الحارث إبراهيم يكتب : الطرق روح الحضارة وشرايين الحياة (٤)

بسم الله الرحمن الرحيم

لك أن تتامل كيف تتحول تلك الجبال والوديان والكثبان الرميلة إلى ارض منبسطة وممتدة بفضل جهود منظومة صناعة الطرق حكومية وقطاع خاص وافراد هذه الجهود طوعت الطبيعة القاسية وحولتها إلى طرق مسفلتة تربط بين اطراف الوطن المختلفة بدونها كانت ستكون هنالك معاناة ومشقة عايشها الأجداد خلال القرون الماضية .

تصنف صناعة الطرق الجسور بأنها الاكثر تعقيدا من النواحي الطبيعية والفنية ومصارعة الطبيعة.

لصناعة طريق لابد من عمل دراسة إجتماعية واقتصادية مرورأ بدراسة معملية للتربة وقياس مدى ملائمة الارض ومدى تماسكها فى جميع طبقات الارض حتى نجاح العينات ثم دراسة مساحية وقياسات الارض إلى التنقيط والرفع المساحى حتى فتح المسارات والردميات فى الطبقات المختلفة وصولا الى الأسفلت.

هذا المجهود يترجمة المهندسين والفنيين والعمال والموظفين تمر بهم كل فصول العام وهم يواصلون عملهم من زمهرير الشتاء وحرارة الصيف الحارق وتحت زخات المطر لايبرحون مواقعهم حتى تنبسط الارض ويمتد الطريق.

عطفا على ذلك فهى صناعة مكلفة جدا اذا تقارب تكلفة الكيلو متر الواحد مئتان مليون تزيد أو تنقص حسب الموقع والعمليات الفنية لذا وجب المحافظة على شبكة الطرق القومية باعتبارها ثروة قومية يتطلب الحفاظ عليها التقييد بالقوانين والقرارات الخاصة بضبط الحمولات الزائدة .

وفي سبيل تحقيق هذا الهدف نصبت الهيئة القومية للطرق والجسور الموازين المحورية على الطرق القومية لضبط الموازين على حمولة( ٥٦ ) طن كحد أقصى للمركبات حتى تتجنب الحمولات الزائدة التى تترك اثر سلبي بالغ على الطريق من تشققات واخادييد مما يزيد الاثر التدميرى على الطريق وبذلك ينقص عمر الطريق الافتراضى على نحو بالغ فمثلا اذا كان عمر الطريق الافتراضى عشرة سنوات فالحمولات الزائدة تنقصه النصف وربما اقل من ذلك .

عليه اذا كانت فكرة الطرق ربط الشبكة بعضها البعض فمن باب اولى المحافظة على الموجود اصلا ومن ثم البدء في تنفيذ المشاريع الجديدة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى