الطريق الثالث – بكري المدني – كلام حميدتى – دمج الدعم السريع في الجيش (2)

من الأشياء التى ركز عليها الفريق اول حميدتى في حديثه الأخير المثير مناداة البعض بدمج قوات الدعم السريع في الجيش ولقد صدق حميدتى في انها قوات أنشئت بقانون وتشريع وقد لعبت دورا كبيرا في مكافحة التمرد وكان لها دور مركزي في الثورة إضافة الى أدوار أخرى لها في شتى المجالات بحسبان انها اصبحت مؤسسة معتبرة من حيث الإمكانيات المادية هذا طبعا غير الأدوار الإقليمية والدولية التى لعبتها سواء في مكافحة الهجرة غير الشرعية او المشاركة في حرب اليمن ولكن –

ولكن هذى مهمة وان كان الواقع بالأمس يرفض المساس بقوات الدعم السريع وحلها فإن الهدف الأساس الذي أنشئت من أجله وهو مكافحة التمرد على الدولة قد انتهى حربا وسلما وبدور كبير منها سواء بحسم الكثير من المعارك مع الحركات المسلحة في العهد السابق او اضطلاع قائدها شخصيا بملف السلام مع ذات الحركات و انجازه على الشكل الجاري وقد عادت غالب تلك الحركات للداخل شريكة في السلام والسلطة إلى جانب القائد حميدتى نفسه!

ان القائد حميدتى هو من وقع مع قادة الجبهة الثورية والتى تضم الحركات المسلحة على اتفاق سلام من اهم بنوده ترتيبات أمنية تنتهي بدمج قوات تلك الحركات في القوات المسلحة بعد ان أتفق الجميع على تكوين (جيش وطنى واحد)وهو ذات البند المنصوص عليه من قبل في الوثيقة الدستورية الموقعة بين المجلس العسكري وقوى الحربة والتغيير وقد مثل وقتها الفريق اول حميدتى أيضا المجلس العسكري في ذلك التوقيع !

جيش وطنى واحد إذا هو نص صريح في الوثيقة الدستورية ويند واضح في اتفاقية جوبا للسلام وفي الحالين كان القائد حميدتى هو ممثل الحكومة فهل من المنطق خاصة ومن بعد ان عادت الحركات للداخل في انتظار إعادة ادماج قواتها في الجيش يتم الاحتفاظ بقوات الدعم السريع ولماذا وحتى متى؟!

ان القائد حميدتي نفسه يعلم أن قوات الدعم السريع أنشئت في أوضاع استثنائية وغير طبيعية ومن الطبيعي ان يتم اعادة ترتيب وضعية هذى القوات بعد السلام ولقد قال هو نفسه في تصريح قريب (قوات الدعم السريع مصيرها للجيش) ولقد كان تصريحا مسؤولا وعادلا باعتبار أن الذين كنت تحاربهم قد عادوا للسلم وقواتهم كلها في انتظار الحل والادماج في الجيش الذي أتفق ان يكون جيشا وطنيا واحدا يمثل الجميع

قد يكون للقائد حميدتي محاذيره من إعادة ترتيب وضعية قوات الدعم السريع ودمجها في الجيش وهذى محاذير متفهمة ولكن الوضعية الجديدة والتى ستحمي قادة الحركات المسلحة وهم شركاء الأمس في حرب دار فور وشركاء اليوم في سلام السودان هي ذات الوضعية التى يجب ان تحمي القائد حميدتى

نعم -الوضع الذي سيجعل السادة جبريل ابراهيم واركو مناوي والهادي إدريس وحجر وغيرهم من الذين قدموا والقادمون على طريق السلام في امان هو ذات الوضع الذي ينطبق على القائد حميدتى ويمكن تحصينه وتحصين كافة القادة العسكريين الذين كانوا أطرافا في حروب السنوات الماضية بما يعرف بالعدالة الانتقالية والتى تحفظ السلام ولا تضيع العدل في الإقليم والسودان في ذات الوقت

ان إعادة دمج جميع القوات في القوات المسلحة من خلال اتفاق الترتيبات الأمنية وخلق جيش وطنى واحد سيجعل من الجميع سواسية في السلام وليس على يد اي أحد منهم سلاح وهو الوضع الذي سيجعل من الجميع أمان في ذات الوقت

أخيرا لن يصح إلا الصحيح والصحيح كان في تصريح القائد حميدتى نفسه والقائل بأن قوات الدعم السريع من الجيش ومصيرها للجيش او كما قال !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى