ابراهيم عربي يكتب : (الكردافة) … كلنا مك ..!

الخرطوم الحاكم نيوز
رغم محدودية الدعوة وضيق الوقت إلا أن الإعلاميين الكردافة لبوا نداء اللجنة التسيرية لمنبر كردفان (مك) للقاء التفاكري تحت شعار (نحو إعلام حر وبناء) أمس الأحد تحت ضيافة مركز الحاكم للخدمات الصحفية بالخرطوم ، جاءوا وكل مهموم بقضايا الوطن الكبري بتعدد مؤسساتهم الإعلامية (المسموع والمرئي والمقروء) ، ومختلف تخصصاتهم ، إلا أن جميعهم كانت تحدثهم أنفسهم بحق الإنتماء لكردفان ، أكدوا على ضرورة وحدة صف أبناء كردفان لأجل قضايا أهاليهم في إطار الهم الوطني ، وخلع جميعهم جلابيته وطاقيته وأصبح لسان حالهم (كلنا مك) ..!. 
بلاشك أن الحضور كان مشرفا رغم إعتذار البعض عن اللقاء بسبب ظروف وإرتباطات مسبقة ، فقد كان اللقاء حاشدا لم تشهده تجمعات الكردافة قريبا إلا في ظل نفير نهضة شمال كردفان ، وبالطبع ليس ذلك من فراغ بل هو الواجب وعظم المسؤولية ورد الجميل لكردفان الكبرى والتي تمثل قلب السودان النابض نموذجا للوطنية والتسامح والقبول بالآخر والتصالح مع الذات ..!.
بالطبع لسنا ضد أحد أو خصما علي أحد بل جميعنا سواسيا في رحاب السودان الوطن الواحد ولكننا نطالب بحقوقنا ونحن ندرك حجم التهميش والظلم الواقع علي كردفان الكبري والتي دخلها الإستعمار لأجل كنوزها وخيراتها بداخل الأرض وظاهرها وبل إنسانها المعطاء ، ولذلك كانت كردفان منبع ثورات التحرر الوطني لرد الظلم والعدوان ، فقد ناهضت الإستعمار بأشكاله المتعددة ، وناصرت الإمام المهدي حينما جاءها طالبا للنصرة  حتي قويت شكوته فبايعوه وكان لأهل كردفان القدح المعلي والسهم الأعلي في هزيمة الإستعمار في شيكان وكسر شوكته وتحرير السودان .
قطعا شعب مثل هذا لا يقبل الذل ولا الهوان ولذلك عندما حذرنا من الظلم والتهميش في حق الكردافة كنا نخشي مآلات ذلك ، وبل حذرنا بشدة من تجاهل قضايا كردفان الكبرى ومطالب أهلها في التنمية والخدمات ، وبل كتبنا كثيرا وانتقدنا تجاهل مسارات الجبهة الثورية لكردفان أسوة ببقية الأقاليم ، ولكن مع الأسف لا حياة لمن تنادي فأصبحت كردفان هاملة فريسة بين تقاطعات وتجاذبات المسارات وأهواء قيادات الحركات المسلحة ، الحالة هذه ألبت الحادبين علي أمر كردفان (الأم الرءوم) وأغضبت أبنائها وبناتها فاستدعاهم الواجب فكان ميلاد منبر كردفان (مك) لوحدة الصف وجمع الكلمة ..!. 
بلا شك أن منبر كردفان (مك) سيكون مسارا ناجحا للكردافة لا سيما الذين إنسلخوا من حركة العدل والمساواة والتي تنكرت لهم عبر بيان لها نشرته علي صفحتها الإعلامية ممهورا بإسم المدعو آدم عيسي حسابو ، تنكرت لمجاهداتهم وقد ظلت الحركة تمارس معهم الظلم والتهميش وإزدواجية المعايير ، وبل سيكون (مك) منبرا لكل أبناء كردفان الذين لازالوا يحملون السلاح في صف الحركات المسلحة وغيرها ، والذين بدا عليهم التململ وقد نفد صبرهم بسبب ضبابية الترتيبات الأمنية ، ونحن ندعوهم بالإنضمام إلي منبر كردفان (مك) وعاء جامعا للكردافة ونحذر بشدة من إستخدام السلاح وسيلة في ظل الوسائل السلمية المدنية والتعبيرية والمطلببة المتاحة . 
أهلنا يقولون العضاه الدبيب بخاف مجر الحبل ..! ، لقد تخلفت كردفان كثيرا بسبب الحروب التي جعلت أرضها محرقة حيث تجمعت فيها الجبهة الثورية بمكوناتها المختلفة عقب تحالفها في كاودا 2011 فاستباحوا كردفان أرضا ومجتمعا تقتيلا وتشريدا وتدميرا لمقدرات أهلها ، ولا تزال الأخطار تحدق بكرفان من خلال تحالف عبد العزيز الحلو وعبد الواحد نور من جهة وتحالف الثاني مع الجبهة الديمقراطية العريضة وهو تحالف مكونات اليسار من جهة ثانيا وقطعا ستنطلق جميعها من كردفان حيث يسيطر الحلو علي مساحة معتبرة في جبال النوبة ، ولذلك جاء الرفض القاطع من الحضور لحمل السلاح بحثا عن الحقوق السياسية والتنمية والخدمية وبالطبع ندعو كومرت الحلو للجلوس والتفاكر معا لأجل إيجاد حل لقضايا كردفان سلميا في إطار رؤية وفلسفة منبر كردفان (مك) .
علي كل توافق الحضور علي رؤية منبر كردفان (مك) تلك وشددوا علي ضرورة إنتهاج السلمية للمطالبة بالحقوق السياسية والتنمية والخدمية بدلا عن العنف وحمل السلاح وبل دعوا لإستخدام الوسائل السلمية المتاحة وإستخدام كروت الضغط الكردفانية المتفردة في سبيل المطالب ، ونحن نطالب ونعضد علي توصية اللقاء بالنزول للقواعد في الولايات الثلاثة (شمال وجنوب وغرب) لمزيد من التلاحم قبل المؤتمر الإستشاري تجنبا للمؤتمرات المعلبة كما أسماها ود الجبوري ، وقبل كل ذلك لابد من إستنهاض الهمم والإعتماد علي المقدرات الذاتية وإحياء التراث الكردفاني وثقافة النفير لبناء كردفان الكبرى .
شكرا لأصحاب المبادرة وشكرا للذين تحملوا الأمانة بصبر وعزيمة أعضاء اللجنة التسيرية لمنبر كردفان (مك) الذي  أصبح بلا شك وعاء جامعا للكردافة ، شكرا الدكتور محمود حامد رئيس اللجنة التسيرية وفضل السيد شعيب مسؤول التخطيط والإستراتيجيات والدكتور أحمد وادي مسؤول الإدارة المالية وحسن حمد مسؤول الإعلام والعلاقات العامة وقاسم جارو وبكري البرجو والهادي عبد الماجد وشكرا الصافي سالم صاحب مركز الحاكم وشكرا أبشر رفاي ومراد بله وشكرا الفاضل الجبوري ومسلم الكباشي وفضل الله رابح وعبد الباقي جبارة وعمر الكردفاني وحبيب فضل المولي وشكرا لجميع الزملاء والزميلات الذين لبوا نداء منبر كردفان وشكرا لأهل النفير والضرا و(كلنا مك) ..!.
الرادار .. الإثنين 20 يونيو 2022 .      

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى