نصرالدين مفّرح : إستقالة حمدوك ليست حلا للأزمة السياسية في البلاد

نقلاً عن (سودان لايت)

لابد من التفاوض مع المكون العكسري

ستنصر الثورة وسيتوافق المدنيين والعسكريين على ادارة الفترة الانتقالية

يعيش السودان منذ قرارات الخامس والعشرون من اكتوبر الماضي، التي يصفها معارضون بأنها انقلاب على الحكومة المدنية، يعيش في حالة انسداد الأفق السياسي، وغياب افق حل للأزمة التي ما تزال تراوح مكانها.

وازداد الوضع اكثر قتامة بعد أن تقدم رئيس الوزراء الإنتقالي عبدالله حمدوك، باستقالته من منصبه في وقت متأخر من ليل الأحد، بعد أن فشلت كل مبادراته بما في ذلك اتفاق 21 نوفمبر في انهاء حالة التشاكس السياسي، الاستقالة المسببة لرئيس الوزراء تجعل من الصعوبة بمكان التكهن بمالات الأوضاع في بلد يعاني من هشاشة أمنية وصعوبات اقتصادية.

ولقراءة الأوضاع في السودان استنطق “سودان لايت” وزير الشؤون الدينية السابق نصر الدين مفرح وطرحت عليه العديد من التساؤلات والتالي كانت التفاصيل:

حوار : أم النصر شرحبيل

هل سيعيد الحراك الثوري الذي يشهده السودان الأوضاع لما قبل 25 أكتوبر؟

– التحية للشعب السوداني في نضاله من أجل الحرية والسلام والعدالة والكرامة الادمية، التحية لهم عبر التاريخ في ذكرى استقلال بلادنا ال 66، وأحي الشهداء مترحماً عليهم، واحي الجرحى متمنيا لهم الشفاء العاجل واحي المفقودين وأسال الله لهم العودة المأمولة، فالحراك الثوري في السودان ايقاعه سريع ومتقلب لكن كل الدلائل تشير إلى كتابة عهد جديد للثورة قوامه ميثاق جديد ووثيقة جديدة ربما تبنى على ثوابت الوثيقة القديمة مع اتفاق سياسي وميثاق شرف لحماية الديموقراطية في الفترة الانتقالية.

لكن كل المؤشرات تشير الى عدم الاستجابة لمطالب الحراك الثوري في ظل تمسك العسكر بالسلطة؟

لا أرى عدم الاستجابة وان تأخر لأنه لا قوة تقف أمام المد الثوري الجماهيري الباحث عن حضوره أولا قبل كل شيء فلابد من صنعاء وان طال السفر فيقيني ذلك من خلال مراقبتي ومشاركتي في الشارع.

في حال تم تشكيل الحكومة دون اشراك للحرية والتغيير المجلس المركزي ماذا سيحدث؟

لا تصمد الحكومة كثيراً وان صمدت لا تستطيع العمل بصورة جادة اعتقد ذلك.

هل فكرة التفاوض مع المكون العسكري ممكنة في الوقت الراهن؟

عندما طرح الشارع شعار لا تفاوض لا شراكة لا شرعية كان سقفه في التفاوض وفي أي تسوية فمن الضروري التفاوض مع المكون العسكري مهما كان سقف المطالب الذي أعلاه ترجل العسكر من السلطة السياسية والشراكة مع المدنيين على أسس وفرضيات جديدة تختص بالدفاع والأمن وحراسة مشروع الثورة لأن هذا هو الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة.

لكنر الشارع يرفض الحرية والتغيير؟

هذا غير صحيح وهذه لغة أعداء الثورة، الشارع له مطالبه وهي نفس مطالب الحرية والتغيير والتحالف المرحلي هذا مستمر وسيستمر حتى ينجز المهم وهو الفترة الانتقالية. نعم الاختلاف موجود والتباين واضح لكنه اختلاف وسائل وليس جوهر المطلب وحل الأزمة، لذا هذا الكلام يقال ليشق صف قوى الثورة ويصرفها عن قضيتها ليس إلا.

البعض يرى ان مستقبل الحرية والتغيير كتحالف مشترك إنتهى؟

السياسة فن الممكن، التحالف هذا أعظم ما انتجته ثورة ديسمبر حينما جمعت أحزاب أيدولوجيتها مختلفة ووسائلها مختلفة ورؤاها لإدارة الدولة مختلفة، رغم ذلك اتفقوا في مشروع الخلاص الوطني وإنجاز الثورة وإدارة الحكومة وافتكر انه سيتطور ويمكنه أن يدخل الانتخابات كتحالف بأسس جديدة وهو سيكون صمام أمان السياسة وان صلحت النوايا وصدقت الرؤى.

كيف تنظر لاستقالة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك هل ستكون نهاية للأزمة؟

الاستقالة ليست حلاً لكنها ستكون جزء من الحل إذا لم يستطع السيد الرئيس تشكيل حكومة أو وجد مقاومة لإدارة البلاد التنفيذية من قوى الثورة ولم تتفق معه مهما كان سنده.

هل تعتقد أن حمدوك فقد قاعدته الجماهيرية؟

لا لم يفقدها لكنها تقلصت بسبب قراءة الأحداث والتعاطي معها من قبل الثوار ونظرته هو لقربه من مصدر الأحداث، وهو يعلم بخطوته هذه، انه سيواجه بجزء من الشعب بخطوته الأخيرة هذه لكنه مقتنع حينها انها ستحقق جزء من حل وقد كان.

الرؤية السياسية التي طرحتها قوى الحرية والتغيير في بناء تحالف لهزيمة الانقلاب هل ستنجح الرؤية؟

أي رؤية ما لم تصدق نواياها لحل الأزمة وتوشح بعزيمة راشدة نحو الخلاص لا يمكن أن تنجح، فالمطلوب لنجاح أي مبادرة هو وضع حد أدنى للتنازل من المطالب لصالح الوطن.

ما هي توقعاتك للمشهد في الأيام القادمة؟
– ستنتصر الثورة وسيتفق أبناء الوطن على إدارة البلاد، وسيتم التوافق بين المدنيين والعسكريين على رؤية موحدة لإدارة الفترة الانتقالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى