يس عمر يكتب : أزمة النكاح

ليست المرة الأولى ولا الثانية ولا الثالثة وواقع الحال يؤكد أنها لن تكون الأخيرة أن أتفاجأ بإحداهن وهي تعرضُ نفسها لي للزواج مع بعض ترجي…
ما كنت أود أن أتحدث عن هذا الأمر لكن قد بلغ الأمر مبلغاً وأردت أن أدون فيه بعض الرسائل لعلها تصل في بريدها الصحيح ويستفيد منها البعض :
السادة أسر الفتيات بخصوصكم : أصبح الزواج في أيامنا هذه مشكلة عجزت عن حلها المعادلات الحسابية، وقد شكلت في ظاهرة أو قل كابوسا إن صحة الكلمة يهدد الملايين من الفتيات والشبان، فيما يسمى بـ “العنوسة”.
السادة أسر الفتيات: الأسرة أساس المجتمع، ومنها يبدأ وعليها يعتمد، وبقدر ما تكون أسرتكم مترابطة يكون مجتمعنا قوياً ومترابطاً متماسكا، وهذا الأساس يكون عن طريق الزواج الذي يشبع الحاجات الجسدية والنفسية والاجتماعية للأفراد، ويوفر الهدوء والاستقرار للكنداكات.
إخواتي الفتيات : محمدة للمرأة أن تطلب الحلال الطيب وأن تسعى جاهدة لمرضاة الله تعالى في زمن النفاق والشقاق وسوء الأخلاق، وأن تعرض نفسها على الرجل الذي تعتقد فيه الصلاح وهو في المقام الأول لا يتنافى أو يتناقض مع خلق الحياء، وقد حدثت في ذلك سابقة إبان العهد والرعيل الأول، كما جاء في البخاري عندما جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تَعرض عليه نفسها ، قالت : يا رسول الله ألك بي حاجة ؟ فقالت بنت أنس : ما أقلَّ حياءها ، وا سوأتاه ، وا سوأتاه ، قال : هي خير منكِ ، رغبت في النبي صلى الله عليه وسلم فعرضتْ عليه نفسَها.
هذه السابقة وإن كانت لها شواهد في العصر الأول فهي بدعة في السودان القديم و الجديد وفي تقديري هنالك عدة عوامل ساعدة في ظهور حديث نفس (خديجة) والذي تكره بالطبع أن يتطلع عليه الناس:
1.سهولة التواصل والانفتاح الذي أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي وتقريبها للبعيد وكسر الحاجز النفسي مع بعض العادات والأعراف غير المبررة والخوف المجتمعي.
2.رغبة بعض الشباب في (النكاح) الحلال وخشية الوقوع في المحرمات
3.عزوف الشباب عن الزواج بسبب التردي الاقتصادي وسياسات وزارة المالية وما أحدثته ثورة ديسمبر في السودان من تغييرات.
4. تكرار المشاهد المثيرة للغريزة الجنسية وتحول المشاهد المثيرة للمألوفة عامل مهدد للقوة الجنسية.
5.انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وسط الشباب في الجامعات وأبعد من ذلك حديث وزير التربية والتعليم للأساس والثانوي المنذر بالخطر من أزمة تفشي المخدرات وسط الأساس والثانوي في مؤتمر عوافي أمام الأشهاد بقاعة الصداقة.
6. قناعة الشباب بضرورة العمل المكتبي تحت نسمة التكييف المركزي وترك مناطق الإنتاج والتصدير في الولايات السودانية المختلفة وهو عامل أبرز من عوامل تأخير سعة الرزق.
7.سهولة الحصول على الحسناوات بالطرق الملتوية الحرام في أقرب نقطة في أي شارع من شوارع الخرطوم بدراهم معدودة زاهدة وما قصة المرأة التي تبيع شرفها بثلاثة آلاف جنيه في مقالي الأسبق عنكم ببعيد.
8.بعض الفتيات يرفضن الزواج في فترة معينة بسبب إنفاقهن على الأسرة لزوي الدخل المحدود فعندما يتيسر حال الأسرة تشعر بخطر فوات الأوآن فتلجأ لعرض نفسها بأبسط التكاليف.
9.الإكثار من متطلبات الزفاف على الشباب من قبل أسرة الفتاة وتكلفة المهر الكبيرة عامل مهم يؤخر عملية الزواج.
السيد أبو علوية الموقر، الأم الحنون أم نوال، الأخ العزيز أخو ريم وأخصكم بذلك: من يصلح الملح إذا الملح فسد؟
أحبائي إخوان البنات: أخوان نسيبة وفاطمة ومحاسن وصفاء … هي الوصية الأخيرة للنبي عليه الصلاة والسلام وهو على فراش الموت “أيها الناس، اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في النساء، اوصيكم بالنساء خيرا” يسروا لهن الزواج إخطبوا لهن من أصدقائكم تماشوا مع من يريد العفاف تمسكوا بالقوي الأمين قبل أن تغرق سفينتكم وقد غرقت سفينة البعض وقبل أن تتفاقم أزمتكم وقد تفاقمت أزمة البعض وطريق الحرام أصبح أقرب إليهن وللشباب من حبل الوريد والموفق من وفقه الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى