أجراس فجاج الأرض- -عاصم البلال الطيب*- من الباب الشرقى -على الريح السنهوري

▪️فى المصعد
فى بغداد فى التسعين، وعراق صدام فى عز هجير الحصار وهجران الأحباب، في مصعد فندق الرشيد إلتقيت مرات سودانيا مع الإكتفاء بتبادل التحايا ولدى باب الخروج كل لوجهته، الوجود السودانى لا يثير اهتمامك والباب الشرقى فى سوق بغداد كما السوق الخرطوم العربى، سودانيو العراقية يملأون الآفاق ويسدون الطرقات،تسأل شايباً فلاتعجب لو اعلمك بقدومه لبلاد الرافدين شابا يافعا، سياسة حزب البعث وعقيدته القومية والعروبية والإشتراكية مقدمة علي الأديان والاعراف والأجناس والأعراق،بعث العراق بقيادة صدام يفتح ما بين دجلة والفرات وتحت سوق نخلات الحصار العجاف المتراميات حدادى ومدادى لكل متعرقن ومتبعثن قدم لدراسة او تجارة أو للبحث عن فرص للعمل، وتبدو سياسية البعث ترغبية تبشرية وإلا ما اجتذبت السودانيين من كل فجاجه وأصقاعه وأنحائه، الباب الشرقى ينبئك، دخلت هذا السوق لأول مرة في معية سودانى مصعد الرشيد من عرفته بتتالى المصادفات ومن ثم ارتشاف الحامض شاى الليمون العراقى سر اللذات، مصادفى قنصلئذٍ بعد لم ينتقل لمقرى العمل والسكن متخذا من الفندق خندقا لطلعات للباب الشرقى مخفيا هويته إلا عن واحد من ابناء بلدته ود اب قوتة ترزيا هناك محله مجمع السودانيين وقد كان بمثابة عمدتهم العارف سرهم وجهرهم، قضيت أوقاتا لا انساها رفقة القنصل وود ابقوتة الذى لا أدرى أيذكرنى وتلك الايام لو لازال يشاطر الخليقة أنفاس الحياة،ولا أنسى مشيتنا راجلين من محله لبيته عبر ازقة حواري بغداد لتناول وجبة سودانية،قرأت هناك فى دفاتر ومذكرات ومابين سطور سودانيى العراقية مستفيدا من رفقة القنصل ورسمه لقراءة المشهد بعفوية تعينه على اداء وظيفته وخدمة رعاياه و لو كانوا من المتعرقنين والمتبعثنين أسياد بلد،بعث صدام تنظيم دولة من العيار الثقيل للولاء قدح عظيم فى التنسيب من كل القوميات والأديان، وللسودانيين المتبعثنين شأو عظيم جراء تقدير من القائد صدام للشخصية السودانية، اذ خضع مما يبدو سودانيو العراقية لتدريبات متنوعة مدنية وعسكرية متقدمة، راحلنا بدر الدين مدثر من قيادات البعث السودانيين العظام المحظيين كانوا لدى القيادة القطرية بوضعية خاصة أدخلته دائرة القلائل على الإطلاق من يدخلون علي صدام حسين القائد البعثى المهيب فى كل الأوقات، شهدت وضعيته هناك من حاشيته، ليس وحده من بيننا فى هذه الدائرة،معه الشيخ على الريح السنهورى أمين سر البعثيين القوميين الإشتراكيين السودانيين من يبجلونه وباسمه لاحافاً ولا مقروناً ينادونه انما بالقائد او الريس مما يرشح و استوحيت من مخالطة إخوة بعثيين عرفني عليهم من عرفنى وشاركت فى لماتهم وموائدهم فى الإنقاذ والإنتقالية ومما احفظه لهم اخذ راحتهم فى احاديثهم البعثية الأشواق فى ما بينهم فى وجودي ويعلمون ما من بعثية فى عروقى،والواقع ليس لديهم اسرار وعقيدة البعثية مبسوطة للإعتناق ولرفاق السنهورى كلمة كانت فى حكومة قوى إعلان الحرية والتغيير هذا قبل إطاحة قرارات القائد العام فى خمسة وعشرين إكتوبر من عام واحد عشرين عشرين بالمشهد برمته وإلقاء السنهوري وصحبه فى غيابت جب إلقاءً لم يطل فيه المكوث ليخرجوا غير مستسلمين متحدين ولأطرافهم لامين للعودة بالثورية اوالبعثية.

▪️من الحقيبة
ثم طال زمان لقائى بالعراق بذاك القنصل لأكثر من عقدين إلتقيته بعدها إثنتين إنتقاليتين، مرة فى مقر إقامة دبلوماسى بالخرطوم لم نتعرف على بعضنا سريعا وقد نالت السنوات من كلينا وفعلت ما فعلت حتى استعدنا شريط الذكريات، كنت فى العراق زائرا بمحض مهنتى وهو بحكم وظيفته ولكن تلاقينا فى الباب الشرقى، لم يكن محفل اللقاء الأول بعد غيبة طويلة مناسبا لطق الحنك والحرف وتبادل الآراء حول مآلات الفترة الإنتقالية،هذا قبل قرارات القائد العام من يصفها صاحبها ومن يمثلهم بالثورة التصحيحية بينما يصفها السنهورى والرفاق بالإنقلابية علي الشرعية الثورية، فبأى الأوصاف ياترى واسِمها القنصل لو قابلته ثالثاَ وبعد لقاؤنا الثانى فى هذه الفترة الإنتقالية فى بيت عزاء ديبلوماسي صديق مشترك؟ كان بيت العزاء أول أرض سودانية خالصة تجمعنى وسعادة القنصل لما قابلته المرة الأولى وبعدها بالتراتبية بات سفيرا فى امريكا اللاتينية ومن بعد فى بغداد من يعرفها كما جوع بطنه، مياه صافية جرت وعكرة بين جسرينا، فسحةٌ بيت العزاء للدردشات غير المكتملة بدخول الصائحين الفاتحة والأكف مضروعة،تغادر بيوت العزاء وحتى من قصص في نفسك لم تكملها او تسمع نهاياتها، هى الحياة، موت وحياة حتى للروي والحكى. التقيت والقنصل والإنتقالية مأزومة وحكومة د حمدوك مخنوقة، لم ندع شاردة ووراردة متغلبين على انقطاع إشارات المواصلة والبيت بيت عزاء نحيله لكل شئ إلا لغرضه من اجتمعنا لاجله، طفر من بين كلم سمر سعادة القنصل والسفير الخبير بالشؤون العراقية والبعثية كما الجينة الوراثية إسم الزعيم البعثى علي الريح السنهوري ليصفه بعراب الإنتقالية الأول والاخطر وصفات أخر من قاموس وادبيات الاضداد للبعثية والقومية العربية،وللتدليل على تاثيرية شيخ البعثيين السودانيين على الريح السنهوري في الفترة الإنتقالية غير الخافية بوجود ابنائه فى مناصب ومفاصل الدولة الإنتقالية وحكومة حمدوك،يحدثنى السفير من حقيبة عمله بالعراق، أن الدخول لصدام حسين كان غير متاح وميسور لعزت الدوري ولكنه مسموح فى كل الأوقات للشيخ علي الريح السنهوري وبتوجيهات مباشرة ،عجبت واُعجبت والزميل الفوال يسستنطق بعد صمت طويل الرجل ل أخبار اليوم التي تحفظ له تعاونه مع منسوبيها كل ما قرعوا بابه من لدن الإنقاذ، قابل الفوال الرجل وخرج متأبطا حوارا مع سياسي قليل الكلام ربما لوضعيته وطبيعة حزبه ويكفى المسمى له كرجل اول بامين سر حزب البعث العربى الإشتراكى ،وللحوار مع مثله خصوصية وتاثيرية بينة لحزبه فى الإنتقالية وإن تضعضعت بصورة واخرى بعد قرارات الخامس والعشرين من إكتوبر ولكن الحزب العنيد لازال فى ذات الطريق،وجيل السنهورى مطالب بإرثاء ادبيات جديدة للعمل السياسى معينة للشباب وأجسامهم الجديدة لصياغة المستقبل بما يحقق دولة الكفاية والرضاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى