بكري المدني يكتب .. عشرة ونسة مع الكاردينال

عشرة ونسة مع الكاردينال

 

بقلم بكري المدني

 

احرص صباح كل أحد على زيارة الزميلة فاطمة الصادق بمكتبها بقناة الهلال عقب مشاركتي الراتبة في برنامج بالبونط العريض وان تأخرت طلبت هى مقابلتى

 

صباح الأحد الأخير وجدتها كما هي جميلة وواضحة كالشمس تدير بمركزية عالية واحدة من أنجح المؤسسات الإعلامية في بلادنا وهدى قصة اخرى

 

وجدت معها ذلك الصباح السيد أشرف الكاردينال-لم اجالس الرجل من قبل طويلا كما سنحت لي هذه الفرصة وكنت احادثه وانا أرسم له (بروفايل)في ذهني ووجدته مختلفا عما تصورته كلية بالسابق

 

بدا لى كاردينال سهلا في التواصل متبسطا فى الحديث لا تحيط به تلك الغلالة التى تفصل الكثير من الأثرياء عن عامة الناس ولو نظرته لظننته ضيف عابر على المؤسسة التى يملكها على الأرض وفوق الفضاء !

 

ذكي بالفطرة او الاكتساب لا أدري ولكن تستبين على قسماته وصفة لم أجد لها مصطلحا فصيحا ولكنها على أية حال تقابل في عاميتنا الدارجة (مقرم)او (شفت) وتظهر على عينيه محطات حياة مثيرة بين الموانئ والمطارات والأسواق والدول ومعاصرة ومعافرة للكثير من الناس والأجناس

 

بدأ لي (اشرف)ملما بتفاصيل الحياة العامة أكثر من كونه رجلا من المفترض انه يحيا في طبقة معينة وعلى ذلك فهو شخص يصعب خداعه!

 

حساس جدا وان اجتهد في إخفاء ذلك لا يحرص على إعلان ما يقرره ويقدره من مساعدة للآخرين إذ لحظته يراسل فاطم بعجالة كلما دخل صاحب حاجة والدنيا قبايل عيد وتقوم هي باللازم خيرا للبر في عاجله

 

قلت لفاطم أننا نحتفي برجل يمكن يدخل الآخرين الجامعة او المستشفى او حتى السوق فكيف بالكاردينال الذي سعى لإدخال البعض الجنة من خلال تنظيمه رحلة للحج خاصة بالمسنين الذين تخلى عنهم أبنائهم !

 

بلغته أسفي على اعتزاله السياسة التى أحدث فيها فرقا في وقت وجيز ولكني قدرت فيه كونه شخصا متصالحا مع نفسه يصعب عليه التعاطي مع شأن موصوف من قديم بأنه لعبة قذرة

 

أحسب -مع ذلك -ان كاردينال الشمالي الهوية والشرقي الهوى والقومى النزعة لن يمض بعيدا عن القضايا العامة وان مضى أدركته هي وللرجل رأسمال مهول من العلاقات وارصدة من المعارف ستجعل حضوره اللازم مطلوبا دائما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى