فاطمة مصطفى الدود تكتب : لماذا يُقتل أخي ؟؟

أرواح كثيرة أزهقت وأسر كبيرة تشردت وامهات كثر ترملن ، بسبب تلك الصراعات والنزاعات القبلية التي تفشت في مجتمعنا تفشي النار في الهشيم ، وغاب الضمير الإنساني ، فتعطلت التنمية وتوقف الإنتاج وسادت الكراهية بين مجتمعات تعايشت مئات ،بل الاف السنين فاصبحنا مجتمع متخلف مجتمع يعاني ويكابد في لقمة العيش !
سؤال ظل يؤرقني سنوات .. أين المثقفين والمتعلمين من أبناء تلك القبائل ؟؟ لماذا لم يسخروا تعليمهم وثقافتهم في وقف حرمة الدماء وتوعية المجتمعات وهم يدركون أنّ قتل النفس حرام وأنّ دم المسلم حرام !!
علينا أن ننظر بتمعن كم من الشباب راح ضحية تلك النزاعات والقتال القبلي ؟ وماهي الأسباب المقنعة للتقاتل بين مجتمع مسلم لا فرق بينهم الإ بالتقوي ؟ لماذا يقف المثقفون والمتعلمون موقف المتفرج وهم يرون أن دماء آبائهم واخوانهم تسيل وأنّ اخوانهم الإطفال وأمهاتهم يتشردن في معسكرات النزوح بسبب تلك الصراعات التي اذا وقفنا على أسبابها ومسبباتها نجدها بسيطة ويمكن حلها اذا جلسنا اليهم قبل ان يتأزم الموقف !!
علينا أن ننظر من حولنا وفي محيطنا هل تفشت روح القبلية والعنصرية في تلك المجتمعات كما تتفشي في مجتمعنا السوداني ؟ – الأمر يحتاج الي وقفة صادقة مع النفس اولاً ومع مجتمعاتنا لمعالجة هذه القضايا حتي لا نفقد مزيداً من الأرواح وحتي لا يتزايد ويتضاعف عدد المتواجدين في معسكرات النزوح – علينا أن نعمل على توعية تلك المجتمعات وبث الروح الوطنية والدينية والأخلاقية فيهم !!
لقد تابعنا مؤتمرات الصلح التي عقدت والتي ستعقد ، ولكننا نلاحظ انها لا تصمد كثيراً ليس لهشاشة الاتفاق الذي تم بين الطرفين ، وانما بسبب ان هنالك أيادي خفية مستفيدة من هذا الصراع والتي لا تريد ان تطفئ ناره – ولكننا نقول لهم (إنّ الفتنة أشد من القتل ).
والدعم السريع وقائده وقائد ثاني ، ظلوا مهمومين بعمليات المصالحات القبلية في دارفور ، فقد استطاعوا بجهدهم ومعرفتهم ان يجمعوا القبائل المتصارعة في طاولة واحدة والنقاش المستفيض حتي خرج الهواء الساخن من جوفهم وعاد الهدوء الي المناطق التي شهدت نزاعات قبلية سواء في جبل مون بغرب دارفور او في كلبس او في جنوب دارفور . فقد بذل النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو ” حميدتي” ونائب قائد قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم دقلو جهودا مقدرة في دعم وقيام مؤتمرات الصلح – هذا الجهد يتطلب الدعم والمساندة من المجتمع المحلي حتي تستمر وتصمد تلك المجتمعات ، وان تشكل لجنة مشتركة من الأطراف المختلفة لمراقبة تلك المصالحات وان تكون تلك اللجنة مهمومة بمراقبة الاتفاق والعمل على منع اية احتكاكات قد تحدث وان تعطى صلاحيات واسعة بحل الخلافات التي تحدث قبل ان تقود الي نزاع قبلي .
والأهم من كل ذلك العمل على جمع السلاح من كافة الأطراف الإ في ايادي القوات النظامية بجانب ان يلعب رجال الدين وأئمة المساجد والمثقفين والمستنيرين بعمل توعية مجتمعية لحرمة الدماء والتعريف بعقوبة قتل النفس .
شعب السودان معروف بانه مجتمع متصالح جدا ومجتمع يحتاج لمثل هذه البرامج التوعوية لانه مجتمع قائم على اساس ديني فغياب التوعية والتبصير هو السبب في تصاعد حدة النزاعات ودارفور تمثل نموذجاَ في ذلك التسامح والتصالح والتعاضد والمحبة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى