علي أحمد دقاش يكتب : السودانيون والتهميش المركب

تزينت مواقع التواصل الاجتماعي خلال هذا الاسبوع بمقالين رصينين عن الهوية السودانية اعادا الجدل الذي دار ولا يزال يدور حولها.
المقال الاول للاديب السوداني فضيلي جماع بعنوان :
” كفي احتقارا للذات”
والمقال الثاني للمفكر السوداني المغترب الباحث في علوم الحضارات العالم دقاش بعنوان:
” نحو هوية لم تكتمل”
الجامع بين المقاليين هو التصالح مع الذات وعدم استنكار توصيف إدارة الحج السعودية الحجاج السودانيين بانهم حجاج غير عرب ”
في التاريخ السوداني كثير من الرد الغاضب علي مثل هذا التوصيف اشهرها كلمة بروفسير عبد الله الطيب في افتتاح مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1957 برئاسة دكتور طه حسين حيث استخف الحضور برئيس الوفد السوداني بروفسير عبد الله الطيب فخاطبهم بلغة فصحي انقرضت منذ تسعة قرون فاذهلهم ولم يفهموا شيئا من كلمته فطلب منه صديقه د.طه حسين ان يتواضع ويخاطب الحضور علي قدر معرفتهم والقصة معروفة .
لرئيس الوزراء السوداني الراحل محمد احمد المحجوب كذلك معارك كثيرة في المحافل العربية لتاكيد عروبة السودان.
المقالين إعادتنا الي اجواء الستينات والسبعينيات من القرن الماضي حيث كان الجدل محتدما حول الافروعربية وبرزت مدرسة الغابة والصحراء التي سماها د. عبد الله علي ابراهيم “تحالف الهاربين ”
راجع ورقة د.عبد الله علي ابراهيم حول الافروعربية .
عالم الاجتماع الكيني العماني الاصل د. علي المزروعي استاذ كرسي العلوم السياسية في عدد من الجامعات الإفريقية والبريطانية والامريكيه والمصنف ضمن احسن مائة مفكر معاصر في العالم قال في ندوة بجامعة الخرطوم عام1968 م ان السودان يعيش حالة تهميش متعدد فلا هو راضي بهويتة الإفريقية ولا العرب راضيين بانتمائه العربي وهو بذلك مهمش من الافارقة لشعورهم بتعاليه عليهم وعدم رضاه بان يكون افريقي الهوية والسوداني الشمالي خاصة هو بلغة اهلنا الجنوبيين الذين انفصلوا يسمي ” مندكورو” .
السودان مهمش كذلك من العرب للون بشرة مواطنيه وغلبة الدماء الإفريقية فيهم وكثيراً ما يطلق علي السوداني “عبد”
قال المزروعي ان السودان وبدل ان يكون راس في افريقيا اصبح ذيل عند العرب .
طبعا لا اتفق مع المزروعي في ذلك لكن اتفق مع فضيلي جماع والعالم دقاش في ندائهما :
“كفي احتقارا للذات”
ادعو المثقفين لإعادة فتح النقاش حول الهوية السودانية وفي مقالنا القادم سندلو بدلونا انشاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى