خالد أبو شيبة يكتب: رجفة حكومة حمدوك

تفاجأت كغيري من السودانيين المشفقين علي الوضع الصحي بالبلاد والمحذرين من تفشي وباء الكورونا بخبر إعلان وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ظهر أمس بفتح المساجد والكنائس أمام حركة المصلين عامة بالعاصمة الخرطوم بعد توقف دام لأكثر من 40 يوما وللأسف الشديد صدر هذا القرار بعد سويعات قليلة من قرار إعلان استمرار إجراءات الحظر لمدة 10 أيام إضافية بالعاصمة
لم اتمالك نفسي من هول الصدمة عند قرائتي للبيان الي آخره ثم تعجبت مرة أخري عندما لم أجد فيه إشارة إلى إلزام المساجد بدخول عدد قليل من المصلين أو السماح لبعض السكان المجاورين للمسجد بأداء صلاة الجماعة فقط أو اتخاذ أي إجراء للتباعد الاجتماعي داخل وخارج المسجد كما يعمل به عالميا ‼️
وإنما القرار علي مايبدو في ظاهره نأئم علي العسل لسماحه للجميع بدخول المساجد والكنائس دون إستثناء كما كان في السابق قبل ظهور جائحة كورونا البلاد وهنا مكمن ( الخطورة ) عند ذهاب شخص مثلا مصاب ولا يحمل الأعراض لا قدر الله الي المسجد
ومعروف عن مساجد العاصمة الخرطوم الازدحام حتي في صلاة الصبح نتيجة للكثافة السكانية العالية
وتجد أنفاس الناس مع بعضها البعض بسبب التراص كما ظل يأمر أئمة المساجد ( تراصو فإن الله لا ينظر إلى الصف المعوج )
وأحيانا نشاهد انقطاع الكهرباء فجأة دون سابق إنذار في منتصف الصلاة بالمساجد ويخرج المصلين من المسجد يتصببون عرقا بسبب أنفاس المصلين مع بعضهم البعض
أري شخصيا أن في قرار وزارة الأوقاف والشؤون الدينية فتح المساجد والكنائس لهو بالقرار المتعجل وله تبعات خطيرة لأنه تم علي عجل ولم يضع في الحسبان آخر أحصائية توضح زيادة في أعداد الإصابات بولاية الخرطوم
والسؤال الذي يطرح نفسه علي أي أساس اتخذت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هذا القرار الغير مدروس
هل إلبلاد تسير بالفعل والحقيقة نحو خلوها من الإصابات بالمرض وهل اقترب السودان من إعلان القضاء علي الجائحة كما تم في بعض الدول المتقدمة ذات المعلومات الدقيقة
أم أن القرار أرادت به حكومة حمدوك التمهيد لإعلان السماح بفك الحظر العام بولاية الخرطوم وإرجاع الحياة الي طبيعتها قبل مجيء الجائحة فبدأت بالمساجد والكنائس خوفا من المتشددين الدينيين ❓
لأستغلال هذه المسألة الدينية عندما تبدأ بفتح الأسواق والمؤسسات الحكومية دون المساجد ذات التراص الاجتماعي الذي يتسبب في تفشي المرض علي وجه السرعة
لذلك رأت رجفة حكومة حمدوك من المتشددين أن تبدأ بعودة الحياة الطبيعية بالمساجد والكنائس ومن ثم عودة الحياة الي المؤسسات الحكومية وبعد حين الأسواق
إذن و وفق هذه المعطيات أصبحت حكومة الفترة الانتقالية تضع حسبان للمتشددين عندما تضع القرارات المصيرية المتعلقة بحياة الإنسان السوداني
من هذا المنطلق فعلي السودان السلام وعلي المنتظرين لتغيير الأوضاع الي الأفضل ورحاب الحرية فهم ينتظرون الرهاب

ونسأل الله السلامة

Exit mobile version