وطوال فترة استضافة لقاء الإعلاميين الأفارقة في القاهرة وهذه الخارطة المدهشة لافاق التعاون المشترك يبرز النجاح المصري في العديد من المشروعات التنموية العملاقة ومنها بالتأكيد مشروع قناة السويس هذا الصرح العملاق الذي تم تطويره بشكل مدهش للغاية… لكنني لم أصاب بالدهشة للنقلة الثقافية التي تشهدها مصر كغيرها من أهم محركات التنمية وتأهيل الإنسان المثالي فمصر ظلت على الدوام واحة المثقفين العرب والافارقة فهي بلد ملهم لكل فنون الثقافة وحركة التنوير المعرفي.
ففي زيارتنا لمكتبة الإسكندرية كان التطور المعرفي حاضر بقوة في كل أركان المكتبة التي شهدت تطورا تقنيا هائلا إلى أبعد الحدود وتشهد المكتبة الزاخرة بشتى انواع المعرفة اقبالا كبير من كل ارجاء العالم حيث وقفنا على محتويات المكتبة التي افردت لها مقالا منفردا لاهتمامي بما تحتويه المكتبة حيث أتيحت لنا فرصة للتعرف عن قرب على ما تحتويه المكتبة من نوادر في التاريخ الإنساني والتاريخ الحديث.
لقد رسخت هذه الزيارة التاريخية لدى الإعلاميين الأفارقة أن مصر جاهزة وحاضرة بما تملك لاشقائها في أفريقيا في إطار التكامل نحو التام والتعاون في المشروعات الكبيرة التي تهم القارة بالدرجة الأولى مع التحديات الكبيرة التي تحيط بالقارة وهي تملك موارد تجعلها في موضع قوة ضاربة لا تحتاج إلى أحد.. فقط نحتاج إلى التعاون فيما بيننا.
إلى ذلك فإن هذه الزيارة أكدت متانة العلاقات بين البلدين فالمصريين لا يعتبرون اي سوداني اجنبي بل على العكس يجد السودانيين معاملة طيبة ومحبة كبيرة للغاية من إخوانهم المصريين وهذا ليس بجديد في تاريخ علاقة الشعبين ونستعد مصر في شهر أكتوبر القادم وبتكلفة 54 مليون دولار لتدشين الربط الكهربائي بين البلدين والذي يوفر 300 ميقاواط هذا بالإضافة إلى العمل في خط السكة حديد الرابط بين البلدين مما يسهل عمليات التجارة والتنقل الذي يمضي بقوة في إطار تكامل شعبي وادي النيل.