محمد إدريس يكتب : مزادات النقد الأجنبي.. أن تأتي متأخراً..!!

الخرطوم الحاكم نيوز

*نهار الخميس الفائت فتح بنك السودان أبوابه لإستقبال الإعلاميين والصحفيين في تنوير اعلامي،لاطلاعهم على فحوى السياسات الجديدة لمقابلة إرتفاع الطلب على العملات الأجنبية عقب تحرير سعر الصرف تحت مسمى (مزادات النقد الأجنبي).. المزاد الأول انعقد الأربعاء الماضي بقيمة ٤٠مليون دولار وخصص ١٦ مليون دولار بمشاركة ٢٠بنكا والثاني سينعقد بقيمة ٥٠مليون دولار الثلاثاء القادم لتنظيم مزاد النقد الأجنبي وشراء السلع الضرورية..!!

*قبل تقييم ماورد في التنوير .. هنالك ملاحظات سريعة .. الإشادة باتجاه البنك للتواصل مع وسائل الإعلام لتمليك المعلومات للرأي العام..ويتمدد وينمو السوق الموازي في المنطقة المظلمة من غياب المعلومةوصناعة الشائعات ليصل الدولار إلى ماوصل ليك الان..!

*الملاحظة الثانية هي أن التنوير بدأ بعد ساعة ونصف من الزمن المحددفي الدعوة /الحادية عشر صباحاً.. دقة المواعيد وضبط إيقاع العمل يعطي مؤشرات عن دولاب العمل في بنك السودان، الذي يحمله البعض وزر كل مايجري للاقتصاد السوداني من تدهور.. أما الملاحظة الأخرى فأخص بها زملائي الإعلاميين، حيث يصربعضهم إصراراً على تسجيل الحضور بانتهاز فرص سؤال ولو على حساب الرصانة واللباقة وقاعدة لكل مقام مقال،مثلما فعلها أحدهم بالسؤال عن ضعف المرتبات وغلاء المعيشة كأننا في حضرة جبريل إبراهيم وزير المالية وليس مسؤل السياسات والبحوث والإحصاء ببنك السودان الأستاذ مصطفى محمد عبدالله الذي كان يتحدث في التنوير الإعلامي ذاك..

*خطوة مزادات النقد الأجنبي ستساهم في إحداث إستقرار نسبي في تداول العملات وإن جاءت متأخرة لكنها مقرونة بإصلاحات اقتصادية في مكافحة التهريب وانعاش قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية..وسيظل شبح لجنة صناع السوق يطارد مزادات النقد الأجنبي مالم يتسع المزاد ليوفر إحتياجات السوق بأسعار مستقرة..!

*فهمنا من التنوير أن البنوك تتقدم بطلباتها إلى المزادبعدأن تستوفي شروطه، مثلا: أن لاتكون هنالك طلبات متعددة للدخول في مزادات النقد الأجنبي والاشتراط على وضع المكون المحلي في الفترة التي تتم فيها عملية الاستيراد والتصدير،وأن تكون للبنوك التجارية حسابات يتم تغذيتها في البنك المركزي وتحديد قوائم من السلع المطلوبة، وهذا يعني أن الحوجة المحدودة للمواطن من العملات يتم توفيرها عبر البنوك أما حوجة السلع الضرورية عبر المزادات،ولكن رغم ذلك يتمدد ساخراً السوق الموازي ليوالي الارتفاع يوماً بعد يوم في متوالية تدهور الجنيه السوداني، تلك قصة مشكلة مقعدة ومرحلة لايحلها مجرد مزاد بل حزمة سياسات اقتصادية، على كل فكرة المزادات وإن جاءت متأخرة خير من أن لاتأتي ابدا..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى