صوت الحق -الصديق النعيم موسي -السمبك وموت شباب السودان !؟

siddig2227@gmail.com

مئات إن لم يكونوا ألآف من شباب بلادنا يُصارعون الموج لأجل حياة كريمة وبرغم قساوة ما ينتظرهم إلاّ أنهم يُخاطرون بحياتهم بعد أن أُغلقت الطرق أمامهم ببلدهم الأصل ، تخيّلوا معي أن يصل الشاب لمرحلة تجعل همّه الأكبر مغادرة وطنه بأي طريقة كانت فما بين الحين والأُخرى نسمع بموت سودانيين غرقاً بالبحر الأبيض المتوسط ومع كل ذلك تتواصل الرحلات نحو المتوسط الذي أصبح ملاذاً للذين ضاقت بهم الحياة . ففي العام 2014 فقدت أصدقاء لي وزملاء دراسة إبتلعهم المتوسط فكانوا يحلمون ببناء مستقبل لهم ولأسرهم فمعاناة السودان يُضرب بها المثل . شبابُ في مُقتبل عمرهم وخريجون من سنوات باحثين عن العمل برغم العائد المادي الضعيف ولكن للحكومة رأي آخر والحكومة هي سبب هروب شبابها وخيرة أبناءها فأُغلقت أمامهم كل الأبواب وسيطر الغلاء الفاحش على البلاد .
تخيّلوا أنَّ المهاجر يذهب في طريق يعلم تماماً أنه لا مفر من الموت ونسبة وصوله للشواطئ الإيطالية ضعيفة جداً إن لم تكن مستحيله إحصائيات مخيفة من منظمة الهجرة الدولية عن موت الشباب بالبحر الأبيض المتوسط .
ألا تستحي حكومتنا !!
أين دوركم في نهضة البلاد ؟
ألا تستحوا من هروب الشباب والكفاءات ؟
ألهذا خرج الشعب ؟
أين المشاريع الإنتاجية للشباب ؟
أين الوظائف ؟
أين التنمية ؟
أين الضمير ؟
أين الأخلاق ؟
أين شعارتكم ؟
يموت شبابنا بالحسرة والألم ففي ظِل الأوضاع التي يعيشونها تبددت أحلامهم لا تستغربوا فألجميع يُريد الهجرة شرعية كانت أم غير ذلك لأنَّ الحكومة بكل بساطة لا تهتم لأمرهم وهم ركيزة هذا الوطن .
أن يُخاطر الإنسان بحياته في أمواج عاتيه بمراكب صغيرة غير آبهٍ بالموت فقط يُريد الخروج من السودان ، فلماذا لا نستفيد من هذه الطاقات بتسخير الموارد المتاحة ونستغل دور الشباب في الإنتاج الأمر الذي يدفع بعجلة التنمية الحقيقية .
حرام علينا جميعاً أن يهرب شبابنا ( بالسمبك ) والوطن يذخر بالموارد التي لا حصر لها .
أجلسوا مع الشباب وأسألوهم يخبروكم بمقولة صادقة وصادمه ( دايرين نقد من البلد دي ) هذه الإجابه تجدها عند أغلبية شباب السودان ، فقط يُريد الخروج من البلاد بأي طريقة كانت . لي صديق عزيز قبل ثمانية أعوام كنا في مدينة القضارف وبعد إنتهاء التمرين جلسنا في منزل صديقنا عبد الرحمن عثمان وذكر لي : ( والله يا الشريف أنا داير أتخارج من البلد دي بالسمبك ! قلت ليهو يا صحبي السمبك ده مخاطره ! قال لي ماف حل والله . إفترقنا بعدها وتقابلنا في زواج أحد الأصدقاء في إجازة العيد وتصورنا جميعاً وبعد فترة هاتفني بأنه في أوروبا وأخبرني بمأسآة رحلته والأوضاع التي شاهدها في البحر المتوسط . صديقي هذا نموذج وغيره كُثر مِن مَن خاطر وآخرين توفاهم الله شُهداء .
صوت أخير :
سيكتب التأريخ ويوثّق أنَّ السودان البلد الغني بالموارد يهرب شبابه عبر البحر الأبيض المتوسط صوب أوروبا بعد أن يئسوا من العيش فيه فألحياة بالسودان أصبحت ( لا تُطاق ) لا يستطيع الشباب الحصول على الحياة الكريمة وفي المقابل ( هربوا من الزواج ) بحثاً لحياةٍ وعيشة هنية وكريمة لأسرهم . في الختام نطرح السؤال على الحكومة : المسؤول عن موت الشباب في البحر الأبيض المتوسط ؟ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى