السماني عوض الله يكتب : السلطان دينار “تصفير عداد الكراهية”

عاشت دارفور فترة صعبة كثرت فيها الخلافات وتباينت فيها المواقف وتشتت فيها النسيج الاجتماعي وعلا فيها صوت القبيلة بسبب
الحرب الأهلية التي دارت فيها مما قادت الي تفشي خطاب الكراهية وتباين المواقف السياسية مما القي ذلك بظلال سالبة على النسيج الاجتماعي في السودان عامة ودارفور على وجه الخصوص.

و التشاكس الذي يحدث بين المجموعات السكانية في دارفور إثر تأثيرا كبيرا على على تمزق هذا النسيج وأصبح التنافر سمة من السمات الأساسية في تلك المجتمعات وأدي الي حالة من الإحتقان مما إثر على الوضع العام في البلاد.

وفئة لا تريد أن يعود الوضع عما كانت عليه لأن عودته يتعارض مع مصالحها بل تقوم تلك الفئة بصب الزيت على النار وفئة أخري تعمل من أجل أن تقول “كفي” لأنها أدركت بخطورة ما يمكن أن يحدث قي حال تأزم الموقف.

وكان السلطان أحمد دينار من المجموعة التي قالت “كفي” بعد قالت المجتمعات “الروب”…… وكفي هذه لها تحديات وتحتاج الي تحركات من أدني الي أعلي… فاطلق دينار مبادرة الصلح والإصلاح والسعي لتنزيل المبادرة على الواقع… فهذه المبادرة تحتاج الي تحركات هنا وهناك.. فقد بدأ السلطان دينار هذه التحركات والمشاورات بغية الوصول الي “تراضي” كحد أدني.

ومبادرة السلطان دينار تعد الأفضل والنواة الحقيقية لبناء السودان باعتبارها قامت على المجتمعات أنفسهم والمتضررين من خطاب الكراهية والمكتويين بنار هذا التمزق… فهي مبادرة تمهد لقيادة حوار حول الاستقرار المجتمعي والعمل على نبذ الفرقة والتشتت وتدعم في ذات الوقت المصالحات المجتمعية ورتق النسيج الاجتماعي وتصفير عداد الكراهية.

مبادرة السلطان دينار تحتاج الي الدعم المعنوي اولا والتشجيع من المكونات المختلفة سياسية ومجتمعية ومنظمات المجتمع المدني وغيرها في سبيل خلق تلك النواة.

وقد سعي السلطان دينار ولا يزال يسعي بين الناس لتحقيق اكبر قدر من الإجماع حول مبادرته والتي حتما اذا وجدت الالتفاف ستحقق المعجزة التي عجز عنها السودانيين طيلة السنوات الماضية وقطعا ستعمل هذه المبادرة على تصفير خطاب الكراهية وتنبذ العنف وترتق النسيج الاجتماعي وتقود الي الاستقرار الذي تنشده الساحة السياسية.

والسلطان دينار يعرف مكامن البلاء ويدرك الحالة التي وصلت إليها المجتمعات من التنافر ولكنه لم يقف مكتوف الأيادي ويري السودان تتمزق أوصاله وتستباح فيه الدماء رخيصة وتقتل فيه النفس التي حرمها الله الا بالحق . فهي فرصة تتطلب ان يركب الجميع قطار المحبة والوئام وصولا الي المحطة النهائية زيرو كراهية وزير تفرق ووطنا شامخا يسوده التراضي الوطني وينبذ فيه خطاب الكراهية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى