ابراهيم عربي يكتب : (حاجة عائشة) … بعد إيه ..!

الخرطوم – الحاكم نيوز
أعتقد أن الدكتور عائشة موسى عضو مجلس السيادة قد تأخرت في تقديم إستقالتها طبقا للأسباب الموضوعية التي ساقتها ، تلك التي ذرفت في شانها الدموع لتختلط مابين الرهبة والرغبة وتلك خاصية المولى عز وجل للمرأة إن كانت كنداكة أو أخوات نسيبة أو سانات أو راستات أو غيرها ، خصاها الله ان تبكي وتضحك في آن واحد دون الرجال . 
ذرفت الحاجة عائشة الدموع ليس أسفا أو تحسرا علي ما آلت إليه الأوضاع في البلاد بسبب فشلها مع رفاقها ورفيقاتها طوال العامين ، بل بسبب مقتل (2) من الشهداء في ذكري فض الإعتصام في الخرطوم دون غيرهم ، رغم أن البلاد تفقد يوميا عشرات الشهداء بالعاصمة والولايات في ظروف مماثلة في أبشع صور لسياسة إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين ، ولم تجد دموع حاجة عائشة ..! .
في الواقع أن الحاجة عائشة نعت الفترة الانتقالية برمتها ، وقفزت من المركب قبل الغرق وتركتها تترنح في عرض البحر بسبب الفشل والتخبط والعشوائية كما إعترفت وإعتذرت بنفسها لرفيقاتها من النساء وشعب السودان ، نعت المؤسسات العدلية ونعت السلام ونعت الحرية وبل نعت الشرف والكرامة والأمانة والنزاهة والمثل والأخلاق الفاضلة وبل حملت رفاقها بالمكون العسكري مسؤولية التسلبط والتسلط والهيمنة والسيطرة على المكون المدني الهش الذي قالت عنه مجرد تابع مبهور بالسلطة وقانع بالغنيمة والهبات والعطايا .
و لكن الواقع أن الحكومة الإنتقالية فاشلة ويجب أن تذهب بمدنييها وعسكرييها اليوم قبل الغد ، فالبلاد تفتقد للأمن إلا قليلا وأصبح الإنسان يموت (سمبلة) في داخل الخرطوم وفي الولايات ودارفور خاصة من فض إعتصام لغيره ولم نجد دموع حاجة عائشة ، وبل تغتصب المرأة في النيل الأزرق وفي دارفور علي مسمع ومرأي من قبل الحكومة ولم نجد أيضا دموع حاجة عائشة ، والظلم يطال تشريد المئات من الموظفين والكوادر المؤهلة والمدربة بسبب هرطقات لجنة التمكين ذات الغرض والتشفي سياسيا والأهواء ولم نجد دموع حاجة عائشة .
وليس ذلك فحسب بل وصلت الأوضاع المعيشية بالبلاد لأسوا حالاتها في التاريخ ، تجاوز التضخم 400% والدولار تجاوز (440) جنيه وإنعدم الدواء رغم إرتفاع أسعاره بنسبة 700% فأصبح المريض يموت أمام نظرات أهله ولم يجدوا دموع حاجة عائشة ، سعر الرغيفة تجاوزت (30) جنيه في بعض الولايات وتجاوز طلب الفول (500) جنيه وندرة في الغاز والوقود والكهرباء والمياه وعن التعليم حدث فلا حرج ولم نجد دموع حاجة عائشة .
مع الأسف فقدت بلادنا هيبتها وسيادتها وأصبحت لا تمتلك قرارها وبل أصبحت سلعة يتداولها السماسرة والعملاء ولم نجد دموع حاجة عائشة ، وبل طفقت العضو المستقيل تكيل الإتهامات لرفاقها من العسكريين لهيمنتهم بسبب ضعف رفاقها المدنيين ولهثهم خلف الدولار والمصالح الذاتية ، ولكن بالطبع لا نسأل العضو المستقيلة عن فساد المكاتب وإفساد الاخلاق باليورو والدولار والدرهم والريال وإستغلال المنصب والجاه وحتما لذلك يومه ، بينما وصل الحال بالحاضنة السياسية لمرحلة الفاتحة علي روحها والتشييع لمثواها الاخير بأحمد شرفي .
بالطبع لكننا نحمد لك ياحاجة عائشة إهتمامك بدور الرعايا  وإخراج المئات من السجناء البسطاء الفقراء من السجون إلي رحاب الحياة الواسعة في ظل الضنك وشظف الحياة حيث يعيش الكبار من اللصوص وعبدة الدرهم والدولار من سارقي قوت الشعب ناس (الكعوك والقراد وغيرهم) أعزاء كرماء تحت حماية حكومة الثورة ، ولكن أيضا نحمد لك بعض المواقف وكلمة حق قلتيها بشأن إنجازات قريبك الوالي أحمد هارون بشمال كردفان (فك الله اسره) وبل طردت الناشط خالد مصطفي الوالي حاليا من إجتماعك بسبب ذلك وإنت وسط أهلك بمدينة الأبيض التي ولدت فيها وبالطبع ليس من رأي كمن سمع !.
مع الأسف سقطت الحكومة الإنتقالية أخلاقيا وفشلت دون تلبية شعار الثورة (حرية ، سلام وعدالة) ، وبل سقطت الحرية والتغيير (قحت) في مستنقع الوحل الآثن غدرا وخيانة وعمالة وإرتزاق ، باعت الثورة وباعت الأرض والعرض والمثل والأخلاق الفاضلة ، فالفشقة ليست أرضا للبيع وليست حلايب وليست أبيي أو شبرا من أرض الوطن ودونها المهج والارواح .
أعراضنا وشرفنا يا حاجة عائشة ليست للبيع والشراء في حانات باريس وكبريهات القاهرات وقصور الأمراء والملوك والسلاطين وأحضان الماسونية ، لقد خانت (قحت) العهد وغدرت بالثورة فباعت القضية ، لم يخرج الشعب مطالبا بالعلمانية ولا فصل الدين عن الدولة ولا طلبا لتقرير مصير ولا لإلغاء الشريعة ولا لترهات القراي ، ولا لخزعبلات الشيوعي ومن شايعهم من قوي اليسار وعملاء الماسونية والصهيونية ، لكن مع الأسف إختطف هؤلاء الثورة لمصالحهم الذاتية وتقاطعات الأجندات .
بعد إييييه ..! تأخرتي ياحاجة عائشة ، فأصبحت البلاد بلا سلطة وحكومة الثورة بلا إرادة وبلا خطة وبلا رؤية ، تبحث للتمدد علي كرسي السلطة (سمبلة) تمديدا للفترة الإنتقالية مابين المؤتمرات وموائد المفاوضات ودسائس ومكائد الإمبريالية ، ولكننا تقولها صراحة فلتذهب اليوم قبل غد بمدنييها وعسكرييها ويحسب لك إنك ارسيت أدب الإستقالة فأين الآخرون من ذلك ..؟!.
الرادار … الإثنين 24 مايو 2021 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى