ابراهيم عربي يكتب : فاوضوا هؤلاء ..!

مع الأسف الشديد فقدت البلاد نفر من أبنائها في مظاهرات الثلاثين من يونيو بين قتيل وجريح وتائه مثلما فقدت آخرين في الصراعات القبلية والحروب والنزاعات وآخرين إبتعلتهم البحار فارين بجلودهم بعدما أصابهم اليأس وفقدوا الأمل في بلدهم السودان الذي كانوا يحلمون به (وطن شامخ وطن عاتي ، وطن خير ديمقراطي) ..!.
بلا شك أن مظاهرات الثلاثين من يونيو قد كشفت عن مستقبل قاتم ينتظر البلاد ، مزيد من العنف والعنف المضاد المفرط خلف عدد من القتلي والجرحي من قبل الطرفين وحرق وتدمر ممتلكات عامة وخاصة وكثير من الفظاعات والممارسات اللا أخلاقية ولا إنسانية هنا وهناك ، ولكن ما يقلق حقا أن الأجهزة النظامية قالت إنها ضبطت خلية مسلحة وبحوزتها كميات من الأسلحة والمهمات والأدوات العسكرية ، كانت تخطط لخلق بلبلة بإستهداف مواقع إستراتيجية وسيادية ، فإن كان ذلك صحيحا يصبح مؤشرا خطيرا جدا ، يؤكد أن البلاد تخطو نحو منعطف سيئ ويتطلب التعامل معه بمسؤولية ووطنية ..!.
من الواضح أن هذه المظاهرات خطط لها ألا تتوقف عند هذا الحد ..! ، ولذلك ربما تتطور إلي الأسوأ ، ولكنها في كل الأحوال لم تزد أهل السودان لا سيما هؤلاء الشباب أنفسهم إلا المزيد من الغبن لمزيد من المواجهات مع الأجهزة النظامية بصورة تتطلب وقفة وتساؤلات ، ولذلك مهما كان فلابد من التفاوض وبالتالي لابد من البحث عن صاحب هذا الحق والحظوة ..!، كشفت مظاهرات الثلاثين من يونيو الحرية والتغيير (قحت) المعروفة (4) طويلة علي حقيقتها عارية بدون رصيد وقد إختفت قياداتها خلف الجدران ، والحزب الشيوعي لم يترك لهم مستورا يالدقير ويالمنصورة ، ولذلك يجب البحث عن من يقود الشارع للتظاهر للتفاوض معه بعيدا عن الإنتهازيين وأصحاب الأجندات ..!.
وبالتالي علي رئيس البعثة الأممية فولكر والعسكريين خاصة والآلية الثلاثية وأمريكا والسعودية ودول الترويكا والإتحاد الأوربي أن يدركوا أن عملائهم في (قحت) لا يملكون رصيدا في الشارع السوداني وعليهم إيقاف الدعم ماديا ومعنويا وأن النسبة 80% التي حاول فولكر تمريرها رصيدا لتوافق أصحابه مع العسكر ليست لها مكان علي أرض الواقع ولا علي طاولة المفاوضات ، وبالتالي لابد من البحث عن صاحب الرصيد ..!، ومن هم أصحاب اللاءات الثلاثة (لا تفاوض ، لا شرعية ، لا مساومة) ولماذا وماهو هدفهم ..؟!.
علي العموم كانت حشود الثلاثين من يونيو كبيرة في ظل الظروف والملابسات التي إنطلقت فيها ، ويبدو أنه رتب لها بعناية وبتخطيط من كبيرهم الذي علمهم السحر الحزب الشيوعي رأس الهوس والفتنة وآخرين من دونه ، ولكنها بالطبع ليست بعيدة عن رفيقهم عبد العزيز آدم الحلو رئيس الحركة الشعبية – شمال وعبد الواحد محمد نور رئيس حركة جيش تحرير السودان ، فالإثنين معا وجها أتباعهم رسميا للمشاركة في المظاهرات وبالتالي تصبح تلك مخاوف حقيقية لقوات متمردة وغير منضبطة ولذلك كان هذا الجيل الشفاتة الراكب راس والسانات والراستات والكنداكات كما ظل يقول مستر نو ، ومجموعة غاضبون بلا حدود ، وملوك الاشتباك ، فيما ظلت رايات حركة عبد الواحد نور ترفرف في كل مظاهرة ليست كخطة رفيقه الغامض الحلو رجل الإستخبارات الذي ظل يعمل بالخفاء .
ولكننا بلا شك نخشي صحة ما يتداول من معلومات في بعض مواقع التواصل الإجتماعي عن مشاركة أجانب أحباش وآخرين من دول غرب أفريقيا في هذه المظاهرات مدفوعة الأجر لإثارة المزيد من الشعب والغضب والفتن ونشر تجارة المخدرات وسط الشباب وإثارة الرعب في الشارع العام ، وبالتالي أصبح الشباب في حالة من الإحباط واليأس وقودا للمظاهرات إزاء خطة ماكرة جاءت لتدمير البلاد مجتمعيا ، ليسهل السيطرة عليها ولذلك لا بد من البحث عن من يمولونهم وكشف هذا المخطط الخطير ..!.
علي العموم نخشي خروج الأوضاع في البلاد عن دائرة السيطرة لا سيما في ظل التلكؤ في تطبيقات سلام جوبا لا سيما بند الترتيبات الأمنية ، خاصة وأن تاريخ فولكر موسوم بالخراب كما حدث في سوريا ، ولذلك لابد من التفاوض بين أبناء الوطن وليس التخندق في محطة اللاءات الثلاثة والشعارات العدمية (لا تفاوض ، لا شرعية ، لا مساومة) لابد من التنازل والتقدم خطوة في سبيل البحث عن حلول لأجل الوطن . 
وبالتالي لابد من البحث عن سبيل للسلام بصورة جادة مع الممانعين لا سيما عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور والإثنين معا لديهم إتفاق مع الحزب الشيوعي من جهة والإتحادي الأصل من جهة ثانية وبالتالي لابد من التتسيق ، ولابد أن يشمل ذلك تلفون كوكو والريح وآخرين ، لابد من حوار شامل يجامع إليهم شركاء الكفاح المسلح بمنبر جوبا والآخرين من أبناء الوطن لا يستثني أحدا .
ولذلك المطلوب من فولكر والمعونة الأمريكية ودول الترويكا والإتحاد الأوربي والمنظمات الأممية والإقليمية والدولية أن تتوحد جهودهم لأجل جمع أهل السودان بلا خيار وفقوس في طاولة مفاوضات واحدة لا تستثني أحدا إن كانوا يريدون لنا خيرا ، ولكن علي السودانيين التواضع لأجل الوطن والتنازل والقبول بالآخر لأجل أجندة الوطن وليست الأجندات الخاصة وتقاطعات المصالح .
الرادار .. السبت الثاني من يونيو 2022 . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى