فاطمة مصطفى الدود تكتب : عام على وقف المعاناة

أولت حكومة الفترة الانتقالية ومن خلال الوثيقة الدستورية التي تم التوقيع عليها مسألة تحقيق السلام في سلم أولوياتها حقنا للدماء وجمعا للفرقاء من أجل التواضع على كلمة سواء.

واوكلت هذا الملف للنائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو”حميدتي” الذي كرس كل وقته وجهده مستخدما الحكمة ومصالح البلاد فوق كل الاعتبارات حتي تحقق ما كان يصبو إليه في الثالث من أكتوبر من العام الماضي بجوبا حتي لقب برجل السلام حيث ظل يعمل في اتجاهين من أجل السلام في السودان وفي جنوب السودان.

ولعبت حكومة جنوب السودان دورا محوريا في هذه العملية وكلفت كبير مستشاري رئيس الدولة ليكون وسيطا بين الفرقاء السودانيين فوجد أيضا الاحترام والتقدير من الشعب السوداني.

إحتفلت الدولتين بالتوقيع على اتفاق جوبا لسلام السودان في مشهد عبر عن تسامح السودانيين وحبهم لدولتهم وصونا لكرامة انسانه وتوقف القتال وصرف الأموال في الحرب.

عاد شركاء العملية السلمية وانخرطوا في الحياة وتقلدوا مناصبهم وفقا لما تم التوافق عليه التزاما ببنود الاتفاق ورغم أن الاتفاقية لم تشهد تعثرا في بنودها وإنما لازمها البطء في التنفيذ حيث مر العام الأول لهذا الاتفاق وكثير من البنود لم تفتح وأهمها لم يتم تنفيذه وبعضه يشهد تشاكسات خاصة فيما يتعلق بالمسارات.

واليوم يعتبر بداية العام الثاني لاتفاق جوبا لسلام السودان ولكنه يجب أن يتم جرد حساب لما تم تنفيذه ومالم يتم تنفيذه والوقوف عندها لمعالجتها بذات الإرادة وذلك الحماس الذي وقعت به الاتفاقية.

وأعتقد أن الاحتفال بمرور عام على توقيع الاتفاقية يجب ألا يكون عبر تبادل التهاني والخطابات المنمقة وإنما من خلال الوقوف عند الصعوبات التي تواجه تنفيذ بنود الاتفاق ووضع الحلول المستعجلة لها من خلال استخدام الموارد المتاحة دون اعتماد على المانحين الذين لن يفوا بوعدهم نحو عملية السلام في السودان.

وأطراف اتفاقية جوبا لسلام السودان والشركاء مسؤولين مسؤولية مباشرة أمام تنفيذ بند الترتيبات الأمنية باعتباره الأكثر أهمية ومعالجة ما يحدث من تشاكس فيما يتعلق بما يواجهه مسار شرق السودان ومساري الوسط والشمال بجانب ما وقف في مسار دارفور.

ولم يكن بند الترتيبات الأمنية الوحيد الذي يحتاج الي تحرك وإنما هناك العديد من المفوضيات التي تم التوافق عليها ومن أبرزها مفوضيات الأراضي والحواكير والنازحين واللاجئين وغيرها.

الموجودون الان بمخيمات النزوح واللجوء يعلقون آمالهم في العودة الي الديار ويعشقون المبيت في الحيكورة حتي يشعروا بالسلام وأنه حقيقة.

نعم هنالك إنجازات تحققت ولكنها دون الطموح الأمر الذي يجعلنا أن نطرق الباب حول ضرورة الإسراع في تنفيذ تلك البنود.

اخيرا… التحية لصناع السلام وإبطاله وللوساطة التي تستحق وسام الإنجاز وللنائب الأول وشركاء السلام الذين أكدوا أنهم قدر التحدي ونهمس في اذنيهم سارعوا باستكمال ما تبقي من ملفات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى