صوت الحق – الصديق النعيم موسى – زول الواجب حمزه مختار !

مواقف طريفه وجميله كثيرة تربطني بالصديق العزيز حمزه مختار ود زايد ومنذ سنوات طويله يسعى للواجب بكل سرور وسعادة ونفس طيبة في إحدى المرات تحدثت معه وهو يريد الذهاب لزواج أحد أصدقائه قلت له : ( ما شاء الله ما خليت عرس حق أصحابك أو أهلك ما مشيتو أها إنت عرسك متين ) يرد الحبيب حمزه ود زايد بإبتسامته المعهودة . قريب إن شاء الله .
في ظل الظروف والأوضاع الإقتصادية الطاحنة أرى صديقي ود زايد حيث الواجب لا يتخلّف عن حضور المناسبات وكثيراً ما أقول له مداعباً ( يا أخوي ما شاء الله ده العرس رقم ٤٥٠ بعد ده منتظرين عرسك ) يقضي جمعته في أداء الواجب . أفراحاً وأتراحاً لا يمل مُطلقاً من مواصلة الأهل والأصحاب ، في العام 2016 كنت في مدينة بورتسودان وقبل عودتي قابلت أحد الشباب تربطه صداقة مع الأخ حمزه مختار ، أكرمنا جداً وكان معي أحد الأخوان .
تظهر معادن الرجال في السفر والواجبات وأقول لك يا صديقي حمزه أنت مثالاً لشهامة السودانيين وتلك المروءة الصادقة تنبع من تواضع كبير ففي الحياة يقضي الإنسان سنواته ثم يغادرها والسعيد من وفقه الله لمواصلة أرحامه وأحسن الله خلقه فديننا الحنيف يدعو للتراحم والتداخل والتآخي .
هناك الكثير مِن مَن يتهرّب من واجباته ومواصلة أهله وهناك من يقطع رحمه ( أعاذنا الله وإياكم ) وفي المقابل أجد ذاك الكريم إبن الأكرمين حمزه مختار في واجباته بلا كللٍ أو مللٍ ولعمري لم أتحدث معه أو جاءت سيرته إلاّ وعلمت أنه في مزاورة الأهل والأصحاب وخلال السنوات الطويلة التي جمعتني به رأيت ذلك بنفسي وأسأل الله أن يكتبه في موازين حسناته .
في الإسبوع الماضي كنت في ولاية القضارف مهمة عمل برفقتي بعض من الزملاء وبعد تناول الإفطار قابلت أحد الأصدقاء الذين لم أقابلهم لسنواتٍ طويلة جلسنا نتذاكر جيرتنا وعشرتنا وكعادة السودانيين ( كيف حال فلان وفلان داك وين ) ومع الونسه جاءت سيرة الأخ العزيز حمزه مختار أخبرني بأنه عاد من مدني قبل أيام لأداء واجب العزاء .
أقرّ الإسلام في تشريعاته العلاقات الطيبة التي تربط المسلمين ببعضهم البعض ولقد كان النبي صلّ الله عليه وسلّم القدوة الحسنة في ذلك بمعاملاته مع جيرانه يتفقدهم ويسأل عنهم وعن حالهم ، كان نبينا يزور المرضى ويدعو لهم فهذه السُنن تترك الأثر الطيب عند تطبيقها فأهل الميت هم في حزنٍ كبير ومزاورة الناس لهم تصبرهم على فقيدهم .
صوت أخير :
تهدينا الحياة أصدقاء نفرح بهم وبصحبتهم الطيبة فألحديث عن هذا الرجل كبير وكثير لما له من خِصلٍ حميدة خالصة لوجهه الكريم بلا رياء أو منٍ أو أذى ، كما أسلفت سنوات جميلة عشناها معاً بقضارف المك سعد والأمسيات الرائعة التي تحتضننا وفي معيتنا إخوة أعزاء نشتاق لهم . وفي إحدى الأيام الجميلة قبل سنوات مضت كُنا جلوساً بدارنا بالقضارف وفي معيتنا بعض الأخوان نلعب ( الكشتينه ) وكعادة ونسة ( الحريق أحد الزملاء قال لي حمزه والله أجرك خمسين : قال ليهو : والله حبه ما تسوو ) فهذه المقولة تذكرني بفشل الحكومه كلما تدهور الإقتصاد أتذكر مقولة صديقي حمزه وعجز الدولة عن إستخراج الموارد حتى ينعم المواطن بالحياة الكريمة .
عبر هذه الزاوية تحياتي الصادقة لك وللأسرة الكريمة أخي حمزه مختار ود زايد سليل الضباينه أهل الكرم والجود أهل قدح ود زايد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى