شرف الدين احمد حمزة يكتب : السودان ومصر_منظورات جديدة للعلاقات (تحديات البقاء والنماء)(1)

الخرطوم : الحاكم نيوز

بعيدا عن المزايدات السياسية والإعلامية ودون تقليب المواجع القديمة أو أن ننكأ جراحا أو التوقف عند التجارب السابقة الفاشلة والمبتورة فإن الواقع الدولي والإقليمي يستوجبان ويفرضان على السودان ومصر أن يقرءان بعين يقظة وحذرة ومدركة وبعقل مفتوح متحرر من عقابيل الماضي مستقبل وجودها البشري والإقتصادي والحضاري لبلديهما ولشعبيهما_حيث أضحت هذه التحديات ماثلة للعيان الآن بصورة أوضح من ذي قبل تجاههما معا وبمخطط واحد مدروس بعناية فائقة من قوى دولية وإقليمية معلومة لشعبي البلدين .
وعليه تجئ سلسلة هذه المقالات الموجزة كدراسة تأشيرية تحدد أهم هذه المخاطر والتحديات كعناوين مباشرة على النحو التالي:-
أولا:التحديات المرتبطة بمستقبل تشغيل سد النهضة الإثيوبي وتأثيراته على إنسياب الحصص المائية للبلدين ومخاطر الإستخدام السياسي للمياه مستقبلا وفقا لذلك،وإرهاصات تطبيق السياسات الدولية لتسعيرة المياه في ظل العولمة وفقا لسياسات البنك الدولي والتي تم إقرارها فعليا قبل سنوات بالتزامن مع تعديل القانون الدولي للمياه الذي أعاد تعريف الدولة المتشاطئة إقليميا بما يتيح لإسرائيل الإنضمام إلي نادي دول حوض النيل قريبا جدا.

ثانيا:تهديد الأمن القومي المصري الإستراتيجي من جنوب مصر عبر تمزيق السودان ضمن المؤامرة الدولية التي بدأت بفصل جنوب السودان والتكتل الدولي والإقليمي وراء كل حركة مسلحة سودانية تتفاوض مع الحكومات السودانية ودعمها بغرض فصل المزيد من الولايات السودانية وأن تمزيق السودان وفق إستراتيجيات إقليمية سيحرمها من الإستفادة من أي حصة من مياه بإعتبارها دويلات غير مطلة على شاطئ نهر النيل بما من شأنه تعزيز عوائد إثيوبيا من عوائد بيع المياه وفق السيناريوهات المستقبلية بعد إكتمال بناء سد النهضة وإستكمال الملء الكلي لبحيرة السد ب74مليار متر من المياه وبداية التشغيل الفعلي للسد والتحكم في السياسات الهيدروليكية لدولتي المصب في السودان ومصر.

ثالثا:الثغرة الإستراتيجية التي أوجدتها الحكومة السودانية الإنتقالية بتطبيع العلاقات السودانية الإسرائيلية وإلغاء قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1958،والتوقيع على ما يسمى بالإتفاق الإبراهيمي الذي يعززمن التهديدات الإسرائيلية لدولتي المصب معا كإمتداد للوجود الإسرائيلي الذي يحمي الهضبة الإثيوبية ومنظومة منشآتها المائية خاصة ضد سد النهضة من مخاطر الهجوم العسكري المصري المباغت بقبة حديدية كالتي فوق سماء تل أبيب والممولة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

رابعا:تحويل إثيوبية إلى قوى إقليمية وإقتصادية عظمى عند بوابة القرن الإفريقي ليكون السودان ومصر بين قوتين عظمتين بين إثيوبيا جنوبا وإسرائيل شمالا وتأثيرات ذلك على ما يعرف بالمجال الحيوي الإستراتيجي للسودان ومصر معا.

خامسا:إنحسار مياه النيل عن الدلتا المصرية تماما بفعل التأثيرات البيئية الماثلة والمشاهدة الآن بل وسقوط الدلتا المصرية بكاملها في بطن البحر الأبيض المتوسط لتآكل الشواطئ بفعل ظاهرة النحر والتأثيرات السالبة المدمرة للإقتصاد المصري والنمو السكاني المتصاعد لسكان مصر حيث ستفقد مصر ثلثي إنتاجها ومن الإنتاج الزراعي الخضري والبستاني والحقلي مع توقع نزوح%8من سكان الدلتا المصرية إلي مصر الوسطى ومصر العليا مع الأخذ في الإعتبار هنا زيادة ملوحة التربة في مصر العليا وفق العديد من الدراسات الخاصة بدراسة التربة والتحليل الميكانيكي والكيميائي للتربة في مصر العليا خاصة ما جاء في دراسة د.حسب الله الكفراوي وزير الزراعة المصري الأسبق_مع أهمية الأخذ في الإعتبار دراسة د.عبدالمك عودة المنشورة بمجلة السياسية الدولية عام 1988والتي خلصت إلي أن مشكلات مصر السكانية والإقتصادية لا حل لها إلا في السودان .

سادسا:يجئ ضمن المخاطر والمهددات تجاه مصر هو ما أشيع ويعلن على إستيحاء بين الفينة والأخرى عن المخطط الإسرائيلي الخبيث لحفر قناة موازية لقناة السويس لتأخذ التجارة الدولية دورة أخرى بديلة للمرور عبر قناة السويس خاصة بعد جنوح الباخرة التجارية مؤخرا وتعطل الملاحة بالقناة حيث جرى التسويق للقناة الإسرائيلية الجديدة وتأثيرات ذلك على العوائد الإقتصادية لقناة السويس ولمركز مصري الإستراتيجي.

إذن فالمخاطر والمهددات المحيطة بالأمن القومي الإستراتيجي للسودان ومصر تهددانهما مهددات وتحديات خطيرة للغاية ولها تأثيراتها للجغرافيا الأرضية،والجغرافيا البشرية،والجغرافيا الإقتصادية،والجغرافيا الحضارية للبلدين الأمر الذي يحتم على القادة في البلدين الإستفاقة والخروج من دوائر الحذر والترقب والرصد والمتابعة إلي دائرة الفعل الموازي لهذه المخاطر والمهددات التي لم تعد مخاطر أو مهددات بل أصبحت واقعا مجسدا له شواهده الماثلة_لقد إنقضت عصور الغزو التتري والمغولي والروماني فنحن نعيش عصور الرمال المتحركة سياسيا تحت أقدامنا عبر المخططات والإستراتيجيات الدولية والإقليمية في ظل العولمة والسياسات الإبراهيمية .

لقد كان من أهم دوافع هذا المقال ما أشار إليه المهندس الإستشاري المصري جمال عسكر،إستشاري هندسة الطرق والإتصالات عبر راديو “سوا والحرة”ظهيرة الإثنين 15/يونيو/2021وهو يتحدث عن الدراسات الخاصة بمشروع ربط السكك الحديدية بين مصر والسودان إلي محطة أبو حمد شمال السودان بطول 600كم الأمر الذي جعلني أتفاءل بأن السودان ومصر قد بدءا ترجمة آمال وأحلام وأشواق شعبي وادي النيل في مصر والسودان لنكون وحدة جغرافية واحدة ووحدة هيدروليكية واحدة تظللهما المناورات العسكرية المشتركة بين السودان ومصر والتي إختتمت مؤخرا بشمال السودان تحت شعار((حماة النيل))والألف ميل تبدأ بخطوة_وقديما أنشدنا مع شاعرنا الفحل خليل فرح((مافيش تاني مصري سوداني نحن نموت ونحمي النيل))ورددنا مع كابلي الأستاذ الشفيف((مصر يا أخت بلادي يا شقيقة))لقد كنا معا في معارك الإستنزاف قباله((كبرى الفردان))بقناة السويس في مواجهة العدو الصهيوني بعد نكسة 1967،ولقد سالت دماؤنا معا فوق خط بارليف ورفعنا معا علم مصر فوقه ورددنا عندها معا((بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي))وإسترجعنا مع كوكب الشرق أجواء((والله زمان يا سلاحي _إنهض وقول أنا صاحي))فمحمد نجيب من عندنا،وناصر تربى بيننا،وبطل العبور أنور السادات إبننا والحضارة الفرعونية السوداء والبيضاء قسمة بيننا وأسألوا شارل بونيه خبير الآثار السويسري.

نواصل إن شاء الله،،،
شرف الدين أحمد حمزة
0114541743

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى