الراصد : فضل الله رابح _ بابكر يحيي .. الصحفي الناطق بالقانون ..

 

عندما تختلط حبيبات رمال كردفان الذهبيـة بذكاء باديتها الفطري المرتبط بأبجديات التضحيــة والكبرياء النبيل هذه التشاركيـة تخرج المبدعون العباقــرة أصحاب العزائم والمواقف الشجاعــة أمثال ـ بابكر يحيي عبدالرحمن إبن قريــة الشيخ اللين ريفي غرب بارا باديـة دار حامد التي تقع في عمق كردفان الشمالي .. بابكر حفظ القرآن الكريم بخلاوي شمال كردفان في سن مبكرة وفي مساءات كردفان الرحيبة وتحت لمعان نجومها وليالي سمائها الصافيـــة .. إن مكرمة القرآن الكريم قذفت بـ . بابكر شمعــة مضيئــة نحو جامعــة القرآن الكريم والعلوم الإسلاميــة وتخرج من كليــة اللغة العربيـة وعرف أنه يحب لغة الضاد وحروفها وهي المجال الذي يعشقـه بعناد كما أن طبيعة بابكر المحب للقراءة والكتابــة وشيوع المعرفــة دفعت به للعمل في مجال الصحافـة والاعلام وهو المجال الذي إستقبلـه بحب .. وإندمج بابكر مع ذائقــة أهل الإعلام والثقافـة والأدب حتي أصبح واحدا منهم يلبس لباسهم ويأكل طعامهم ويرتاد مجالسهم بإستمرار ويشاركهم الرباعيات الشعريـة ومنظومات الأدب والشعر بنوعيــه الحديث والشعبي والمديح النبوي إذ أنه يمتلك صوت ندي ثم أصبح بابكر صحافيا شجاعا لا يخشي في الحق لومة لائم ومثقفا عميق المعرفــة خدم مجالـه بإخلاص ودون أن ينقص من تطلعاتـه الأخري وطموحاتـه الأكاديميــة فإتجه إلي دراسة مرادفة وهي القانون الذي بدأه من جامعة النيلين التي تخرج منها بدرجة البكلاريوس ثم واصل دراسة القانون فحصل علي درجة الماجستير وحتي يكمل خبرته بطبيعة العمل القانوني وتضاريسه إمتحن المعادلــة وهو الإمتحان المؤهل إلي ممارسة مهنــة القانون وإجتازه الإسبوع المنصرم بكفاءة وبذلك حصن دراستـه الأكاديمية بشهادة معيارية تسمح له بإرداء كارفتة القضاء الواقف وروب القضاء الجالس بكفاءة مهنية ومعرفيــة .. بابكر شاب متطلع جدا إلي قضايا الشأن العام الوطني ومتابع فاعل في نقد تجارب وصراعات النخبـة السياسية السودانية ولديه قناعة راسخة بفشلها وعدم قدرتها في إنتاج الوضع الأفضل ما لم تتصالح مع واقعها وتصلح حالها والي ذلك الحين قناعة بابكر يحيي أنها غير قادرة علي إستيعاب طاقات الشباب ولا تمتلك الجرأة علي الإنفتاح علي كل المجتمع السوداني ومؤسسات المدنيــة .. بابكر يحيي متخوف بل مهجس من الكاكي العسكري ومتحفظ علي تجارب مشاركة العساكر في النقاشات السياسيــة وتمكينهم من إدارة الشأن السياسي بصورة كاملــة كما لديه قناعـــة راسخــة يختلف الناس أو يتفقون معـه
بإيجابيــة المنظومة المدنيـة وديمقراطيتها التشاركيــة ويحدوه أمل بأنها أي (المكونات المدنيــة) رحيمــة إذا وجدت إصلاحات طفيفــة علي منهجها ووسائلها بإمكانها ردم الهوة الوطنية التي أنتجتها سياسات وصراعات النخبــة السودانيـة الفاشلــة وسياسـة المحاور الإقليميــة وهذا رأي محل نظر ونقاش من الكثيرين لكنه يظل رأي مركوز في مخيلــة بابكر يحيي حتي يأتيه العكس ويقيني أنه علي إستعداد لإتباع الحقيقة متي ما أقتنع بها وإنخراطـــه فيها بما يعزز دور الشباب بدل من حصارهم في ظاهرة الإحتجاجات والصياح الفارغ بدون محتوي وغير معلوم النتائج والأهداف النهائيـــة .. تظل الحريات العامة وتمتع الشباب بحق إبداء الرأي قيمة أخلاقية وقانونية أصيلة عند بابكر يحيي غير قابلة للسماح لآخرين بتتبعها وتقييمها بأي حق وبأي زاوية نظر وهي حق مطلق وليس منحة .. بابكر صريح في حوارات الضمير والمحاسبة وهو ليس من طينة المثقفين والاعلاميين المتنكرين لواقعهم وإنحيازاتهم الحضارية الفكرية والسياسية من أصحاب الخيالات والطموحات المجنحـة .. بابكر يحيي لم يسكت صوته المنافح عن فكرته ومشروعه العام فقد ظل صوت العقل الداخلي عنده ناطقا وناصحا ولم يترك مجالا للشيطان ولم يتواري يوما .. تحية وإحتراما أخي بابكر .. ومبارك النجاح وإمتهان القانون والصحافــة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى