في محراب الود النبيل..إسماعيل نواي ” فرض ونافلة المكارم”

كتبه : السر القصاص

تجمعني لأكثر من 9 سنوات علاقة ود وإخاء بالرجل النبيل الأستاذ والناظر إسماعيل نواي احد أعمدة بحر ابيض تطورت ونمت في النصف الأخير من العقد الجاري ، هذه العلاقة الطيبة والتى أفخر بها كفخري ببياض نيتي وطيب سريرتي وكإعتزازي بإتقاد الفكر في العقول النواصح ، تميز هذا التواصل عن غيره بطيب وده وفواح طيبه وقد أخذت من كل بساتين الحياة نجاح تجربة وركوز فكرة وأعتقد جازماً ان هذا التواصل أخذ من كل مشروع طيب عند سائر البشرية خصلة ونكهة ، من لدن كانط وديكارت وابن النفيس وابن الجوزي مروراً بعطاء الله السكندري والشيخ البروفسيور قريب الله بحر العلوم و حتى عصرنا الحالي ، عصر الحمادكة (ماخوذة من حمدوك) إن كان فيهم رجل عالم عامل أو رجل صالح .

نواي ، هذ الرجل عرفته لهذا السنين واي رجل قد عرفت ! هيبة ومعرفة ومشورة وشورة ، وفوق كل ذلك أدب جم وحضور عالي ونقاء سريرة مثل بحرنا الأبيض هذا ، خصني بحميد النصائح ومدني بغذاء الأرواح وهو الفكر ، وزادني شرف بل وتشرفت أيما شرف بصحبته في مناطق عديدة ولقاءات حميدة جلها في هموم الناس و قضايا الكسوة والمعاش ، ان كان راي بعضهم غير ذلك اقول (مابالنا نشغل فضاء النفوس بضيق بئيسها ، ونفسح للأراء قدر محبتنا للحياة وقبلها لخالقنا وباري تصورنا، ما خلقنا لنعيشها بطريقتهم ولا جبلنا على المضي في ما يقودنا لحتفنا وهلاكنا ، نعمر أرض قلوبنا بطيب الناس او ما عرفناه منهم وعنهم وبهم ، فليفرح لسعدنا من يفرح وليحزن من قولنا من يحزن ما ضرنا بشيء ! او كما قال بروفيسور غندور.

عرفته عن قرب وسرني بأشياء ما كنت اظن انها ستأتيني ، وعرفت فيه المثقف والقارئ المطلع ، مع أسفي الشديد من واقع انه لم يكتب حتي الان بعض من تاريخه وتاريخ أهلنا في جنوب النيل الابيض وكل أصقاع الولاية لما يتمتع به من معرفة ومعايشة ، بل وكل ربوع بلادي الحبية ، وأسفي انني لم أراه كاتباً لو على سبيل المقال ، وهذا الأسف أسوقه اليوم كدعوة للبدء الان وقبل الغد في ما يتيسر ، فبعض الحكايات لم تروي ، وبعض المواقف ظلت حبيست لحظة حدوثها ، وقصة نهوض هذه الولاية “الحزينة” (ظرفاً) لم تقص حتي الان ، ولعلكم تعرفوه جيداً فهو المفوه والخطيب ، ورب البيت البيت والصديق ، وقد يكون الضد عند بعضكم ولكن هذه طبية الأشياء تختلف ليس فقط في زوايا الرؤية بل حسب ما درسنا في علوم الكيمياء تحتلف حسب بعد الزاوية عن مركز النظرة او تقييم المواقف .

أكتب هذا وفي النفس أشياء من حتي ! ولأشهدكم بتقصير كبير وقعت فيه فلقد فاتني أن أعزيه في وفاة والدتنا امه وام الجميع لها الرحمة والشفاعة وخالف الطاعة والأعمال الشجاعة المبذولة بالطاعة و(الطواعة) ، لظروف وإن تعددت وصعبت ما كان لي ذلك ولكنها أرادة الله .

إيضاً اكتب اليوم وانا اتذكر اننا اليوم أمام تحدي كبير على مستوي البناء الفردي والإجتماعي بالنيل الابيض وعموم السودان ، بل وفي كل اصقاع الدنيا بعد ان إجتاحت كورونا الناس وجندلتهم وأرتهم قدرة الله ، فهو الأحق بالحمد والثناء والشكر الفخيم المبجل لذاته في كل حل وترحال وعند السؤال وبين كل حال .

أيضا عرفت فيه (نواي) فراسة سودانية بائنة وان بدأ منها اللين ! وأشهد له بمواقف ما قصت على قريب ولا بعيد ، ظلت كما هي حكت نفسها للحيظاتها وسار كما مالم يكن هناك شيء .

لعلكم تسألون عن سر وتوقيت هذه الشهادة ، لذا فأنني أقول ،و لعلكم ايضا تعرفون ان الزهر يقوي بإستمرار السقيا ، فإنني أسقيها لتقوي ، وتعرفون أيضا، ان الأرض اذا ما أقبل الخريف نظفت لتثمر ، وها أنا أنظف العوالق والحشائش عنها فيا مرحي ! ولعلكم تعرفون ان الله تعالي يعظم من يتزاورن فيه ، وها انا ازوره في الله ولله ، وان لم يحسن الناظر إستقبالنا عاودتكم بمقال آخر وسنحكي فيه عن أدب الناظر في رد الزائر .

سادتي ، مهنة الإعلام هي عين الشقاء وبعض آيات الرضي، لما لها من بواعث قد تأتيك في كل لحظة ودونما اي مقدمات ودونما (رتوش) وطالما أننا قبلنا التحدي وسرنا في ذلكم البحر فإننا على إستعداد ان نلبي نداءاته المختلفة وما اخفي !

ونختم في هذا المحراب بين الفرض ونافلة والمكارم

ركاب على شلق بنات الريح
يا جدري النزيله الدم كرف فى القيح
صاقعة التلوى المقابلة تسيح

ما بحركو الكشكيش
والقلب إن رجف ما بينفع الحريش
الجنيات وراك فى الحله آفة عيش
ود المقدره البيعزم على الما فيش

 

 

 

Exit mobile version