ضل الغيمة – الفاتح بهلول – زيارة مناوي لجنوب دارفور إستفتاء لحكم الإقليم … ولكن !!! (1_ 2 )

في صباح يوم ملبد بالغيوم حطت رحال المارشال مني اركو مناوي بمدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور والتي تعد ثاني محطة للرجل بعد تكليفه حاكمآ لإقليم دارفور عقب توقيعه لوثيقة سلام شامل بمدينة جوبا الرائعة.. هذه الوثيقة التي أقرت بالحكم الإقليمي من ضمن برتكولات قسمة السلطةلكن زيارة مناوي للبحير تعد هي الأولى من نوعها على مر تاريخ دارفور على حسب بعض الأشهاد الذين أكدوا أن تعبير أهل جنوب دارفور بعودة الإقليم قد فاقت فرحتهم به يوم أن خرجوا كبارآ وصغارآلإستقبال الراحل ابراهيم دريج في ثمانيات القرن الماضي كأول حاكم بعد ثورة قادها أبناء دارفور في ذاك الوقت ضد الحاكم آنذاك الطيب المرضي.. وما يؤكد ذلك هو تلك المعاناة التي وجدناها و نحن نشق طريقنا بصعوبة لأجل الوصول إلى إستاد نيالا الذي إمتلئ عن بكرة ابيه بجموع من المستقبلين هذا التدافع وهذه الحفاوة؟ جعلت اجفان مناوي تعجز عن منع ادمعه من أن تنهمر بالرغم من كواريزما مناوي القيادية التي قاد من خلالها حروبآ حامية الوطيس ضد نظام البشير فقد من خلالها عدد من قادته إضافآ إلى عدد من اسرته وبالتالي تكون الرسالة واضحة عبر لغة العيون أن الرجل يعلم جيدآ أن مهر الحرب لا يخلو من القتل و التشريد والتهجير والإغتصاب ونهب في الأموال وكل هذه الجموع تطلع لتضميد جراح تلك الحرب.. لتكون الصورة واضحة المعالم اما ناظريه لكن ليس بيد الرجل شيئ لمواساة أهل دارفور في ظل إتفاق حتى هذه اللحظة الكثير من إلتزامات الحكومة في رحم الغيب …

هذا التدافع الجماهيري الكبير يؤكد أن السواد الأعظم من أهل دارفور قد بصموا بالعشرة لعودة نظام الحكم الإقليمي و هذا بدوره يمثل إستفتاء حقيقي بيد أن حاكم الإقليم ورغم تصريحاته النارية التي إتسم بها بعد عودته إلى الخرطوم لم تشفع له كي يرتقي نحو منزلة الزعيم الملهم الذي يقود مجتمعه نحو الأفضل وذلك لكثرة النقاد الذين أكدوا فشل مناوي في قيادة الإقليم لا سيما تجربة السلطنة الإنتقالية التي خرجت منها دارفور بخفي حنين سوى تلك الدرجات التي منحهها إتفاق أبوجا لطلاب دارفور .

إن حرص مناوي للبحث عن أمهات القضايا كقضايا النازحين جعلته أن يقع في فخ المطالب التي ليس بيده حيلة من تحقيقها فالكل تحدث عن الأمن وفي ذات الوقت الكل يعلم جيدآ أن تكاليف تأمين المواطنين باهظة الثمن حتى القوات التي وعد بأن تساهم في هذا الجانب لم يتم ترتيبها بالصورة التي تجعلها مؤهلة كي تتولى هذه المهمة الأمر الذي جعله يصرح بضرورة الإسراع في تنفيذ بند الترتيبات الامنية في الوقت الذي فيه من المفترض أن تكتمل عمليات الدمج والتسريح فأي شرعية تلك التي تسمح لهذه القوات من تمتين العملية الامنية ليتأكد للمتابع أن حديث مناوي في هذا الجانب بمثابة حديث إستهلاكي ليس إلا… لأن فاقد الشيئ لا يعطيه….

،،، نواصل بإذن الله ،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

6 + 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى