
siddig2227@gmail.com
السبت الماضي كنت ضيفاً في برنامج صباح هلا برفقة الحبيب سيد أحمد عبد الرحمن مُتحدثاً عن تغوّل الجيش الإثيوبي داخل الفشقة الصغرى وأسر سبعة من الجنود السودانيين ( تم إعدامهم فيما بعد ) نسأل الله أن يتقبلهم شُهداء وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر . قبل عملية تحرير الفشقه زرت هذه المنطقة الخصبة وتحدثت في إحدى مقالاتي حينها عن ضرورة تحريرها وطرد المليشيات الإثيوبية من أراضينا المحلتة .
في بادرة خطيرة وغير أخلاقية قام الجيش الإثيوبي بإعدام سبعة جنود سودانيون ومواطن كانوا أسرى لديهم ومن ثّمَ عرضهم على مواطنيهم . وقال الجيش في بيان مغتضب ليل الأحد “ إنَّ هذا الموقف الغادر لن يمر بلا رد ، وسترد القوات المسلحة على هذا التصرف الجبان بما يناسبه”، وأضاف البيان “الدم السوداني غال دونه المهج و الأرواح، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون”.
ووصفت القوات المسلحة أن ماتم من تصرف من قبل الجيش الإثيوبي يتنافي مع كل قوانين وأعراف الحرب والقانون الدولي الإنساني . وتقدمت القوات المسلحة السودانية بخالص التعازي لأُسر الشُهداء وقالت في بيانها “ نؤكِّد وبشكل قاطع للشعب السوداني الكريم ، بأن هذا الموقف الغادر لن يمر بلا رد ، وسنرد على هذا التصرف الجبان بما يناسبه .
إنتهى بيان الجيش ولم ينتهي الألم الذي نعيشه لم يمر وقت طويل حتى نسمع بمقتل أو أسر بعض القوات المسلحة والمواطنين بغرض الفِدية أقول ذلك ولي صديقُ عزيز تم إختطافة قبل أقل من عامين داخل الحدود السودانية وتم تعذيبه وضربه ضرباً مبرحاً وتم إطلاق سراحه بعد أكثر من ثلاثة أيام وبعد دفع مبلغاً من المال .
تكمن أهمية الفشقة في بُعدها الإقتصادي وأراضيها الخصبة التي تُنتج أجود أنواع السمسم في العالم لذلك لن نستغرب من دعم إثيوبيا للمليشيات بجيشها الفيدرالي الرسمي تجاه الفشقة والتعدي المتواصل وممارسة النهب والسلب والقتل والخريف على الأبواب يتعمدون ذلك لتخويف وترويع الآمنيين وإرغامهم على عدم زراعتها ليقوموا هم بذلك وفي مقالي هذا رسالة لقيادة الفرقة الثانية مشاه بالقضارف أنتم تعلمون تماماً خطورة الهجمات التي أودت بحياة الكثيرين من أفراد وضباط قواتنا المسلحة ، نتمنى أن يكون هناك ردع بكل ما تحمله الكلمة من معنى .
بدمٍ باردٍ قتلت إثيوبيا العديد من الجنود والضباط في سلوك يدُلُ على الخيانة والغدر وعدم إحترام العلاقات الثنائية التي تربط الشعبين تستضيف بلادنا اللاجئين الإثيوبيين منذ قرابة الأربعين عاماً أو تزيد وفي نوفمبر من العام 2020 إستقبلت القضارف أعداد كبيرة من لاجئ التيغراي إثر الحرب في إقليمهم فكان الجزاء القتل لأفراد جيشنا المُرابطين في الفشقة ، وحتى لا تخرج علينا الحكومة الإثيوبية ببيان وتنفي فيه صلتها بذلك وأنَّ هؤلاء هم الشِفتة الخارجة عن القانون ( ده هي لو طلّعت بيان أصلاً ) ما حدث يجب ألا يمر مرور الكرام والإعتداء الغاشم لن يكون الأخير يا قيادتنا العسكريه ( والله الطيبه حقتنا دي حتغتس حجرنا ) .
صوت أخير :
نحن في ولاية القضارف نعلم تماماً ببواطن أمور الصراع وأهل الفشقة أكثر الناس تضرراً من ذلك الصراع وحان الوقت لإيقاف هذا العبث وإلى متى يستمر ذلك القتل نتمنى أن ترد القوات المسلحة هذا العدوان ، وكما أشار بيان الجيش ( في بادرة خطيرة ) نعم إنها خطيرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى فإن لم نرد ذلك العدوان ستتوغل قوات الجيش الإثيوبي ومليشيات الأمهرا داخل القلابات والقريشة وبِركة نورين ، فكم من شهيدٍ قُتل داخل بلادنا من العصابات الإثيوبية وكم من مواطنٍ تم أسره ليتم إطلاق سراحه بفديةٍ وكم من نساءٍ قتلوا كل ذلك وأكثر حدث في الفشقة الصُغرى وعبر هذه الزاوية رسائل عاجلة لقيادة المنطقة الشرقية وأخُص بها الفرقة الثانية مُشاه :
نتمنى أن تُعزز الخطوط الأمامية بمزيد من القوات والمدرعات الثقيلة ويجب أن تتوقعوا كل شئ بعد هذا الأمر الذي سارت عليه الحكومة الإثيوبية ويجب أن يُضع في الأذهان كل السيناريوهات المتوقعة عن الفترة المقبلة والخريف على الأبواب وتعلمون جيداً بقية التفاصيل .
الرسالة الثانية إلى والي ولاية القضارف يجب أن يتم إغلاق الحدود بصورة كاملة مع إثيوبيا وألا يتم فتح معبر القلابات نهائياً .
ختاماً : يجب التفكير جيداً في علاقاتنا مع إثيوبيا فمن يعتدي على جنودنا داخل أراضينا غير أمينٍ بهذه العلاقات .