
السمحة والشينة
المواجبة فى السراء والضراء من عقيدة المسلم وعرفية مجتمعات إنسانية متعددة، شاعرنا عبدالمنعم عبدالحى طيب الله مرقده تشوق من منفاه الإختيارى للأهل والصحبة ولكل جميل فى الحى وللشينة ولو صعبة،شاعر مواجبة لازمه الحنين للمكابرة فى السراء والضراء بين الأحياء وفى الفرقان والقرى والحلال و قد أوحشته الغربة وأوقعته فريسة وصيدا فى حضن الحنين غير سهل وباعدت بينه واللقاءات الحميمة والدفيئة و ذاك الإحساس الفيتورى بالوحدة فى حضرة الآخر، شاعرنا الأرق وبلسم الوجيد محمد مفتاح الفيتوري خلّد غير الاشعار أقوال باقيات بصوته المؤثر والدفئ، مما أشجن به قولا عن مشاطرة الآخر بذوبانه هاوياً فى حضرته ومتماهياً حد إحساسه بالوحدة ليسمعه ويؤانسه بكل الجوارح،استشعرت هذه الفلسفة الفيتورية فى أمسى بين أحضان السفير ماء العينين وثلة من العينين وللقلب أقرب، وللفيتوري قدح معلى وحظ أعظم ببلاد فاس ومكناس وكما للطيب صالح فى اصيلة، مملكة المغرب الشقيقة زرت وأعزاء امس سفارتها بالخرطوم معزين ومهنئين فى حالة فريدة ولو ماثلتها أُخريات ونادرة بوقائعها التى هزت القلوب وزلزلت النفوس، سقوط الطفل ريان فى غيهب الجب الحلوك، الموت والرحيل حدث يقع كل يوم ومطلقا لايدخل دائرة الروتين والنمطية ولكن فى مثل حالة الطفل المغربي ريان بدا للدنيا والناس وكانه قادم مجهول لأول مرة من بين بلاد فاس ومكناس يراود الطفل ريان عن روح متبقية فى جسده النحيل المضعضع تلاوح وتراوح حتى يبلغ دوى السقوط المدى، والعالم كله يترقب باشفاق على ريان واعجاب بالمملكة عمليات الإنقاذ والإسعاف مالئاً غرف الأذينين والبطينين بالآمال العراض والتمنيات بحدوث معجزة مسرة وعن تسرية مما هو فيه ولكن قضاء الله الامضى بوقوع المصاب الحزين وموت الصغير والعزاء فى حياة الضمير،ابدينا للسفير ماء العينين وصحب دبلوماسيته نائبه جمال زهير والمستشارين عبدالوهاب وايوب إحساسينا بالحزن والفرح معا، عبرنا مواساة و للحزن تخفيفا عن عزائنا الحار للمغرب مليكا وشعبا وعن صادق تهانيننا لبلد أحسن وأجزل لتكريم الإنسان بتسخير كل الإمكانات وإبداء عظيم الإهتمام لانتشال الصغير من غيهب الجب ولكن المقدور البقاء فى المرقد الحلوك لغير الشقي الشفيع ريان.
*إبحار وإبهار*
مصعب محمود الحميم يلتقط القفاز ويشاورنى بأدبه فى الأمر للقيام بزيارة مواجبة ومحبة لسفارة ماء العينين فاستبشرت بالمبادأة وزيارة مقر سفارة المغرب ترد الروح وماء العينين كليم حفى باللغة وعذوبة مفراداتها ويخفض صوته حتى تكد تتحسسه من فرط الجمال والتأثير،مثقف شامل ،يحفظ عن حب وظهر قلب َبالوقائع والأشخاص تاريخية العلاقات والحميمية بين البلدين،قدّر على طريقته ايما تقدير زيارتنا باندياح قطعه بعد إستئذان لطيف ليرد على مكالمة هاتفية لا ترد، ثم نهض واقفا لاستقبال مهاتف لدى الباب هو لمتعتنا الأديب الأريب والسفير الفخيم خالد فتح الرحمن من نجمع والمغاربة على حبه وقد مكث بينهم سفيرا ولا انفع بأداء أقطع وأدبا انقع، خالد فتح الرحمن من سلالة أدب ماء العينين، جمعنا المزيج فردا فردا يحب هذا الخالد من استبق وجوده بيننا وفى عجالة ماء العينين مقرظا من استبق بينهم ذكرى وسيرة حسنة حية فى وجيد المغاربة، تبادلنا الكلمات فبزنا خالد بشاعرية بيتية من وحى الشجنية و جاراه ماء العينين وداليا الياس والشيخ الحكيم، هوّم بنا وطوف ماء العينين مبحرا ومبهرا ومقدرا لنبل زيارة التعزية والمؤانسة تسريةً قاسما مشتركا سودانيا مغاربيا، لو عبدالمنعم عبدالحى فذ شاعريته حي بيننا بجسده وروحه حمدا بيننا لازالت تسعى،لصور جلستنا تلك برائعة اخرى ومزاجها ذات المشاعر الشجينة والدفينة رابطا افخماو أعظما بين السودانيين والمغاربة الحفيين ببعضهم بعضا لدى وقوع الملمات ونوائب الدهر و المسارعون بالتقاط كل ريان سقط فى غيابت الجب ولا يكتفون متشاطرين الافراح و ودفء الليالى الملاح. ولعمرنا تلك هي الروح المغذية لشرايين الأخوة وأوردة الصداقة السودانية المغربية النبيلة.