مابين السطور – ذوالنورين نصرالدين المحامي – ماذا يجري داخل الشعبي

رحمة الله علي المفكر العلامة (شيخ حسن) كما يحلو لمريديه كان لإجتهاداته وأفكاره دلالات عميقة في الحياة كان مجدداً صاحب رؤية شاملة يسعى لتغيير الواقع كله وإعادة تأسيسه على أسس ورؤى وأصول تتجاوز في حداثتها كل نظريات الواقع السياسي ويتخطي من حيث التنظير كل الفكر الديني الجامد
ولمسمياته وتكويناته التنظيمية والسياسية دعوه لوحدة الصف الإسلامي والوطني (جبهة الميثاق الوطني) (الجبهة الإسلامية القومية) (المؤتمر الوطني) (المؤتمر الشعبي)
كان (شيخ حسن) مجددا ومواكبا للمتغيرات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بمرجعية الكتاب والسنه ومن خلال القياس والإستصحاب والمصالح وفقه الواقع إستنادا على الأصول وثوابت الدين وكان يرجع ما إستجد من مسائل في الحياة للحكم عليه بميزان المرجعيات الإسلامية
وكان حريصا على الوحدة الوطنية على أساس الهويه الجامعه وكان يحترم التنوع الديني والثقافي والاجتماعي وأصدر حول ذلك كثير من المنتوج الفكري
فحال الشعبي الآن وإرث (شيخ حسن) الذي تركه لكل الإسلاميين يفرح الآخرين من القوى اليساريه
اخوانا في الشعبي كفانا تشظي وافتراق واتركوا الامانه لمن كلف به فهي أمانة وخزي وندامه يوم القيامه لم يعرف عن الإسلاميين الصادقين تمسكهم بالمواقع فهم الزاهدين عنه وأنهم يعملون وفق منظومة متجانسه
فالحركة الإسلامية الجامعه لكافة أهل القبله هي حركة مجتمع وحياة فكل منتمي لها ومؤمن بمنهجها لاينظر للتكليف الا من باب الطاعه والتقرب الي الله
فالدكتور الترابي لم يكن سياسياً حزبياً بمعنى أنه زعيم حزب سياسي يسعى للمنافسة في إطار نظام سياسي لتحقيق مكاسب سياسية والتنظيم السياسي عند الدكتور الترابي ليس حزباً ينافس في مواسم الانتخابات على السلطة ويقتصر عمله على ذلك ولكنه يوصل التنظيمات السياسية كحركات تغيير اجتماعي شاملة تُعنى بإصلاح النظام السياسي للمجتمع
ويكمن فكر الترابي وتأثيره في أنه لم يستغرق في التنظير الفلسفي فهو ناضج المعرفة الفلسفية والفكرية ويمتلك أدوات التفكير والنظر والتنقيب لذلك جنح إلى تطبيقات الفكر والفلسفة وتجريبها والاستعانة بها في فهم ظواهر الدولة والمجتمع وفهم المضامين التي تتأسس عليها هذه الكتل الكبيرة العصية على الترويض عبر التاريخ
الأخوه في الشعبي فالترتبطو بالرؤي والأفكار وصياغة البرامج والمناشط لأحداث التغيير والإصلاح المجتمعي واتركوا المواقع والمناصب انزلوا لهذا المجتمع الذي أصابه التكلس واليأس والإختراق من قوى سياسية ترقص على أنغام الاختلاف وتزكي الفرقة والشتات والاحتراب
اتركوا صراع المناصب والمغانم وهذا لايشبهكم ولايليق بمشروعكم انتم أهل مبادئ وقيم وموروث ومشروع حضاري
اسعوا نحو الوحدة الإسلامية ولاتنجرفوا وراء القوى الخارجية العميلة هناك من يعمل لدك أسفين الاختلاف بينكم لتتفرقوا أيادي سبأ حافظوا على وفائكم للشيخ والمبادئ الذي أرساها واحملوا فكره وأمانته وحلمه اجعلوه يرتاح في قبره
نحن نربأ بأي قوي إسلامية وطنية أن تختلف حول أمانة التكليف الرباني وكل الشعب السوداني ينظر للإسلاميين في إطار القدرة على القيادة كملاذ آمن لهذا الوطن والحفاظ على سيادته ومكتسباته ومقدراته وقيمه وفضائله فلنكن بخير ليبقى السودان بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى