ابراهيم عربي يكتب : (الترويكا ، البرهان ، لقمان) … أزدواجية معايير ..!

بعد (ثلاثة) سنوات من الإعتقال يمثل اليوم الأربعاء 16 فبراير 2022 أمام محكمة الديم بالخرطوم كل من الرئيس السابق عمر البشير ونائبه الأسبق الأستاذ علي عثمان طه ووالي شمال كردفان الأسبق مولانا أحمد هارون ورئيس البرلمان الأسبق الدكتور الفاتح عز الدين ، بشأن تصريحات إعلامية وصفتها جهة الإدعاء بإنها ضد الحراك الجماهيري في آخر عهد الإنقاذ تحت طائلة جرائم الإرهاب  ولكنها بلا شك ستظل مجرد إدعاء ليقول فيها القضاء كلمته ويتوقع أن تكون جلسة محضورة يشارك فيها عدد كبير من المحاميين المتطوعين يمثلون هيئة الإتهام ، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا ظل هؤلاء بالسجن معتقلين (ثلاثة) تقريبا دون محاكمة ؟! . 
من المؤسف أن كل ذلك يتم تحت سمع وبصر مايسمي بالمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والتي تدعي تمسكها بالديمقراطية والعدالة والحرية ، وقد غضت دول الترويكا (أمريكا ، بريطانيا ، النرويج) طرفها عن تلكم التجاوزات لتعلن في بيان لها حديثا ، أنها تبدي قلقها حيال إعتقال خالد سلك ووجدي صالح وبعض الناشطين لمجرد إعتقالهم في قضايا جنائية ولم يكملوا إسبوعا في صورة واضحة لممارسة سياسة الكيل بمكيالين وإزدواجية المعايير، وإلا لماذا سكتت عن إعتقال رموز وقيادات الإنقاذ الذين ظلوا (ثلاثة) سنوات بالمعتقلات دون محاكمات ..؟!. 
وليس ذلك فحسب بل تجاوز الزميل الإعلامي لقمان أحمد مدير الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في لقائه التلفزيوني (حوار البناء الوطني) برئيس مجلس السيادي الفريق أول ركن البرهان السبت الماضي ، تجاوز دون ولو إشارة تزين له مهنيته بشأن إعتقال رموز وقيادات الإنقاذ هؤلاء ، وبالطبع ليس مقبولا إطلاقا من رجل إعلامي مطبوع مثل لقمان وبعتبر ذلك سقوط مهني لا يمكن تجاوزه لا سيما في حق إعلامي محترف مثل الزميل لقمان ..!
لا أعتقد أن لقمان تجاوز هؤلاء المعتقلين عن سهو ..! بل الراجح إنه تم عن قصد ربما بإيعاز مسبق من البرهان نفسه وربما هنالك جهات تدخلت لتفرض عليه ذلك واقعا ..! ، ولكنها حتما خصما علي مهنيته التي سقطت في إمتحان مكشوف ، والمؤسف حقا أن لقمان ظل يدافع عن (القحاتة) أولياء نعمته خالد سلك ووجدي صالح وآخرين لمجرد أن إعتقلتهم السلطات ولم يكملوا (ثلاث) أيام فقط بسبب تجاوزات جنائية مثلما قالت لجنة المراجعة ، وبل ظل يتوسل لقمان لدي البرهان بإطلاق سراح هؤلاء ..! ، أي إزدواجية وسياسة الكيل بمكيالين أكثر من ذلك يالقمان ؟!، لا أعتقد أن لقمان نسي أولياء نعمته القدامي من رموز الإنقاذ الذين مكنوه وأغدقوه بالمال ولكنها ربما مجرد محاولة لإبعاد الشبهات ..! إن لم يكن ناكرا للجميل أصلا ..!. 
علي العموم ليس مقبولا من الزميل لقمان ذلك وهو يدافع عن شعار الثورة (حرية ، سلام وعدالة) ..! ولم يفتح الله عليه بكلمة في حق قيادات ورموز الإنقاذ الذين لا زالوا في المعتقلات منذ (ثلاثة) سنوات دون محاكمات وفيهم المريض والشيخ الهرم وكبير السن ومنهم من توفاه الله إليه داخل السجن ..! ومع الأسف الزميل لقمان يعلم كل ذلك جيدا ..!.
 بلا شك نحن ندين بشدة إعتقال رموز وقيادات الإنقاذ لمدة (ثلاثة) سنوات دون محاكمات تماما كما ندين وبشدة إعتقال أو إحتجاز الصحافيين ولجان المقاومة وكافة النشطاء في مجال المجتمع المدني والعاملين في المجال الإنساني ونطالب الجهات المسؤولة بمحاكمتهم وفق القانون والعدالة وإلا إطلاق سراحهم فورا وندين بالطبع كافة أشكال المضايقات والترهيب وندعو الجميع للجلوس لحل الأزمة السياسية في السودان والعودة إلى الإنتقال الديمقراطي لتكملة المرحلة الإنتقالية لقيام إنتخابات حرة ونزيهة يقول فيها الشعب كلمته فالعدالة للجميع .
الرادار .. الاربعاء 16 فبراير 2022 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى