من أعلي المنصة – ياسر الفادني – نفس الزول !

سنة الله في عباده هي تبدل حال الإنسان من أفضل إلي أفضل ومن أفضل إلي اسواء وبالعكس ، وسنة الله في الحكم أن يصبح السجان سجينا ويصير السجين سجانا ، ولا خلود في الحكم مثلما لا خلود في الحياة ، فرعون مصر في لحظة غطرسة وتجبر قال أنا ربكم الأعلي وضعف أمام مياه البحر التي اغرقته ، لم تنفعه ألوهيته ولا حكمه ولا صولجانه ، هامان الذي أوتي من الكنوز ما إن مفاتيحها تنوء بالعصبة أولي القوة خسف الله به وبداره الأرض فتهاوي وخر صريعا كما تهاوي قوم ثمود كأنهم اعجاز نخل خاوية ، غافل وجاهل من لا يقرأ التاريخ ويتعظ ….

السجان هو نفس الزول الذي تجبر وطغي وظلم نفسه أولا وظلم غيره ، حمل اوزار اثقلت كثفيه حملا حتي كادت أن تنهك رقيب من كثرة الكتابة ، حمل وزر الذين فصلوا من الخدمة المدنية بدون ذنب وقطع ارزاقهم هو نفس الزول ، الذي ظلم أسر هؤلاء المفصولين التي تدهورت حالها هو نفس الزول ، الذي جعل أبناء هؤلاء المظلومين يتحولون من المدارس الخاصة إلي المدارس الحكومية لقلة الدخل وظلمهم وحرمهم من التعليم الذي اعتادوا عليه ….هو نفس الزول

الذي إستولي علي أموال الناس بالباطل وغش الناس أنها سلمت لوزارة المالية وصرح بذلك والشاشات تشهد ، الأموال التي اخذها راحت في (غضب الله) لم تذهب إلي المالية ولكنها ذهبت إلي وزارة تدعي ( بير أم كُبُك) ولعل هذا( البير) لا يشبع ولايمتلي أبدا ، بير أم كبك هي الجيوب التي إمتلاءت سحتا ، بير أم كبك هي( الجضوم) التي إنتفخت شحما ودهنا من حرام ، بير أم كبك هي منقولات المظلومين التي تفرق دم اشياءها بين قبائل بني قحت ، بير ام كبك هي الشركات التي تم الاستيلاء عليها وعين لها اشخاص حولوا أرباحها لمصلحة أنفسهم أولا وإلي الذين استخدموهم ولجهاتهم الحزبية من فعل ذلك وأشار…..هو نفس الزول

من ظهر كثيرا في كل مؤتمر صحفي وذكر أن لجنته صادرت وتحفظت علي مبلغ كذا بالأرقام الدولارية وقال( سيصرخون) وظل يصفق له شرذمة تستفيد من هذا المال السائب وظن خطاءا بقوله أنه اثبت تهما لآخرين( سيبكون) ! إنقلبت الدائرة عليه وما قاله سوف يكون حجة عليه في التحقيق الذي يوجه إليه أسئلة أين ذهب ماقلت ؟ حيث لا إجابة.. هو نفس الزول …

من خول لنفسه أن يكون شرطيا ويكون النيابة ويكون القضاء في زمن الفوضي وخبط العشواء والحكم غير الرشيد العهد الذي يمكن أن نصفه كما وصفه ( ترباس) حينما قال : أنا شفت ناس ظالمين كتير…بس إنت أكتر من ظلم …..هو نفس الزول

السجان الذي بسببه كادت السجون أن تمتليء بمظلومين منهم من أتهم كيديا لانه له إتجاه سياسي معارض أو ظل محبوسا دون تهمة فارق أبناءه وأحبابه وأنهكه المرض ولم يحظ بالعلاج حتي…. ولم ينال ما كفله له الحق القانوني منهم من مات داخل زنزانته….. هو نفس الزول …

السجين الآن الذي يقبع في الحبس ولعله اصابته دعوة المظلومين الذين أكل أموالهم بالباطل والذين زج بهم في غياهب السجون ، لعله أصابته لعنة اللاعنين وصار حبيسا بالقانون وحاله لا يحسد عليها….. هو نفس الزول ….الذي غفل وظن أنه خالدا فيها ولا يعرف أن ( الدنيا دوارة) ….هو نفس الزول .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى