مخلص أمين ناصح يكتب : نحو عبور آمن للفترة الانتقالية

لا شك ان بلادنا تمر بأخطر منعطفاتها السياسية على الاطلاق منذ الاستقلال في منتصف خمسينيات القرن الماضي.
نحن الا بين يدي مرحلة استكمال مرحلة انتقالية تقودنا الي انتخابات حرة ونزيهة تمكننا من بناء امة سودانية موحدة، آمنة متحضرة، متقدمة ومتطورة للحاق بركب الأمم.
وغني عن القول ان مشكلتنا الاساسية هي الخطاب السياسي الذي يعتري قوانا السياسية فهذا الخطاب لا يقبل الاخذ والرد، رغم علم الجميع ان الفهم المتبادل عن طريق الحوار هو السبيل للأرضية المشتركة.
ليس مطلوبا ان نوحد الاراء حول القضايا لأن ذلك مستحيل ولكن المطلوب ان نبحث عن الحلول من زوايا مختلفة يمكن ان نتنازل لما فيه المصلحة العامة ولو على حساب الحظوظ الشخصية والحزبية‘ فالعمل المشترك ممكن حتى بين جماعات تختلف في اهدافها ومنطلقاتها الفكرية والسياسية.
وما دمنا نعترف ان التجدد في السياسة هو الاصل، فان علينا ان نفكر بخطاب سياسي متجدد يستجيب لمتطلبات المرحلة بدلا من خطاب التهديد والوعيد وتبادل التهم والالفاظ الجارحة.
اهم متطلبات المرحلة هي بناء الثقة بين الاطراف المختلفة والمحافظة على السلام ووحدة الوطن وتعزيز الامن بمفهومه الشامل وكفالة حقوق الانسان حتى نحقق الانتقال السلس نحو غد مشرق.
ولعل توقيع الاتفاق السياسي الموقع بين رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك يمثل بارقة أمل نحو العبور السلس بما تبقي من الفترة الانتقالية، بل انه يمثل الفرصة الاخيرة لنا كسودانيين لنثبت اننا شعب يترفع عن الصغائر ويسموا بخطابه السياسي من اجل مصلحة الوطن.
نحن الان نعيش ساعات تاريخية حاسمة، وكل شيء واقف في مفترق طرق التطورات الصاخبة، فهذا الوطن شبع من المنقذين ومبعوثي العناية الالهية وطفح كيله منهم، ويبحث الان عن خلاص ومخرج من هذا الضياع والتشرذم, ويتطلع في الوقت نفسه الى ما يسمي بالفعاليات السياسية علّ هؤلاء يضعون خصوماتهم جانبا لانقاذ الوطن.
تأمل الاغلبية الصامتة الصامدة من ابناء هذا الشعب ان يترفع كبراؤنا عن الصغائر وأن يجلس الفرقاء ويتناسوا خلافاتهم السياسية والالتفاف حول الاتفاق السياسي الاخير الذي تلبي بنوده جل تطلعات ورغبات الشعب السوداني والخروج من هذا النفق المظلم نحو شواطيء آمنة تلبية لاشواق جموع الشعب السوداني.
دعونا نعتبر توقيع الاتفاق السياسي نقطة الانطلاق للتعاون بين جميع الفرقاء السياسيين وأن يضعوا خصوماتهم جانبا من اجل مصلحة الوطن حتي نجنب بلادنا التشظي والتشرذم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى