ابراهيم عربي يكتب : هارون حرا ..!

سألني كثر من أهل السودان أين الكردافة من إعتقال إبنهم مولانا أحمد هارون ..؟!، وكنت دائما أقول لهم أن أحمد هارون رجل قومي بإعتراف أهل السودان وهو صاحب مبادرة (نيو لوك) التي كانت تدعو لوحدة جمع صف أهل السودان (أطاحت بها الثورة) ، وبالتالي ليس عدلا أن نحشر الرجل في جهة بعينها أو مجموعة أو حزب ، أما بشأن نفرة الكردافة كنت أقول لهم (الخيل الأصيلة بتجي في اللفة ..!) .
مع الأسف هزمت الثورة شعارها (حرية ، سلام وعدالة) باكرا فأكلت صنمها عجوة ..! ، فطال الإعتقال الآخر لمجرد أنه الآخر كيدا وتشفيا سياسيا وليس عدلا ولا قانونا ، ولذلك ظل أحمد هارون (أربعين) شهرا إلا قليلا بالسجن حبيسا مع نفر من إخوانه ظلما رغم مرضه الذي لا يخفي علي أحد منهم ، أرادوا أن ينالوا من الرجل ولكنه ظل صابرا وشامخا كالجبال الراسيات لن يلين لهم ولن ينحني للعاصفة الهوجاء ولن ينكسر لتعليمات مستوردة  من وراء البحار ، أعتقد لست مخطئا إن قلت أنهم يهابون هارون لأنهم يعرفونه فارساً جامحا لا يشق له غبار ، له مقدراته ومؤثراته وعلاقاته الواسعة التي يدركها الأعداء قبل الأصدقاء ، وله طريقته الجاذبة التي أكسبته حب الناس أينما ولي ، ويكفيه فخرا أنه نال وسام رجل الدولة ..!
علي كل فشلت كافة (الكجامات) التي نصبوها لإصطياد أحمد هارون فريسة سهلة الإنقياد ، وبالتالي حاولوا تكبيله بالإتهامات الجزافية ، هددوه بالجنائية التي أثبتت خطلها إنها مجرد محكمة سياسية ..! ، ولكنهم وجدوه مستعدا للوقوف أمامها مكرها ناعيا العدالة التي ذبحت في بلاده ..!، والتي تؤكدها تلكم السيناريوهات العجيبة والسلوك الغريب الذي يحدث بدهاليز المحاكم ..!، فكانت المماحكات والتي فشلت جميعها مثلما فشلت كافة الإدعاءات زورا وبهتانا وما خفي أعظم ..!.
 قالوا أن للرجل خزنة مليئة بالذهب بالأبيض لا تفتح إلا ببصمة العين وأن حميدتي الضكران ذهب بالرجل مكبلا الي هناك لفتحها ، فتشوا دفاتره بحثا عن ممتلكاته ولكنهم صدموا فصمتوا ..! وقالوا ماقالوا من إفتراءات الإفك والضلال في نفير نهضة شمال كردفان مشككين في ذمة الرجل ولكنهم خاب فألهم (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ) .
بلاشك أن عطاء أحمد هارون لاينكره إلا مكابر أو من كان في قلبه مرض ، وقد شهد له الأعداء قبل الأصدقاء وبالطبع لا يقتصر ذلك علي ولايات جنوب وشمال وغرب كردفان لوحدها فحسب ولكنها الأكثر حظا لما ظل يقدمه الرجل فيها من أمن وإستقرار وتنمية وخدمات وتصالحات ورتق نسيج إجتماعي وتعايش سلمي رغم كيد الكائدين وأساليب الغدر والخيانة وصراع الأجندات وتقاطعات المصالح الداخلية والإقليمية والدولية ، وبلاشك تحتاج تلك لمجلدات ولا يمكن حصرها في مجرد مقالات هكذا ..!
علي كل لا يذكر أحمد هارون وإلا ذكرت جنوب كردفان التي أحبها وعمل فيها موظفا ووزيرا ومن ثم واليا مكلفا وواليا منتخبا ، في أصعب مرحلة في تاريخها (عهد الشراكة مع الحركة الشعبية) والتي تميزت بالتشاكس في المركز، غير أن (هارون والحلو) نجا بالتوافق فيما بينهما فخلقا تجانسا وإنسجاما فانعكست تنمية وخدمات وحققت رضا مجتمعيا إستحقا عليها وسام الإنجاز قبل أن ينقلب ذلك التوافق لعداء وحرب بسبب ذات تقاطع الأجندات عطلت كافة المشروعات والخدمات ..! 
ولم تكن غرب كردفان التي تقلبت يمينا ويسارا مع إتفاقية السلام الشامل بنيفاشا ، لم تكن إستثناء ، فنالت نصيبها من التنمية والخدمات فأصبحت الفولة منارة يشار إليها بالبنان والطريق إليها أصبح سالكا فدخلها البص أبو قرون ..! وتحقق لأهلها كثير من الاحلام واقعا ، غير أن الرجل كان ملهما لأهله في شمال كردفان فبعث فيهم ثقافة النفير فكان نفير نهضة شمال كردفان مثالا لتلاحم وتكاتف المجتمع وعنوانا بارزا للنهضة والتطور في التنمية والخدمات ودعما للفن والثقافة والرياضة وإحياء للتراث الكردفاني الغني المتشابك بتشابك لحمة الكردافة وجميعها شواهد تحدث عن نفسها .
أخيرا جاءت صحوة الكردافة وكما قلنا (الخيل الأصيلة بتجي في اللفة ..!) ، فتنادت قيادات مجتمعية وشيوخ طرق صوفية وإدارات أهلية كردفانية ونجوم من أهل الفن والرياضة والثقافة والأدب والإعلام والتراث وتنادت الحكامات كما تنادى الشعراء والهدايين ، تنادوا جميعا من شمال وجنوب وغرب كردفان فتضامنت معهم بعض الولايات ولفيف من منظمات المجتمع بالمركز ، تنادى كل هؤلاء لحملة (هارون حراً ..!) ، يطالبون من خلالها بإطلاق سراح مولانا أحمد محمد هارون إبن السودان وقائد نفير النهضة .
فالمتأمل في الدعوة يجدها إنطلقت مجتمعية وأصبح من الواجب علينا جميعا الإستنفار لها ، وليست غريبة علي الكردفة خاصة دون غيرهم فقد ظلت المبادرات تنطلق بصورة فردية مشكلة حضورا بقاعات المحاكم ، فأمثال أحمد هارون يستوجب وقفات ووقفات مجتمعية تزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة ، وبالتالي جاءت الدعوة الجماعية فأصبحت في متناول الجميع والحاضر يكلم الغائب ..!.
الرادار .. الأحد .. الثالث من يونيو 2020 . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى