ابراهيم عربي يكتب : (إستقالة ترك) … إنها فتنة الشيطان ..!

الخرطوم الحاكم نيوز 
فاجأ الناظر سيد محمد الأمين ترك أهله والجميع بتقديم إستقالته من رئاسة المجلس الأعلي لنظارات البجا والعموديات المستقلة ، إستقالة أربكت المشهد ولخبطت الحسابات وعقدت الأوضاع في البلاد وشرقها خاصة ، بالطبع الإستقالة تركت تساؤلات ، عزاها البعض لخلافات مفصلية داخل المجلس وقالوا إنها بوادر أزمة وإنشقاق تسبب فيها الشيطان فابحثوا أيها البجا عن هذا الشيطان صاحب المصلحة من إستقالة الناظر ترك ..!.
غير أن أوبشار الناطق الرسمي بإسم المجلس أكد حالا تراجع الناظر ترك وسحب إستقالته نزولا لرجاءات العقلاء من أهله وإستجابة لطلب المجلس ، وقال أوبشار أن الإستقالة جاءت في سياق هيكلة المجلس والتنسيق مع مسارات (الشرق ، الشمال والوسط) لأن يصبح ترك نفسه رئيسا للتنسيقية الجديدة ..!.
الناظر سيد محمد الأمين ترك رجل داهية سريع البديهة ويتميز بمقدرة عالية علي المناورة وإرباك الخصم وخلط الأوراق وله مقدرة عالية لفرزها سريعا ، وبالطبع رجل مثل هذا يعمل له ألف حساب وهو غني عن التعريف هو ناظر قبائل الهدندوة، ورئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة .
فقد ظل الناظر ترك يقود المواجهات في صف أهله نصرة لقضيتهم العادلة ،  فقاد الرجل من قبل حركة إحتجاج وتمرد كبري في ولاية البحر الأحمر في عهد النظام السابق ، رغم قوته وجبروته التي يهابها الأعداء ، إلا أن الناظر ترك قادها ثورة بحجة إهمال المنطقة في التنمية والخدمات ، وبل ظل ترك منذ وقتها يشكل هاجسا للنظام السابق بآرائه الصريحة والواضحة وإنتقاداته الجريئة من داخل مؤسسات النظام  ، وبل كان النظام السابق يعمل له ألف حساب ويقول عنه خصومه السياسيين (مع الناظر ترك لا تستطيع أن تغمض عينيك ..!) .
وليس ذلك فحسب بل كان الرئيس البشير نفسه يضع ألف حساب للرجل واذكر جيدا عندما إحتدمت الخلافات بين الناظر ترك والوالي آدم جماع والي كسلا بسبب تشكيل جديد لحكومته لم تجد المباركة والرضا من قبل الناظر ترك ، فسألته حينها لماذا الخلاف مع الوالي جماع ..؟! فانفجر الرجل غاضبا (جماع هذا لا عهد له ..!). 
حينها طلب البشير لقاء الإثنين معا بالخرطوم وقال لجماع بعد قرصة في أذنه سعادة الناظر دا بشاوروه وبرضوه مش بزعلوه ..! وطلب البشير من الناظر التهدئة ، وكنا نحن ننتظر خلاصة اللقاء وعندما إتصلت علي الناظر ترك وسألته عما حدث فقال (أنا وجماع عسل علي لبن ..!) .
غير أن الناظر ترك لم ينكسر بل ظل متمسكا بمكاسب إتفاقية الشرق 2006 وغير مقتنع بإتفاق مسار الشرق بجوبا ويرى أنه ظلم وهمش أهله وجاء بتقسيم غير عادل للشرق ، وبل تجاهل مطالبهم في التنمية ونسب تمثيلهم في هياكل السلطة ولم تحقق لهم حظوظا وجدوها في إتفاق الشرق 2006 ، وقد تأزم الوضع كثيرا بسبب تجاهل حكومة حمدوك الإنتقالية لتوجهات أهله هناك وفق مقررات مؤتمر سنكات ، ولذلك قاد ترك عملية احتجاجات واسعة بلغت ذروتها في سبتمبر 2021 توجها بإغلاق الطريق القومي الرابط للموانئ في كل من بورتسودان وسواكن مع بقية ولايات السودان ويقولون (ترك مرق) وكان حجة الرجل أن الشباب وضعوهم أمام  خيارين إما قفل الطريق أو ركوب الخطر متمردين علي الدولة ..!. 
ولكن لماذا تقدم الناظر ترك بإستقالته في هذه الظروف وهو زعيم وقائد وليس موظفا عند أحد وهو بلاشك مؤتمن عند أهله على القضية البجاوية والتي دخل بها التاريخ بإعتبارها قضية حقوق مطلبية قومية ، فمن هو الشيطان الذي وسوس للناظر بتقديم إستقالته وماهي الأسباب الحقيقية التي دفعت ترك لتقديم إستقالته ، قطعا التباينات من طبيعة البشر وأن إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ..!.
نحسب أن الناظر ترك من المخلصين الذين إنطبق فيهم قول الله سبحانه وتعالى (مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا) ، فأمثال الناظر ترك جاءوا لخدمة اهاليهم ولا يموتون إلا وقوفا لأجلهم ولاجل الوطن وهم أهل الحارة وأصحاب الوجعة تجنبوا خطوات الشيطان حتي لا تقع الفتنة ..!.
الرادار .. الجمعة العاشر من يونيو 2022 . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى