حماة النيل.. يرسم واقعاً جديداً للتكامل بين السودان ومصر

الخرطوم الحاكم نيوز 
النائب تدريب: التمرين له ما بعده، وهو امتداد لمشاريع تدريبية مختلطة 
مدير التدريب: حماة النيل يهدف الى تبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين الجيشين 
ممثل هيئة التدريب المصري: وصولنا للاراضي السودانية بغرض المشاركة في التمرين 
تقرير: محمد نور المدينة 
القوات المسلحة ماضية في تعزيز شراكاتها مع الدول الشقيقة والصديقة تأكيداً لعدد من المفاهيم والمبادئ العسكرية والتدريبية منها تبادل الخبرات وتقريب وجهات النظر من خلال المعايشة والانسجام والبناء المعنوي تدعيماً للترسانة الدفاعية وتوحيد أساليب العمل بغرض التصدي للتهديدات المتوقعة، ومن هذا المنطلق نفذت المؤسسة العسكرية عدد من المناورات واخرها تمرين نسور النيل 2 في ابريل الماضي وعلى ذات العزم يأتي تمرين «حماة النيل» مع القوات المسلحة المصرية وهذه التمارين تأتي سياقتها ضمن السياسة التدريبية وتمثل خارطة للانتقال والانفتاح نحو العالم للتعرف على الثفاقات الجديدة لاساليب الحرب الحديثة وهذه التدريبات المشتركة لا تمثل تهديد لدولة بعينها، بل ترمي لصون أمن وإستقرار السودان ومصر ومنعاً لأي تهديد محتمل.. وتداعيات الاحداث الماثلة على النطاق الاقليمي فرضت واقع جديد يقوم على الشراكة والمناصرة في كافة المحافل والميادين، واذا نظرنا الى تمرين حماة النيل من هذه الزاوية فرضته وحدة الهدف والمصير المشترك وتكامل الامن القومي بين البلدين والشعبين.. وكل هذه المعطيات تضع القوات المشاركة في الاتجاه الصحيح بضرورة الاستفادة القصوى من التمرين التدريبي فكراً وابتكاراً والعمل على دعم خطط القيادة العامة للقوات المسلحة ورئاسة هيئة الاركان في ذات الصدد. 
احكام القيادة 
وقال الفريق الركن عبد الله البشير أحمد الصادق نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب في تصريحات بثتها فضائية الحدث السعودية، إن “القوات المشاركة ليست بالقليلة، وهذا التمرين له ما بعده، فهو امتدد لعدة تمرينات مختلطة (مشتركة) مع مصر”. وأضاف: “التدريبات ليست معنية بشيء بعينه، وسد النهضة يمكن هو جديد، والتدريبات ليست مربوطة به، لكننا نقول إننا نستفيد من خبرات الآخرين، على أساس نكون مستعدين للدفاع عن حقوقنا لأبعد الحدود”. وجدد حرص القوات المسلحة على الاستمرار في التدريب المختلط مع الدول الشقيقة والصديقة لتبادل الخبرات وترسيخ المبادئ العامة لمفاهيم الحرب الحديثة. واشار الي اهمية التمرين والدور الذي يلعبه في نقل الخبرات واكساب القوة المشاركة المعارف والثقة واحكام القيادة والسيطرة في التخطيط والتنفيذ. 
رفع القدرات 
اللواء الركن مالك الطيب خوجلي مدير إدارة التدريب رحب بالقوات المصرية المشاركة، كما أشاد بما تتسم به القوات السودانية والمصرية من كفاءة وجاهزية عالية وخبرات تدريبية وقتالية متميزة، مؤكداً أن التدريب يهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز سبل التعاون العسكرى بين البلدين. وقال إن التدريبات العسكرية المشتركة مع مصر يهدف إلى رفع القدرات واكتساب المهارات، وصولاً إلى الكفاءة القتالية. 
انفاذ المشروع 
اللواء اركان حرب خالد رضوان ممثل هيئة التدريب بالقوات المسلحة المصرية قال إن وصول القوات المسلحة المصرية على الاراضي السودانية بغرض المشاركة في التمرين التدريبي حماة النيل الذي تشارك فيه عناصر من القوات البرية والجوية لكلا الجانبين. موضحاً ان القوات السودانية والمصرية وضعت الترتيبات اللازمة لانفاذ المشروع وفق التوقيتات المخططة. 
القيادة والسيطرة 
اللواء الركن خالد حسن حسن الفكي مدير فرع التدريب بقوات الدفاع الجوي قال إن قوات الدفاع الجوي تشارك في حماة النيل بثلاثة منظومات من الصواريخ الحديثة والتمرين فرصة لابراز عدد من المقاصد والاهداف التدريبية منها اختبار الكفاءة القتالية وتبادل الخبرات واكتساب مهارات جديدة. مشيراً الي الفوائد العلمية والعملية لمثل هذه التمارين المشتركة في تحقيق الانسجام والتعايش وتعزيز العديد من القيم والروابط العسكرية. لافتاً للبناء المعنوي الذي تبرزه التمارين المختلطة بالنسبة للقوات المشاركة في استكمال حلقات التدريب على مستوى القوات المسلحة بالبلدين. مضيفاً ان الدفاع الجوي سخر كل الامكانيات لنجاح التمرين وهدفنا الاستفادة القصوى من كافة اوجه التدريب التعبوي لانشاء قوات موحدة قادرة على حفظ أمن وسلامة الدولتين. وقال ان التمارين المشتركة تمكن القوات السودانية والنصرية من التعرف على اخر حلقات التطور العسكرى، فضلاً عن الالمام بواجبات القيادة والسيطرة واعمال ضباط الركن وادارة عمليات الدفاع الجوي. 
مستوى الجاهزية 
العقيد تامر الرفاعي المتحدث باسم الجيش المصري أعلن وصول قوات برية وبحرية وجوية إلى السودان للمشاركة في هذا التمرين. وأضاف أن المشاركة في التدريب بهدف الاستعداد وزيادة الخبرات التدريبية وتأكيد مستوى الجاهزية. وقال إن التمرين يعد استمراراً لسلسلة التدريبات السابقة نسور النيل1و2 التي جرت في نوفمبر 2020م، وإبريل 2021م. 
دعماً للتعاون العسكري 
وفي السياق أعلنت القوات المسلحة السودانية اكتمال الاستعداداد لانطلاق المشروع التدريبي السوداني المصري المشترك «حماة النيل» الذي سيجرى على الأراضي السودانية في الفترة بين 26 و31 مايو لهذا العام بهدف توحيد أساليب العمل للتصدي للتهديدات المتوقعة للبلدين، مبيناً ان التمرين الذي سيتم تنفيذه بمنطقة ام سيالة تشارك فيه كل من القوات البرية، الجوية و قوات الدفاع الجوي في البلدين، وهو امتداد لتمارين سابقة تم تنفيذها كتمرين (نسور النيل ١ و ٢) بمروي وتمرين (سيف العرب ٢) بالاسكندرية وبمشاركة القوات السودانية. 
وأوضح، البيان انه «تحقيقاً لهذا المسعى، ستُجرى تمارين مشتركة مع عدد من الدول الصديقة في أواخر شهر مايو/ أيار الجاري». وأكد البيان أن «هذه التمارين تأتي في إطار تنفيذ السياسة التدريبية للقوات المسلحة السودانية وتماشياً مع البروتوكولات الموقعة واتفاقيات التدريب المشترك بينها ونظيراتها من الدول الشقيقة والصديقة». ووفق البيان، يعقب تمرين «حماة النيل»، تدريب بحري مختلط بين القوات البحرية السودانية والمصرية بالبحر الأحمر. وأضاف: «تُجْرى جميع هذه التدريبات ضمن بروتوكولات موقّعة مسبقاً مع الدول الشقيقة والصديقة دعماً لأواصر التعاون العسكري المشترك وتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم العسكرية وصولاً لاحترافية العمل العسكري». 
توحيد المفاهيم 
‎ ويعد تمرين حماة النيل الاكبر من نوعه بين البلدين ويري عدد من الخبراء العسكريين ان مثل هذه التمارين تبرز عدد من المقاصد والاهداف العسكرية وفي طليعتها ( تبادل الخبرات العسكرية، الاطلاع على أحدث أنواع الأسلحة، التدريب على مسرح العمليات والحروب، حل المشاكل العسكرية التي تواجه التدريب والتمارين التعبوية، توحيد المفاهيم. ويؤمن الخبراء على أن التدريب المشترك يعد أحد صور التعاون العسكري بين البلدين، ولفتوا إلى أن لكل جيش، أساليبه وقواعده ونظامه الخاص، ويتيح التدريب المشترك بحث تلك الأساليب والأخذ منها، والوصول إلى أساليب تعاون جديدة ومبتكرة، والعمل على حل المشكلات التي تواجه العمل سواء كانت على مستوى القوات البرية والجوية. اضافة الى تبادل الخبرات ورفع معدلات كفاءة العناصر المشاركة وصقل مهارات القادة والضباط والعناصر والقدرة على إدارة وتنفيذ عمليات هجومية ودفاعية مشتركة بين البلدين. 
تمارين سابقة 
نفذت القوات الجوية السودانية مع رصيفتها المصرية مناورات جوية تحت مسمي ( نسور النيل) والتي تمثلت في تمرين “نسور النيل- 1 في نوفمبر 2020م، وعلى ذات النسق والتخطيط الاستراتيجي جاءت النسخة الثانية في ابريل 2021م، بهدف تبادل الخبرات ورفع الكفاءة التدريبية للقوات المشاركة وتوحيد للمفاهيم ونقل الخبرات وذلك من خلال تنفيذ العديد من العمليات الجوية المشتركة للوصول بالقوات الجوية في البلدين لمستوى عال من الكفاءة وإتقان التكتيكات الجوية الدفاعية والهجومية والعمل كفريق واحد لتنفيذ العمليات الجوية ليلا و نهارا. وتميزت بالتبادل على مواجهة العمليات المعادية وحماية الأهداف الحيوية، باستخدام الأسلوب الأمثل لاحتوائها وتنفيذ المهام الجوية في ظل وجود الإعاقة الإلكترونية والتخطيط وإدارة أعمال القتال مشترك ولعب المقاتلات المتعددة المهام من الجانبين دوراً فاعلاً في انجاح حلقات التمرين التدريبي وأعمال الدفاع والهجوم المشترك على الأهداف المعادية المرسومة حسب خارطة الفعاليات التدريبية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى