ابراهيم عربي يكتب : (الفشقة وأثيوبيا) … لكل حدث حديث ..!

ذهبت تصريحات وزارة الدفاع الأثيوبية بالأمس ببرود شديد علي ذات نهج بيان وزارة الخارجية الأثيوبية الكذوب ، حيث نكرت وأخفت وراوغت وتحايلت ، فوصفت عملية تصفية الأسري السودانيين (الثمانية) داخل حدودها بعد أن إختطفتهم قواتها من داخل الحدود السودانية في منطقة الأسرة بالفشقة ،وصفتها بإنها عملية تسلل داخل الحدود الإثيوبية تعاملت معها مليشيات أثيوبية محلية ..!.
من الواضح أن أثيوبيا أرادت طمس معالم الجريمة ، ولذلك تهربت كدولة عن مسؤولياتها عن الجريمة البشعة فنسبتها لمليشياتها ، واعتقد بذلك نحرت الحقيقة بشفرة حادة ، مع العلم بأن المليشيات تلك تتبع لها وتتحصل علي تسليحها منها لتحقيق أهدافها المشتركة في عملية تبادل أدوار لا تفوت علي كل مراقب حصيف ..!.
مع الأسف ظلت أثيوبيا تنكر نسب هذه المليشيات لها ، رغم إنها ظلت تفرد لها مساحات للتوغل والتمدد لتنفيذ مخططاتها ، وإلا لماذا لم ترفص أثيوبيا وجود هذه المليشيات علي أراضيها أو يطردها الجيش الأثيوبي بعيدا عن مناطق تواجده وليس وضعها أمامه درقة في عملية تبادل أدوار لا تنطلي علي السودانيين لتعيث في الأرض فسادا وتمارس بالتالي عملياتها المسلحة من داخل مواقع الجيش الأثيوبي وتنطلق لتنفيذ عملياتها من داخل الأراضي الأثيوبية بحرية كاملة وبعلم وإمرة الجيش الأثيوبي ، وبالتالي فإن الجيش الأثيوبي مسؤول عما حدث بالفشقة من جريمة لا إنسانية ولا أخلاقية .
لسنا من أنصار التصعيد ولا ندعو أصلا للتصعيد العسكري بين الدولتين الجارتين والتي تربط بين شعبيهما علاقات أزلية ومصالح مشتركة ، ولكن نطالب بحقوقنا ولن نفرط في شبر من أراضينا ، فإذا تمادت الحكومة الأثيوبية في نكراها ومراوغاتها وإدعاءاتها بإنها مليشيات محلية خارج القانون ولا تتبع لها ، حينها نناشد جيشنا الباسل (حماة الوطن) إيقاف هذه المليشيات عند حدها وضرب أوكارها ومعسكراتها وأماكن تحركاتها وبل القضاء عليها نهائيا حتي لا تعبث في أراضينا وتعيث فيها فسادا وغدرا وخيانة ولكن حتما إذا ظلت هكذا تتسبب في وقوع حرب بين الدولتين ..!.
من الواضح أن أثيوبيا إستغلت سماحة الشعب السوداني الذي ظل يستضيف رعاياها عبر مختلف الحكومات ، الفار منهم من جحيم الحرب في أثيوبيا وفيهم من جاء فارا بسبب المجاعة ومنهم جاء فارا بجسمه بسبب إنعدام الأمن والفقر وتفشي المرض ومنهم جاء طالبا للعمل في السودان والعيش بسلام عزيزا مكرما مثل ما ظلت البلاد تستضيف الملايين من الجنوبيين والمصريين والسوريين ودول غرب افريقيا الحدودية منها وغيرها .
تجاوز تعداد الأثيوبيين في السودان (مليوني) شخص تقريبا يشاركون أهل السودان في معيشتهم رغم هذه الظروف الصعبة في الخبز والمياه والتعليم والصحة والكهرباء والسكن وغيرها ، فيما يتجاوز تعداد الفارين من جحيم الحرب الأخيرة لوحدها (60) ألف شخص تقريبا لازالوا بالمعسكرات بالولايات الشرقية لم تطردهم الحكومة رغم الأزمة الأوكرانية ،إنطلاقاً من عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا السمحة ومبادئ ديننا الحنيف ..!.
علي كل إستقر المقام بالأثيوبيين في السودان ليسوا في مناطق مقفولة بل أصبحوا مواطنين بمحليات الولايات المختلفة حتي أطرافها البعيدة في ولايات كردفان ودارفور والشمالية وغيرها وليست ولايات الشرق والعاصمة التي إستباحتها تماما في قلب الخرطوم وفي أرقي أحياءها في نمرة (2) والخرطوم (3) وكافة مناطقها جنوبا الديم والسجانة والصحافة والكلاكلات وجبرة وأركويت وما حولها وحتي ريف أم درمان الجنوبي والشمالي والغربي وأحياء بحري .
ظل هؤلاء يمارسون كافة المهن وبعضها شكلت ضغطا علي المواطنين السودانيين ، وبعضهم ظل يمارس مهن غير شريقة ونشاطا هداما (9) طويلة وتجارة مخدرات ودعارة وخمور ونصب وإحتيال  وبل بعضهم وجد في مظاهرات الثوار ضالته وتلك قضية أخرى تحدثنا عنها من قبل في مقال تحت عنوان (المظاهرات .. الحصة وطن ..!) .
علي كل رغم كل ذلك إستقبلناهم بصدر رحب تقاسمنا معهم اللقمة ، لم نتأفف أو نضجر من تلكم الأعداد المتزايدة من اللاجئين الأثيوبيين وكنا ننظر لها حالة إنسانية ولذلك تجاوزنا فيها كثير من القيود والضوابط واللوائح نظرا لتلكم الحالة السيئة التي هم فيها بحق الإخوة والجيرة والإنسانية والعلاقة الأزلية التاريخية. 
ولكن مع الأسف أرادت الحكومة الأثيوبية أن تقطع هذه اليد التي ظلت تمتد لهم بالخير ولذلك لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبي ، ولذلك نطالب السلطات : أولا : بسط هيبة الدولة وإحكام سلطة القانون ، ثانيا : إما أن تراجع أثيوبيا نفسها وتتراجع عن موقفها وتعترف وتعتذر ، ثالثا : وإلا لكل حدث حدث ..!.
الرادار .. الأربعاء 29 يونيو 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى