنَّ هذا الأمر يُمثّل تهديداً خطيراً لها ولوجودها ثم تفكر في حله وكما قلت أعلاه الحكومة ساعدت بشكل أو آخر فيه ؛ يجب التعامل مع المجتمع سواسياً على أساس المواطنة ( المواطنه فقط ) فوالله القبلية ستعصف بنا جميعنا إنتبهوا يا من تتولون أمر العباد ، ولقد كتبت سابقاً إنّ إتفاق جوبا لم يحل السلام في دارفور بل زادت القبلية وكثُر الموت فيها والنيل الأزرق مؤخراً وما زلت أذكر جيداً عند بداية مفاوضات جوبا ( قدمت سمنار في الإثنية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم عن المفاوضات وطريقة التعامل مع القضايا والمسارات ) لا نُريد البكاء على ما حدث ولكننا نبحث عن الحلول .
صوت أخير :
ومن أجل إيقاف نزيف الدم الذي يأتي من الصراع القبلي وخطاب الكراهية نضع بعض الحلول :
● يجب أن نتقبل بعضنا البعض ( هذا الأمر إن لم نطبقه على أرض الواقع لن نتجاوز خطورة خطاب الكراهية ، لماذا نتشاحن ونحن ضيوف في هذه الدنيا وكلنا له الحق للعيش بسلام .
● على الدولة ألا تُفضِّل قبيلة على أُخرى .
● سَن القوانين الرادعه وتنفيذ الأحكام على كل من قَتل نفسٍ بغير حق .
ختاماً : كم من لجنة تحقيق تكونت ولم نرى تقديم المجرمين للعدالة ولو مرة واحدة ! هذا الأمر دفع الكثيرين لإثارة الفتن بخطابات نهى عنها ديننا الحنيف ، ما أريد قوله تباطؤ الحكومة في حسم الأحداث السابقه جعلها تتجدد ولا ندري إلى متى هذا الأمر .
اللهم أحفظ السودان وشعبه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى