أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – ليست أفلاما هندية صرخات واستغاثات سودانية

الخرطوم الحاكم نيوز !

الإستوزار فى السودان حالة تحتاج دراسة خبراء بالنفس البشرية، وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالمنصب إعتراف صريح بدينية الدولة وإرتكازها على المعتقدات الدينية، والسودان الديانة الغالبة بالكم والعدد الإسلامية مما يجعلها المعنية بتصريحات القائمين علي الحكم والامر والنهى إيحابية كانت او سلبية، ولوزير شؤوننا الدينية وربما غيره تصريح يناقض ويفارق الإستوزار الحالى، منسوب إليه وربما كان لغيره وقد تكاثرت علينا التصريحات وتكالبت وتشابه بقرها، فلو لم يختلط علي بقرها، فالوزير هو القائل بسعيهم كمنظومة سياسية إنتقالية لمناهضة أى حزب يقوم على معتقدات دينية، أحزاب الغرب المعتد بديمقراطيتها رغم أنف ظاهرية علمانيتها دينية المعتقدات وتبجيل الكنيسة والبابا خير شاهد، الدين ليس معتقد فحسب بل وصفة حياة للإنسانية، مقبولة الدعوة لمحاربة الغلو والتطرف باسم الدين ومحمودة لو كانت للسياسيين ذوى المهنية الفضفاضة ليتخذوا من تعاليم الأديان وكتبها مرتكزات لتأسيس الأجسام السياسية، فلو فعلوا لاكتشفوا ان الإنسانية القاسم المشترك بين الاديان السماوية، مفارقة أن يدعو مستوزر على الشؤون الدينية أو غيرها ضمن المنظومة لإبعاد معتقداتها من المفاهيم السياسية التنظيمية من باب الإقرار بارهابيتها المسقطة على الديانة الإسلامية بأدبيات إعلان الغرب الحرب على الإرهاب المناصبة العداء لتظيمات إسلامية تتم شيطنتها بمنهجية ويعزز منها متأسلمون بامتشاق سلاح العنف وسيلة سيئة لغاية حسنة، كان على المستوزر ان يدعو التنظيمات والأجسام الدينية بل الإسلامية ان تقوم على معتقدات الأديان الصحيحة وهى مجتمعة نابذة للعنف وحاضة البشرية للتعاون بالإنسانية وهذه لعمرى منتهى العلمانية، لكننا وكما ترانا يا سيد لا نتوحد لا بدين ولا إنسانية ولا نعرف كيف نتخدها منصة لحل قضايانا فنلوذ بجناب إنسانية غيرنا!

اسطورة السدنة
وبالإنسانية، من يأخذ بيدٍ حانية بسودانيين جارت عليهم بأمر ربهم جائحة كورونا فى هند غاندى أسطورة سدنة الفقراء والمساكين، سودانيون لا حول لهم ولاقوة يعانون ويصرخون بوادٍ من غير ذى إستجابة ،يزرفون الأمانى دموعا فى طرقات بلدات الهند العظيمة وعلى قدر عظمتها وتعدادها وعدتها كانت جائحتها التى اخذت معها فى طريق هلاكها سودانيين سافروا لهناك كل لغرضه وبينهم من يتطلب وجوده إقامة طويلة وهؤلاء اقدر للتعامل مع تداعيات الجائحة بشخصية المواطنين القادرة على التكيف، و فى ورطة كبرى المسافرون طلبا للعلاج والتجارة وغيرها من المقاصد والأغراض المبسوطة هنديا للجميع مدرارة للعملات الصعبة للخزينة الهندية العامة برؤً وليس صدفة، تلقينا اتصالات وصرخات من مرافقى مرضى اتموا علاجهم وتأهبوا للعودة ولكن حالت القفلة دونها واحوالهم تسوء يوما بعد يوم لعلو كلفة الإقامة والإعاشة، وغير المرضى ومرافقيهم تجار يفقدون رساميلهم لمواجهة هذا الإبتلاء العظيم من عند الله، لم يفتح الله على مسؤول بكلمات ولو من باب التطمينات لهؤلاء الممتحنين فى ظروف صعبة و مقدرة ومكتوبة بسبب تفشى داء كورونا،ورطتهم شبيهة بأولئك الطلاب والأسر السودانية بووهان الصينية معقل جائحة كورونا المتحورة والمتفننة،ولا ننسى دور دولة الإمارات العربية المتحدة فى إجلائهم بطائرة خاصة مزودة بكل ما يخدم الإنسان لأبوظبى وحجرهم هناك ومن ثم ترحيلهم للخرطوم فى عز الجائحة والإغلاق شبه الشامل فى كل أرجاء الدنيا إلا من بعض دول احسنت التعامل مع هذه المصيبة مع تلطف الاقدار، حال السودانيين فى الهند ينبئ بأن امرهم لا يعنى ولاة امرهم، وولى عليهم من يتحدث عن تشريع لا يسمح بقيام احزاب وفقا لمعتقدات دينية لديها وزارة قائمة بحالها مرتكزة على ذات المعتقدات التى لاغنى عنها و لا تمنح الحرب ضد من يطلق عليهم الكيزان بالروح الثورية صكاً على بياض لمناهضة الأديان والإسلام خاصة،وزارة الشؤون الدينية ينبغى ان تقرن معها الشؤون الإنسانية ويكون من مهامها تعقب حال الرعية منسقاً عاما بين كافة الأطراف الرسمية المعنية لدى حلول مصاب كالذى يمر به السودانيون فى الهند بسبب الجائحة،قطعا لا أحد يعترض على الإجراءات والإشتراطات الصحية التى ندفع الآن ثمن الإستهانة بها واستسهالها وقصة الطائرة القادمة من ليبيا الجريحة مثال ناطق، الأوضاع فى الهند تختلف وشعبها متواطن على كيف يعيش ويحكم إلا من هنات وزلات،ليس المستوزر أيا كان مطالب بإجلاء السودانيين العالقين بالهند إذ هى عملية لا قبل له ولا حكومته بها، مطالب بالكف عن التصريحات عن المعتقدات الدينية والتأسيس عليها ممن يريد فى العمل العام، لايستقيم وجود وزارة قائمة على رعاية شؤون المعتقدات الدينية و تصدر ولو بصورة وأخرى مطالبة من قبلها او غيرها ضمن المنظومة بالتخطيط والتشريع لعدم وجود اجسام وتنظيمات موجودة و هى الآن ملء السمع والبصر تجبر قيادات الإنتقالية على الإعتراف بها بزيارات لها فى معاقل دورها، ليت المستوزر من كان يكف فى خضم هذه الأزمات عن ما سواها ويعلن تدشين حملة رسمية لإغاثة وإعاشة السودانيين هناك بتعقب أحوالهم رسميا وتبنى كلفة الإقامة الجبرية وقد أصابهم يباب ومحل العدم ولم يكن فى الحسبان ما وقع قدراً مخبوءً،لم يفت شئ على الحكومة الإنتقالية لتلقى بالا للسودانيين العالقين المعدمين فى الهند للظروف الإضطرارية الصعبة الموجودين فيها إكراما للجنسية السودانية ورسالة للعالم عن عزة مواطننا، لكن متى الخلاص من الإنشغال بالفارغة والمقدودة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى