ابراهيم عربي يكتب : (مفاوضات الحكومة والحلو) … جوبا ويييييي ..!!!

الخرطوم الحاكم نيوز
لجأت الوساطة الجنوب سودانية لممارسة سياسة الغرف المظلمة وتكميم الأفواه ، ذاتها التي إنتهجتها الوساطة الأفريقية من قبل في مفاوضات السلام بنيفاشا ، حيث خدعت أهالينا في (النيل الأزرق ، وجبال النوبة / جنوب كردفان) بعيدا عن أعين الإعلام بذات الفرية (سرية المداولات) ، وإيهام الإعلام بإنه شريك في مفاوضات لا يعلم حيثيات مايدور بداخل تلكم الغرف المظلمة .
علي كل (العاضية الدبيب بخاف مجر الحبل) لقد غدرت الوساطة من قبل بأهلنا في المنطقتين واعتبرتهم جوبا مجرد (بندقجية) إستعانت بهم في نفيرها لتقطع بهم فرقة وإنتهت مهمتهم وانفض سامر النفير بإنفصال جنوب السودان وتكوين دولته المستقلة .
واضح أن الدكتور ديو مطوق لجأ لممارسة خبرته التي إكتسبها من رفاقه سياسة (التلقين والتضليل) ، إذ طالب الأجهزة الإعلامية أن تلعب دورت إيجابيا !، وذلك يعني البصم بالعشرة حتي لو أدي لكلفتة الإتفاق لتحقيق نصرا ، وبالطبع هذا مالم نتفق معه عليه وسنظل نقاتل ونبحث عما يدور داخل غرفهم المظلمة تلك في ظل العولمة .
قطعا تلك التوجهات تتماشي مع تقاطعات مصالح الشركاء وأجنداتهم بشأن المفاوضات الجارية ، وليست بذاتها بعيدة عن مصالح الدولة المضيفة نفسها ، ولكنها أيضا ليست منهجا جديدا علي الإعلام في ظل الحكومة الإنتقالية مثلما ظل يدور في مؤتمراتها التي تحولت لمنصات إعلانات إنتهت عندها شعارات الثورة (حرية ، سلام وعدالة) .
أعتقد تلكم الأساليب والإسترتيجية التي كشفت عنها الوساطة للتعامل مع الإعلام ، جاءت عقب إحتجاج الحلو (رجل الجنوب المدلل) علي تسريب مقترح المسودة التي دفع بها وفده بشأن الإتفاق الإطاري .
علي العموم وجدت تهديدات الحلو تلك أذنا صاغية فكانت بذاتها فرصة سعت لها الوساطة بجوبا ، فمضت المفاوضات في ترتيب الأجندة التفاوضية (القضايا السياسية ، القضايا الانسانية وحلت الترتيبات الأمنية أخيرا) ، وتعتبر خطوة موفقة دخلت بموجبها المفاوضات مرحلة تحديد النقاط (المتفق عليها والمختلف حولها والمحتفظ عليها) .
علي أي حال الطرفان (قدا عين الشيطان) ، فأمنا علي النقاط المتفق حولها وأجلت الوساطة النقاط المختلف حولها ومشت بالخوض في النقاط مكان التحفظات لتقريب وجهات النظر ، حيث تم التباحث أمس (أربعاء الحلو) صباحا ومساء ، فالآن الكرة في ملعب (الحكومة الإنتقالية والحركة الشعبية – شمال جناح الحلو) للمضي قدما بالمفاوضات حتي السادس من يونيو الجاري ليغادر الوفدان جوبا لمزيد من المشاورات لمدة إسبوعين للدخول بعدها في النقاش والتفاوض حول الموضوعات المختلف حولها لاجل الوصول لإتفاق سلام شامل ومستدام .
في إعتقادي أن المفاوضات الجارية بجوبا بين (الحكومة والحركة الشعبية الحلو) ليست سهلة هكذا كما يتصورها البعض ، إذ تجابهها رواسب إخفاقات مفاوضات السلام الشامل 2005 بنيفاشا والتي تكللت بتوقيع إتفاق سلام ، فشلت دونها الشراكة في الحكم (6) سنوات بسبب التشاكس ، حيث كسبتها جوبا ووصلت لهدفها تحقيق الإنفصال وتكوين دولتها المستقلة ، بينما خسرت المنطقتين ، فاندلعت الكتمة في كادقلي ولحقت بها الدمازين ولازالت عبارات كومرت مالك عقار ترن في آذاننا (الكتوف ساوت الكتوف .. ولكل جيشه وقصره) !.
بلا شك أن الإخفاقات التي ترتبت علي تجربة الشراكة في الحكم تؤكد بأن العلاقة بين دولة جنوب السودان والحركة الشعبية – شمال (الحلو) علاقة (مصير مشترك) لم تفك جوبا إرتباطها (سياسيا وعسكريا) بصورة كاملة بالحلو ، مثلما ظلت علاقة الخرطوم بالدكتور رياك مشار ووجود قوات (دي سي) التابعة لجوبا بالمناطق الحدودية الشرقية لجنوب كردفان وبل ظلت تمارس مهام إدارية داخل الدولة السودانية دون أن توقفها السلطات السودانية عند حدودها .
وليس كل ذلك بعيدا عن (سلام السودان) وفق القرار الدولي (2046) الصادر في 2012 بشأن أزمة هجليج والتي إرتبطت فيها مشكلة الحرب في المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) بالازمة وبالقرار نفسه ، بحكم الفرقتين (التاسعة والعاشرة) والتي تتجاوز أفرادها (30) الف عسكري تتبعان للجيش الشعبي في جنوب السودان ، وان هنالك أكثر من (10) آلاف عسكري تقريبا من خيرة أبناء جبال النوبة بالجيش الشعبي بالوحدات المختلفة بجوبا في وضع غامض وغير مفهوم ، وبالطبع لا يزال الإرتباط السياسي يراوح مكانه (جوبا ويييي) .
علي كل لا يمكن عزل المفاوضات مع الحلو بعيدا عن إنشغالات جوبا نفسها وتخوفاتها من قبل حكومة الشمال الدولة الأم و(المستعمرة) وليست تلك بعيدة عن (قصة الكلب) التي اثارها سلفاكير بالجلسة الإفتتاحية والتي تؤكد أن مشاكل الحدود في (أبيي ، هجليج ، كفيا قنجي ، جودة ، وغيرها ) تمثل مع القضايا العالقة الأخري هاجسا وعقبة أمام إستقرار الدولتين ، وليس ذلك بعيدا أيضا عن الحرب التي إندلعت بين الأشقاء في الجنوب 2013 ، حيث تم الإتفاق والتوافق بين القيادات الجنوبية رياك مشار ورفاقه بالخرطوم وهي الضامن لذلك حسبما أكد حميدتي الذي قذفت به أجندة الحلو الماكرة بعيدا ولكنها ليست في مصلحة العملية السلمية بالبلاد .
ولذلك كله حل بالخرطوم توت قلواك مستشار الرئيس سلفاكير ويرافقه وزير المالية بدولة جنوب السودان أثيانق دينق أتيانق ناقش مع نظيره السوداني الدكتور جبريل وقيادات الوزاة حركة التجارة والحدود والمعابر وتبادل الخبرات فى مجالات النفط والزراعة والنقل النهري والسكة حديد والتوسع فيها لمصلحة الدولتين وتطوير العلاقات البنكية وتم توقيع علي مذكرات تفاهم .
ولذلك لا أعتقد ستمضي المفاوضات بين الحكومة والحلو إلي غاياتها قبل معالجة تلكم الإنشغالات الجنوب سودانية ، وليس الحلو نفسه مطمئنا للوضع في البلاد في ظل وضع هش وأزمات بالخرطوم ، لا يلبي أشواق وتطلعات الحلو لأجل الوصول لإتفاق السلام في الوقت الراهن مالم يجد الرجل ضمانات عليا إقليمية ودولية توفر دعومات مادية وتنفيذية وسياسية لمخرجات الإتفاق وليست مجرد ضمانات من قبل جوبا . 
الرادار .. الخميس الثالث من يونيو 2021 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى