قائد ميداني : قياداتنا في السُلطة إنشغلوا بالعمل السياسي وأهملو الترتيبات الأمنية

نائب القائد العام لقوات تجمع قوى تحرير السُودان الفريق عبود ادم خاطر لـ"الأهرام اليوم" بمناسبة مرور عام على إتفاقية "جوبا"

عدم جدية المكون العسكري وراء تأخر تنفيذ الترتيبات الأمنية

الصراع السياسي حول الحاضنة السياسية تسبب في تعطيل إتفاق “جوبا”

تقرير لجنة والي شمال دارفور حول حادثة “كولقي – قلاب” لا يمت للحقيقة في شئ

تنفيذ اتفاق السلام في حاجة ماسة لإرادة سياسية قوية

مر عام منذ التوقيع على اتفاقية جوبا لسلام السودان، ورغم مرور هذه الشهور الا أن تنفيذ بنود الاتفاق بحسب الموقعين لم يتم الالتزام بها سوى جانب المشاركة في السلطة ، اتهامات عديدة وجهت للحكومة الانتقالية وتحميلها مسؤولية عدم تنفيذ بنود الاتفاق لعدم جديتها ، بهذه المناسبة طرحت “الأهرام اليوم ” عدد من التساؤلات ووضعتها أمام نائب القائد العام لقوات تجمع قوى تحرير السودان الفريق عبود ادم خاطر والتالي كانت التفاصيل :

حوار : أبوبكر مختار – الاهرام اليوم

ما هى أسباب تأخير تنفيذ اتفاق الترتيبات الأمنية رغم مرور على التوقيع على إتفاق “جوبا” للسلام؟

أولاً الرحمة والمغفرة لكل الشهداء طوال مسيرة النضال والثورة المسلحة مرورا بالثورة الشعبية السلمية حتى سقوط نظام الدكتاتور عمر البشير ، كما نسال الله العودة الشفاء للمصابين والجرحى وعودة حميدة للمفقودين، وبالعودة للسؤال لا شك أن هنالك خلل و بطء و سؤ تقدير في كيفية إنفاذ برتوكول الترتيبات الأمنية و بطء الإجراءات التي أدت الي تأخر تنفيذها، رغم ان المعلوم في هذا البند أنه من البنود الذي يعد أكثر أهمية في الواقع الأمني و السياسي و الانساني و لها أنعكاسات سلبية واسعة في تدهور الأحوال الامنية في البلاد و لا أعتقد هنالك شخص عاقل يرفض إنفاذ برتوكول الترتيبات الأمنية لأن مآلاتها خطيرة جدا علي استقرار و أمن المواطن لا سيما مواطن دارفور الذي ظل يعاني من زعزعة الأمن و الاستقرار لعقدين و نيف لذلك نري أن عملية انفاذها تأخرت كثيرا بحسب الرغبة الملحة لمكونات مسار دارفور العسكريين الموقعين علي إتفاق جوبا لسلام السودان ، كنا نود حسب الرغبة تنفيذ بند الترتيبات الأمنية قبل اي بند لأهميتها.

برأيك لماذا لم تنفذ حتى الآن هل هذا يعني بأنه لا توجد إرادة كافية لتنفيذها؟

يبدو هنالك تقاطعات بيننا بسبب عدم الجدية فى تنفيذ بند الترتيبات الأمنية من المكون العسكرى وأجهزته الأمنية في الإجراءات المتعلقة بإنفاذ هذا البند المهم و أن لم يكن قولي صحيح ما الذي يمنع من إنزالها في ارض الواقع و الاتفاقية مضت عليها عام من لحظة توقيعها و الملاحظ في ذلك أننا تجاوزنا الجداول المدرجة بالاتفاقية الخاصة بالترتيبات الأمنية بل كل البنود حسب الجداول كان ينبغي أن لا يتجاوز الأشهر لكن بكل آسف بعد مضي عام نحن حتي الان في العتبة الأولي وهي المعنية بتكوين اللجنة العسكرية العليا المشتركة التي تتكون من ضباط كبار من أطراف قوي الكفاح المسلحة و ضباط من القوات النظامية و هو الإجراء الأولي الذي كان بقترض أن تبدأ من الوهلة الأولي من يوم توقيع الإتفاقية.

لكن هناك من يقول أن قياداتكم السياسية الموجودة في الداخل لها دور بارز في تأخير تنفيذ الترتيبات الأمنية؟

أرجو أن لا يفهم و يفسر وجود عدد من قواتنا بالداخل خارج أطر إنفاذ برتوكول الترتيبات الأمنية وهو بالتاكيد يعكس مدي الجدية و الحرص من قبل قوي مسار دارفور صحيح رغم وجود قيادتنا السياسية الفاعلة علي مستوي السلطة في المجلس السيادي و الجهاز التنفيذي لكن ان هولاء انشغلوا بقضايا ذات صلة بالعمل السياسي و التنفيذي و تركوا شأن الترتبيات الأمنية للقيادات العسكرية بالمسار دون التشاور المستمر معهم رغم اننا لا نري هنالك ضرورة الأهتمام ببند و غض الطرف عن بنود الإتفاقية الأخرى و أعني بذلك ضرورة إنزال بنود الاتفاقية جميعا علي ارض الواقع بعيدا عن التجزئة.

برأيك كيف تنظر للبطء الذي لازم اتفاقية جوبا بعد مرور عام من التوقيع عليها ؟

نحن نعزي البطء الذي لازم إنفاذ إتفاقية سلام جوبا الموقعة منذ عام مضت الي عدة عوامل منها عدم جدية شركاء المرحلة الانتقالية و كثرة انشغالهم بالصراع السياسي حول الحاضنة السياسية للحكومة عن من هو الأحق بالحكم بجانب ان البلاد تمر بأزمات اقتصادية و اجتماعية خانقة و لذلك الناس أصبحوا فرقاء ليسوا علي قلب رجل واحد حول انفاذ اتفاق السلام و أهميته في إرساء الأمن و الاستقرار بالبلاد رغم انني أري ان بعض المبررات التي يتحدثون عنها في الواقع لا علاقة لها بإنفاذ السلام كليا لأن إنفاذ اتفاقية السلام في المقام الأول في حاجة ماسة لإرادة وطنية خالصة قبل إتخاذ الإجراءات و الخطوات المتعلقة بإنزال بنودها علي أرض الواقع و الجميع يعلم أن دولتنا ليست الدولة الفقيرة المعدمة التي تجعل من الأزمة الإقتصادية لوحدها عقبة في إنفاذ إتفاق السلام.

الفترة الانتقالية مهددة بالانقلابات العسكرية وان احتمالية الانقضاض على التحول الديمقراطي تبدو أقرب من أي وقت مضى كيف تعلق على ذلك؟

المعلوم في تأريخ الانقلابات العسكرية التي حدثت في البلاد ، إبان عقود مضت وهو ما أضرت بالاستقرار السياسي و أدت الي التخلف الخدمي و اقعدتنا من التطور و الإستقرار في كل النواحي بالتالي نحن بعد تجربتنا الطويلة هذه في النضال و الكفاح من أجل المواطن لن نسمح بتكرار الانقلاب مرة أخري عقب الثورة التراكمية العظيمة التي أسقطت الدكتاتورية الطاغية التي جثمت علي صدر الشعب ثلاثة عقود و نيف ، لذلك نعمل و نطمح بالمزيد من التوافق السياسي و الفعل السياسي الجاد من أجل الانتقال الديمقراطي و إقامة إنتخابات حرة نزيهة لينعم المواطن بالأمن و الإستقرار في ربوع السودان.

مرة قرابة الشهرين على حادثة منطقة “كولقي” ولم تخرج حتى الآن نتائج التحقيق النهائية لماذا؟

بحكم انك اعلامي متابع لما حدث بمنطقة كولقي كما أن الجميع يعلم أن هنالك لجان شكلت من المركز و ولاية شمال دارفور حيث الحادثة أن اللجنة الأولي شكلت من مجلس السيادة برئاسة عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي و عضوية كل من القيادات العسكرية لمسار دارفور و ضباط من القوات النظامية و الشرطة و الدعم السريع و المخابرات العامة و قيادات سياسية من أطراف العملية السلمية اما اللجنة الثانية هي فنية ولائية شكلت من والي ولاية شمال دارفور نمر عبدالرحمن برئاسة وكيل النيابة الأعلي لولاية شمال دارفور و عضوية كل من ضباط من قوي الكفاح المسلحة و القوات النظامية و الشرطة و أفراد من مسرح الجريمة بالولاية والحديث عن أحداث كولقي _ قلاب التي راح ضحيتها العشرات من ضباط و ضباط صف و جنود من قوي الكفاح المسلحة بالضرورة أنها حادثة مزعجة و مؤسفة بالنسبة لنا.

ماهو السبب الرئيسي وراء وقوع هذه الحادثة؟

المسببات الأساسية في وقوع الحادثة علي صلة وطيدة بالتأخر الذي حدث في إنفاذ بند الترتيبات الأمنية و أن لم يكن الامر كذلك من أين يجد المواطن السلاح ، كما نعلم ان الحادثة حولها الكثير من اللغط و الكلام المبهم و الدليل علي ذلك النتيجة المفضوحة التي خرجت بها اللجنة الفنية المكونة من والي ولاية شمال دارفور وهي المعنية بتقصي الحقائق حول ملابسات الحادثة غير انها أتت مثل سابقاتها ( لجنة التعايشى + عبدالرحيم دقلو ) و لم تأتي بجديد يذكر و كل ما ذكر في ذلك حديث مطاط لا يمت للحقيقة في شئ” كيف تقول اللجنة في تقريرها أن الشهود المحايدين لم يتمكنوا من معرفة مصدر إطلاق الرصاص او الطلقة الأولي من اي جهة أتت و عن ماهية النتيجة الحقيقية” هل كان “هجوم ام كمين.

أين وصلت نتيجة التحقيق ومتى يخرج التقرير للرأي العام ليعرف الحقيقة كاملة؟

حسب معلوماتنا أن التقرير رفع لمجلس السيادة لمناقشته بمجلس الأمن و الدفاع بحضور قيادات قوي الكفاح المسلحة لذلك نحن في إنتظار النتيجة النهائية التي تأتي من قبل مجلس الأمن و الدفاع باعتبارها الجهة العليا التي تحق لها الفصل أو الحكم النهائي في نتيجة حادثة كولقي_ قلاب.

كثر الحديث مؤخرا عن تشكيل القوة الأمنية الخاصة بحماية المدنيين في إقليم دارفور لماذا تأخر تشكيل هذه القوة؟

إن تشكيل القوى الأمنية المعنية بحماية الأمن في دارفور قد تاخرت الإجراءات المرتبطة بها كثيرا و هي لم تنفصل من إنفاذ بند الترتيبات الأمنية و هي بالتأكيد تسهم كثيرا في استقرار الأمن بدارفور و أن شكلت هذه القوي في وقتها لما وقعت حادثة كولقي _قلاب و حوادث أخري في أنحاء متفرقة من ولايات دارفور.

هناك حديث أن قوى الكفاح المسلح بما فيها أنتم تجاهلتم جنودكم الموجودين في الخرطوم وتركتوهم يواجهون مصيرهم لوحدهم ؟

هذا مجرد إلصاق تهم القصد منه بث الشائعات لإصابة إنفاذ بنود الاتفاق في مقتل من قبل المرجفين الغير الراغبين في السلام و القوات الذي تتحدث عنه قوات منضوية تحت قيادة تجمع قوي تحرير السودان قوات منضبطة و علي قدر كبير من التوزان و المسئولية تجاه السلام و ما يروج له علي علاقة وطيدة بالتأخر الذي صاحب انفاذ بند الترتيبات الأمنية و إنزاله علي أرض الواقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى